يتضح لنا من خلال قصة هذا الشاب أن هناك خللا وتفككا أسريا وأن أسرته تعاني من اضطرابات وصراعات داخلية بين أفرادها وبذلك تعتبر الأسرة هي المسؤولة الأولى عن اشباع الحاجات البيولوجية والنفسية الاجتماعية لجميع أفرادها، فحدوث أي خلل في بنائها نتيجة انشغال أحد الأفراد الأساسيين أو كليهما عن دوره الأساسي في تنشئة الأبناء، مما يجعل هؤلاء الأبناء يبحثون عن البديل لتحقيق ذاتهم وتلبية احتياجاتهم ورغباتهم. فمن الطبيعي أن يتقيد الشخص الراغب في المساعدة بجميع شروط الطرف الآخر الذي يزعم أنه سيعوضه عن أسرته كما يتبين لنا بعض الأمور حيث ان هذا الشخص شخص منحرف أو جماعة منحرفة كالجماعة التي استقبلت هذا الشاب.
* عدم وجود رقابة أسرية وإلا لما سمح لهذا الشاب بالخروج من المنزل في هذا الوقت (وقت اختبارات) وبقائه مع أصحابه (رفقاء السوء) حتى شروق الشمس دون أي مساءلة، قبل أن يتعرف على المخدرات.
* حب الاستطلاع وتقليد الآخرين ومجاراتهم والرغبة في التجربة لدى هذا الشاب جعله يوافق على تناول أول حبة عرضت عليه دون أي تردد.
* مساعدة الأسرة له حتى بعد علمهم باستخدامه بالاستمرار في التعاطي من خلال توفير المكان المناسب له داخل المنزل.
* هذا الشاب تعلم سلوكيات أخرى كالسرقة والترويج من أجل توفير الجرعة اللازمة.
* غياب القدوة الحسنة داخل الأسرة.
وأذكر مرة أخرى بأن الأسرة هي اللبنة الأولى والسد المنيع أمام انحراف أحد أفرادها وهي المسؤولة قبل كل شيء أمام الله سبحانه وتعالى عنهم، وأطلب من ابتلي بهذا الداء الفتاك أن يطلب العلاج وهذا ليس بعيب وإنما العيب هو الاستمرار في الخطأ.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعافي من أبتلي بهذا الداء الخطير وأن يحمي شبابنا ومجتمعنا من كل مكروه، إنه سميع مجيب.
(*) الأخصائي الاجتماعي بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض |