Monday 1st March,200411477العددالأثنين 10 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
بلادنا والعام الهجري الجديد
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

يطلع علينا هذا العام الجديد 1425هـ ليعلن لنا بداية نهاية الربع الأوَّل من القرن الخامس عشر الهجري، هذا القرن الذي شهد من الأحداث المتعاقبة، ما يمكن أن يساوي بتأثيره في العالم، ما حدث في قرون أخرى، سنوات تمضي بنا في عصر تظهر فيه نتائج الاكتشافات العلمية المذهلة بتسارعٍ يوحي بأن الإنسان المعاصر أصبح - مع سبق الإصرار - في سباقٍ مع الزمن ليصل إلى ما يتوق إليه من الاستقرار الدنيوي، والرَّخاء والترف، والنعمة التي يبني بها حياته الدنيا بناءً بعيداً عن التفكر في بناء الآخرة.
سباق عجيب، لأن الإنسان المعاصر قد اختار طريق الاعتماد على عقله لترويض الحياة، وما في الكون من المظاهر، مسرفاً في هذا الاعتماد إسرافاً جعله يظن أنَّه بأمواله الطائلة يمكن أن يصنع كلَّ شيء.
ودليلنا على هذا السباق المنقطع، والرحلة البشرية الشوهاء، ما نراه من بعدٍ عن الله، وعبادته، وطاعته عند أكثر سكان كوكبنا الأرضي، وكأن معنى التقدم أن يخرج الإنسان عن طاعة ربِّه، وأن يتفلَّت من تعاليم دينه، وأن يهرب من مظاهر العبادة الخالصة لله عز وجل.
الإنسان المعاصر ينساق في طريق الاستدراج الإلهي كما ينساق من لا يبصر في طريقٍ يفضي به إلى هاوية سحيقة ما لها من قرار.
يطلع علينا هذا العام الجديد 1425هـ، وبلادنا تغذُّ السير في دروب التقدم والتطوُّر في مجالات الحياة المتعدِّدة، وفي جوانب التنمية المختلفة، في مسيرة طيبة تظلِّلها عبادة الله عز وجل، وتحدوها أصوات القارئين لكتابه، ونداءات المآذن السامقة تردِّد: الله أكبر الله أكبر.
مسيرة فيها خصوصيةٌ إسلامية تبعث على الاطمئنان، وتستحق أن تكون مصدراً للاعتزاز والافتخار، لأنها متميّزة بتميز شرع الله عن كلِّ ما شرع البشر من القوانين والأنظمة التي تنحرف عن الطريق المستقيم. يطلع علينا هذا العام، وأبواب الشرِّ قد فُتحت في هذا العصر على مصاريعها كلِّها، تنطلق منها شياطين الإنس والجن جاهدةً في إضلال الناس وإغوائهم عن الطريق الصحيح.
ولأننا في بلادنا - صانها الله وحفظها - نحمل تلك الخصوصية الإسلامية - على ما عندنا من مظاهر التقصير في ديننا، فإنَّ عناصر الشرِّ والتخريب تحاول أن تقتحم علينا أسوار مبادئنا وعقيدتنا اقتحام المخرِّب الذي يريد أن يغرق الناس كلهم في الشر والفساد لأنه قد غرق فيه، ولو أن ذلك المقتحم يريد الخير لطرق الأبواب ودخل منها ليرى بساتين الرضا والسعادة التي لا تحدها الحدود.
نعم، يطلع علينا العام الجديد ونحن نرى معاول الأعداء تحاول أن تحطِّم أركان البناء، ومواكب الضلال تسعى حثيثة لتخرجنا من سعة الالتزام بدين الله إلى ضيق الانفلات من تعاليم شرع الله الحكيم، ولتأخذنا من واحات عدالة الإسلام وأمنه ورخائه، إلى فيافي الظلم البشري وخوفه وقلقه واضطراباته، وهي مواكب متعدِّدة مختلفة الألوان والأشكال منها ما هو ديمقراطي زائف، ومنها ما هو ليبراليٌّ مخادع، ومنها ما هو متطرِّف تطرُّفاً مذهبياً خبيثاً، ومنها ما هو مصنوع من الغلوِّ والتنطُّع في دين الله غلوَّاً يستحل ما حرَّم الله بدعوى الحرص على دين الله، مواكب الضلال تتجه صَوْب بلادنا الغالية، لم يعد ذلك يخفى على أحدٍ منا. فماذا نصنع؟.
إطلالة عامنا الهجري المشرقة تقول: تآلفوا وتكاتفوا، واجعلوا رائدكم الأوَّل منهج الإسلام الصحيح، زيدوا من تمكينه في حياتكم، فهو مصدر القوة والعزَّة، ومصدر الرشد والهداية، ومصدر الوعي الصحيح للتعامل مع متغيِّرات هذا العالم الذي تعيشون فيه.
إطلالة عامنا الهجري المشرقة تقول لنا: إياكم، ثم إياكم أن تنخدعوا بدعاوى الغلوِّ في دين الله، أو دعاوى التفلُّت من تعاليم شرع الله، فكلا طرفي الحبل لا يجرُّكم إلى خير.
إطلالة عامنا الهجري المشرقة: تقول: بلاد الحرمين بلاد خير وهدى، بلاد قرآن وسنة، بلاد راية تخفق ب(لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، بلاد متلاحمة متماسكة تحت لافتة واحدة، اسمها (المملكة العربية السعودية) فكونوا أقوياء في المحافظة على كيانها المتماسك، ولا تذهب بكم الأوهام بعيداً، فيظن بعضكم أنَّ القادم من وراء المحيطات يريد بها ولها خيراً، فإنَّ الحقائق لا تضيع عند العقلاء أمام أكاذيب الإعلام العالمي وأباطيله، وكونوا يداً واحدةً حكومةً وشعباً في صدِّ كل دعوةٍ للفتنة والفرقة والخلاف.
عامنا الهجري الجديد ينادينا نداءاتٍ صادقة، وإنا لسعداء بصوته الوقور، ونصائحه الجليلة، وإطلالته المباركة.
إشارة:


بداية فاعرفي شأن البدايات
وعند خالقنا علم النهايات


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved