أخلاقنا مثلُ نبع الماءِ صافية
زهرُ الأخوَّةِ مِنْها قد سَقيناهُ
أخلاقنا تعْرِفُ الدُّنيا خصائلها
إيثارُنا... عدلُنا كالبَدرِ مرآهُ
نحنُ الذين - وقبلَ النَّاس كلهمُ-
حقلُ المحبةِ بالتقوى زَرَعناهُ
نحنُ الذينَ - ومنْ أجدادِ أمَّتِنا-
صرحُ العدالةِ للدُنيا بنيناهُ
صدورُنا من بذورِ الشَّرِ خاوية
والحقدُ والمكرُ منها قد طرَدْناهُ
نحاورُ الكلَّ لا استهزاءَ في أحدٍ
حبلُ التحاوُرِ في ود وَصَلناهُ
الحقُّ والعدلُ والإيمانُ مقصدُنا
والصِّدقُ في شيَم الإنسان نهواهُ
عدوّنا إنْ أتى والاعتزارُ بهِ
بالابتسامة والترحيبِ نلقاهُ
منْ يدخل البيتَ في عهدٍ نعاهِدُهُ
بالعين نحرسُهُ بالقلبِ نرعاهُ
ندعو إلى الله في سلم وفي حكم
مضيقُ طارقَ في هذا عبرناهُ
فأزهرتْ دُرَرٌ في أرض أندلس
تُعلمُ الغربَ عِلماً ما جَهِلناهُ
في أرض أندلس كانتْ حَضَارتُنا
دربُ العلا لهمُ كنَّا رَسَمْناهُ
في أرض أندلس زانتْ مآثِرُنا
ميزانُ عدلٍ وحبٍّ قد أقمناهُ
لا تُظهرُوا صورة سوداءَ عن بلدٍ
فيهِ الأمانُ قديما قد عَرفناهُ
سَلوا التواريخَ عن أمجادِ أمَّتِنا
من أرضنا سلكَ التاريخُ مجراهُ
فمنْ هنا بدأ الإسلامُ مُنبثقاً
ومنْ هنا أخذ الإيمانُ منحاهُ
ومنْ هنا بزغَتْ شمسٌ تضيُْ لنا
نبيُّنا من هنا قد كانَ مسراهُ
منْ أرضِنَا عرفَ الإنسانُ نَهضتَه
والحبُّ في مهدنا مِنْها رضعناهُ
كونوا جميعاً ولا تدعوا لتفرقةٍ
هذا كلامٌ بقرآن قرأناهُ