مدينة عنيزة.. تلك المدينة الغناء الجملية الرائعة.. لها قدرة فريدة على خطف عقول الناس.. ليس أهلها فحسب.. بل كل الناس.. والدليل.. هو تلك الكثافة من البشر.. الذين يتجهون إلى حضن الجميلة..عنيزة.
** في الأسبوع الماضي.. تلقيت دعوة من واحد من أعز الأصدقاء وأقربهم إلى قلبي.. وهو رجل الأعمال المعروف الشيخ عبد الرحمن الفهد.. الذي يعرف جيداً.. حبي وتعلقي بعنيزة.. فدعاني إلى غداء سريع هناك.. أو على حد تعبيره (غْدَيْ خاص في طِعيسان الغضاء).. وكان بالفعل.. غداءً جميلاً.. وجمعة جميلة للغاية.. ضمت لفيفاً من الأصدقاء.. من أبناء عنيزة.. وكان لقاءً رائعاً مضت ساعاته الثلاث كما لو أنها ثلاث ثوانٍ.
** من يزور عنيزة.. تسرقه هذه المدينة الساحرة.. إلى أن يتجول فيها أكثر من مرة.. حتى لو كان جال فيها.. الاسبوع الماضي.. فلا بد له أن يكرر التجوال مرات ومرات..
* وبالفعل .. تجولنا في داخل المدينة وخارجها.. ولم يأخذ منا الغداء سوى دقائق قليلة.. والباقي كان جولة في أحضان معشوقتنا.. عنيزة.. ولا غرابة في أن تكون معشوقة.. فقد سلبت عقول ولباب الشعراء والأدباء والمفكرين والمبدعين والفنانين.. فكيف لا تسلب فؤاد إنسان عادي:
أحبها بالحيل من حبها لي
لو ان مالِيْبَه ولو جرم كافور
** في جولتنا.. لفت نظرنا.. طريق الدائري الجنوبي الغربي.. وهو المتنفس شبه الوحيد لسكان عنيزة.. كما أنه طريق وشريان رئيسي يخدم كل أحياء المدينة تقريباً.. وطريق له أهمية كما يخدم ما حول المدينة.. من مزارع وقرى أخرى.. وله أهمية.
** هذا الطريق المهم.. سبق أن وجه سمو أمير المنطقة حفظه الله بالاهتمام به واستكماله.. وهو امتداد لطريق وشريان رئيسي آخر.. يربط معظم مدن وقرى المنطقة.. كما انه المكان الذي يستضيف كل المناشط السياحية والفنية والثقافية.. كما يضم مركز الملك فهد للاحتفالات.. وكذا المنتزهات العائلية وحديقة الحيوانات.. اضافة إلى ذلك.. فهو المنطلق الوحيد.. أو الممر الوحيد لمنتزهات الغضاء.. وهو أيضا.. امتداد لطريق القصور الملكية.. الذي يربط معظم مدن وقرى المنطقة.
** هذا الطريق المهم.. هو في أمس الحاجة إلى عناية واهتمام أكثر..
** هو بحاجة ماسة.. إلى الرصف والتشجير والإنارة.. لتكتمل اللوحة الجمالية لمدينة عنيزة.
** طول هذا الطريق.. لايتجاوز (12كم) وهي مسافة ليست كبيرة.. وليست مزعجة أو صعبة أو معجزة.. فالحسبة بسيطة.
** هذا الطريق.. يحتاج إلى لمسة تجميل واهتمام من وزارة النقل التي تعودنا منها دوماً..الاهتمام والعناية وسرعة التجاوب.
** نتمنى.. أن نسمع رداً سريعاً من وزارة النقل.. لنزف البشرى إلى أهالي عنيزة.. وإلى عشاق عنيزة.. وإلى عشاق الفن والإبداع والسياحية والأدب والثقافة.
** نزفه إلى دعاة وعشاق السياحة المحلية.. إلى كل من يعشق الإبداع حيث الإبداع.
** دائري عنيزة هذا.. يعني الشيء الكثير.. هو ليس مجرد طريق دائري يربط هذا بذاك.. أو يوصل إلى هذه المنطقة أو تلك.. فله وظيفة أخرى.. بل وظائف ووظائف..
** هذا الطريق.. لو تم الاهتمام به.. تشجيراً ورصفاً.. وإنارةً.. واستكمالَ خدماتٍ تناسب مهامه ووظائفه.. فسيكون منطقةً سياحيةً ومتنفساً سياحياً داخلياً مشهوراً يتحدث عنه الجميع.
** إنني أعرف.. أن الكثير من الجهات ذات الاهتمام بالسياحة والاحتفالات والمهرجان.. تنتظر على أحر من الجمر.. تنفيذ اللمسات التجميلية لهذا الطريق الحيوي.. حتى تستكمل مشاريعها السياحية.. عندما توجد الأرضية المناسبة.
** إننا في الوقت الذي نستحث فيه وزارة النقل.. للاهتمام بهذا الطريق.. ونطالب بسرعة إنجازه فإننا أيضاً.. نستحث ونهيب بالهيئة العليا للسياحة.. بأن يكون لها دور ايضا.. في دفع وزارة النقل.. أو اي جهة أخرى معنية بسرعة إنجاز هذا الطريق.. حتى تتمكن الجهات ذات العلاقة بالمهرجانات والاحتفالات من تنفيذ برامجها بالشكل الذي تطمح إليه وتريده.. ولاشك ان وجود هذا الطريق في شكله النهائي سيستقطب آلاف السياح وسيتم على ارضه.. تنفيذ عشرات البرامج السياحية المناسبة فعنيزة.. وأهالي عنيزة.. أهل فن وإبداع.. وأهل ابتكار.. والواقع.. يشهد لهم بذلك فلو نُفذ هذا الطريق بالشكل الذي يريده أهالي عنيزة.. وَوِفق مواصفات معينة.. لاستضاف هذا الموقع.. عشرات البرامج السياحية الطموحة وَلَوجدَ مبدعو السياحية الداخلية في المنطقة.. مناخات وارضية جيدة.. لتنفيذ برامج سياحية متطورة.
** هو رجاء إلى وزارة النقل.. وهو رجاء ايضا إلى الهيئة العليا للسياحة لحث جهات الاختصاص سرعة تنفيذ المطلوب.. فالموقع.. سياحي قبل ان يكون مجرد طريق.. ومدينة عنيزة من أوائل المدن.. بل من أكبر المدن التي لها مناشط سياحية محلية كبرى ومشهودة وناجحة فيجب التجاوب معها وتشجيعها والتفاعل مع مناشطها والاستجابة لمطالبها لأنه متى وجدت مناخات جيدة.. فستحلِّق بالعمل السياحي.. وستقدم إبداعات سياحية كبرى.
** إنني لا أَكتبُ هذه الزاوية لمجرد المطالبة بتنفيذ الطريق الدائري في عنيزة لتسلكه السيارات.. بل لأني أجزم.. أن هذا الطريق سيستضيف ويحتضن عشرات المناشط الرائعة.. التي نحتاجها كثيراً.. علَّها تسهم في الحد من السياحة الخارجية المزعجة.. ومدينة عنيزة.. مؤهلة لذلك كل التأهيل.
|