* الدمام - ظافر الدوسري:
تناقلت بعض وكالات الأنباء العالمية والمحلية خبر انتشار مرض أنفلونزا الدجاج في عدد من الدول شرق آسيوية وإتلافها كميات كبيرة من الدواجن وهذه الطيور التي يعتمد عليها المواطن والمقيم في غذائه كل الاعتماد بل وصل هذا المرض إلى تهديد صحة الانسان ومن ثم الوفاة!!
وبسبب ظهور هذه الأمراض يصاب الإنسان بالحيرة حول الكيفية التي يمكن استبدال هذه اللحوم غير الحمراء ولها قيمة غذائية فتارة تهتدي بنا الأفكار إلى أنه لا مفر من لحوم هذه الطيور التي نقوم بجلبها لمنازلنا على مضض.
«الجزيرة» طرحت هذه القضية لمعرفة آثار هذا المرض على (المواطن والمقيم) وكذلك مطاعم الوجبات السريعة وكيف يمكن التعرف على إصابة الدواجن بهذا المرض وخصوصاً الدجاج الحي وما هي الأمراض التي تنتقل إلى (المستهلك)؟.. وعن كيفية وقاية الدجاج من هذا المرض في الدواجن في المملكة.
*****
تحاليل المختبر دليل قاطع
بداية سألنا أصحاب مطاعم الوجبات السريعة عن مدى تأثير هذه الأخبار على سوق تلك المطاعم والتقينا ب فرج أمين - مدير مطاعم هارديز وكنتاكي بمحافظة الجبيل الذي أبدى استياءه من هذا الكلام مؤكداً أنه مجرد إشاعة واذا كان الكلام صحيحاً فليس لمطاعمنا أية علاقة بذلك و لم يكن له أي تأثير على إقبال زبائن مطاعمنا كما أكد فرج أن له زبائن يتعاملون منذ اكثر من 15سنة ولم تؤثر عليهم كل الاشاعات التي ظهرت خلال تلك الفترة.
كما أنه لم يأت للمطعم من يستفسر عن مثل هذه الأخبار والكوارث البيئية التي ظهرت هل وصلت للمملكة أم لا..وأردف يقول: ولو افترضنا أن شخصاً أتى يسأل لأعطيناه الجواب والدليل القاطع وهي نتائج تحاليل مختبرات الجمارك ومختبر الدمام الاقليمي، أضف إلى ذلك أن عمال المطعم يتناولون 3 وجبات من مأكولات المطعم نفسه ولم يصابوا بشيء ولو كان هناك شيء فسيكونون من أوائل الضحايا.
وبين فرج أمين: أن جميع واردات مأكولات المطعم وهي في متناول المواطن بأسواق المملكة وأغلبها من منتوجات شركة أمريكانا.
ثقة المواطن بالدولة أكبر من تلك الأخبار
من جهته يرى صاني اكوارت فلبيني الجنسية مدير مطاعم ماكدونالدز بمحافظة الجبيل أن الإقبال مازال عادياً ولم يكن هنك أي تغيير في كمية الإقبال نتيجة لهذا الذي حدث بالعالم، وهذا يعود لثقة الزبائن بهذه المطاعم إضافة إلى أن ادارة هذه المطاعم دائماً ما تحرص على تأكيد سلامة وأمن أغذيتها من مثل هذه الأمراض التي تخرج بين فترة وأخرى. كذلك تقوم الإدارة بإعداد حملة إعلانية تواجه مثل هذه الأخبار المتناقلة في الفضائيات كما لاننسى مستوى وعي المواطن السعودي وثقته بحكومته في تحري سلامة المطاعم من مثل هذه الأمراض.
وتابع: إن ظهور مثل هذه الكوارث البيئية في أي بقعة في العالم بلاشك له تأثير في عزوف الزبائن عن تناول اللحوم البيضاء وتناول اللحوم الحمراء إلا أنه لم يكن هناك أي تغيير في الطلبات.
المواطن في حيرة:
*أما المواطن فهو في صراع بعد أن انتهت أزمة وباء الوادي المتصدع ولجأ حينها إلى لحم الدجاج والآن حل الوباء بالدجاج فهل يلجأ أو يعود إلى اللحوم الحمراء؟
حقا المواطن أصبح في حيرة من أمره دعونا نقرأ هذه الآراء:
فيقول أبو ناصر مبارك الخالدي متسائلاً: كيف يمكن للناس أن تصدق سلامة لحومها من أي أمراض بعد أن انتهينا من مرض الوادي المتصدع ومن ثم الآن زكام الدجاج!! حقيقة لم نعد نطمئن إلى كل اللحوم الحمراء ولا اللحوم البيضاء ولكننا نجلبها ونطبخها ومن ثم نأكلها على مضض متوكلين على ربنا وتحت رعايته وكلنا ثقة بإذن الله في حكومتنا وحرصها على حماية هذا الوطن وشبعه من دخول مثل هذا الدجاج أو غيره.
وكل شيء له حدود ونهاية فنرجو أن تكون هذه الأزمة على نهايتها بإذن الله ولكن الإعلام له دور كبير في تحجيم مثل هذه الكوارث مما يخوف المستهلكين.
وقال فارس أحمد البواردي: منذ ظهور حمى الوادي المتصدع وأنا متخوف وأجد رغبة كبيرة في الابتعاد من تلك اللحوم أو حتى شرائها وإدخالها المنزل لكن تجدني بعض الفترات اضطر إلى شرائها في حال وجود مناسبة ما بعد التأكد من ختم البلدية التي تطمئن نوعاً ما من سلامة ما أشتريه من اللحوم.
محلات بيع الدجاج (النتافات)
ومع أصحاب محلات بيع الدجاج وآرائهم حول حجم هذه القضية البيئية وآثارها على سوقهم:
محمد البوعينين بائع بمحل دجاج، مصري الجنسية يقول إن قسم صحة البيئة يقوم بالإجراءات والكشوفات الطبية للتأكد من سلامة اللحوم وخلوها من إصابة أنفلونزا الدجاج قبل وصولها سلات البيع سواء المستوردة أو من الداخل.
وأكد أن محلاتهم لم تتأثر بما حدث في بلدان شرق آسيا على حد قوله مشيراً إلى أن الطلب يزداد من قبل المرتادين والمتسوقين للمحل، ومما يؤكد ذلك ويطمئن الزبائن للإقبال على شراء لحوم الدجاج هو وجود شهادات صحية من البلدية تثبت ذلك.
صحة البيئة وتحليل الحدث
ومن ثم التقينا أهل الاختصاص حيث استضفنا مدير إدارة صحة البيئة ببلدية محافظة الجبيل الدكتور غشام إبراهيم الغشام حيث أجاب مشكوراً عن أسئلة هذه القضية.
*بداية ماسبب الاهتمام العالمي بمرض أنفلونزا الدجاج؟
فيروس أنفلونزا الدجاج له قابلية وإمكانية العيش في الأجواء الباردة لمدة 3 أشهر وفي الماء عند درجة حرارة 22 درجة مئوية لمدة أربعة أيام وفي درجة التجمد يعيش لمدة شهر والفيروس بشكل عام موجود في البط بشكل كبير جداً ولكن مايؤثر فيهم بالاضافة إلى الطيور المهاجرة والطيور البحرية فهو أكثر ضراوة ويستأسد على الدجاج والديك الرومي بسبب ضعف جهاز المناعة وغير قادر من السيطرة على الفيروس.
وتكمن خطورة فيروس الدجاج h5n1 هو قابليته لإظهار المرض على الانسان وضراوته على الدواجن وباستطاعته مهاجمة أي كائن حي كما أن الدجاج المصاب بهذا الفيروس يظل لمدة عشرة أيام يفرز هذا الفيروس من خلال البراز واللعاب والمخاط ولايوجد تطعيم خاص ضد هذا الفيروس بالاضافة إلى تعدد الفيروسات إلى 15 نوعاً، لذا لايمكن أن يأخذ شخص 15 تطعيمية من أجل فيروس واحد، كما لا ننسى أن الفيروس له قدرة على تطوير نفسه بسرعة هائلة خاصة حينما تتوافر البيئة المناسبة له ومنها الأجواء الباردة.
وأردف يقول: سجلت أول عدوى من مرض أنفلونزا الدجاج كانت عام 1979 بهونج كونج و1999 وفي لاذرلاند عام 2003.
لذا يأتي سبب الاهتمام العالمي بهذا المرض لأنه يسبب خسارة اقتصادية هائلة جداً تصل إلى ملايين الدولارات وملايين الريالات.
والأهم من كل هذا هو صحة الانسان عندما ينتقل المرض من الدجاج إلى الانسان.
أعراض الدجاج المصاب
*ماهي أعراض إصابة الدجاج بمرض الأنفلونزا وهل يمكن اكتشافه ومعرفته للمستهلك العادي بمنزله؟
من أعراضه تساقط بعض الريش، انخفاض إنتاج البيض.
أما الأعراض المؤثرة التي تؤدي إلى وفاة الطير، الموت المفاجئ بسبب التهاب حاد من دون ظهور أية أعراض.
أما الأعراض الأخرى المهمة فهي مثل السعال والعطاس وأعراض عصبية وإسهال وعدم قابلية للأكل وتضخم في الرأس.
وبالنسبة لاكتشاف المرض للمستهلك العادي فلا يمكن ذلك لأنه تم إخراج احشائه إذا كان مذبوحاً إلا إذا كان متخصصاً لأن هناك مواقع في الدجاج لابد من الاطلاع عليها كنزيف داخلي على الأفخاذ والتصاق الرئتين بالقفص الصدري وغيرها يدلل على وجود أمراض.
السيطرة على الفيروس
* كيف يمكن التحكم في انتشار الفيروس؟
الخط الأول هو: معرفة مصدر المرض مصدر الوباء ومدى انتشاره هل بحجم كبير أم صغير وهل هو في عنبر واحد أم أكثر من مزرعة أم مزرعتين...
وفي حال معرفة المصدر فيجب على الفور إعدام الطيور كلها بشكل سريع والتخلص منها بطريقة صحية وذلك إما بحرقها أو دفنها حتى لاينتشر الوباء بشكل عشوائي وفي كل مكان مع أن هذه العمليات يجب أن تتم تحت اشراف وزارة الزراعة.
ثانياً: تطهير المزارع بعد أن يتم التخلص من الطيور الموبوءة.
ثالثاً: منع نقل الدجاج الحي من منطقة لمنطقة أخرى وصدر فيها قرار وزاري بهذا الشأن.
رابعاً: لابد من التعرف على الفيروسات الضعيفة لأن الفيروس الضعيف اذا أهمل سيكون بعد فترة قوياً وضارياً جداً يؤدي إلى خسائر وإصابات كبيرة وحدث مثل هذا الشيء في عدة أماكن حيث أصيبت طيور بفيروسات صغيرة وبعد مرور ستة أشهر وبنفس الفيروس وبنفس السلالة حيث أصيبت طيور بفيروسات صغيرة وبعد مرور ستة أشهر وبنفس الفيروس وبنفس السلالة وتطورها قضت على المزارع وملايين الدجاج مع الخسائر المالية الكبيرة وذلك بسبب عدم التعامل الجيد مع الفيروس الصغير.
والتفصيل في هذا الأمر أن الفيروس اذا أهمل يقوم بتطوير نفسه ولا يقف عند حد معين ومن ثم ينتج سلالات قوية وضارية تؤثر في البيئة التي يعيش فيها.
تعويض ملاك المزارع
*في هذه الحالة هل يتم تعويض ملاك المزارع؟
في هذه الحالة يكون التعويض بشروط فإذا كان هناك إهمال من صاحب المزرعة وأنه تسبب في تفاقم هذا الوباء ولم يبلغ عنه فهو يتحمل الخسارة.
ولكن إذا كانت الأسباب خارج إرادته وأبلغ الجهات مبكراً فبشكل عام الدولة تساعد الجميع عندما يكون هناك شيء طارئ مثل فيضانات أو كوارث بيئية لا قدر الله.
نصائح ملاك الدواجن
*وما نصيحتكم لملاك المزارع في مثل هذه الحالات؟
أنصح أصحاب المزارع بأخذ الاحتياطات اللازمة فيما بين المزارع نفسها والعنابر وتطهير السيارات التي تنقل الدجاج قبل دخولها وخروجها من المزرعة...
ولابد أن يكون هناك طبيب بيطري لدى أصحاب المزارع يخضع الدجاج على إشرافه ويعلم الطبيب أنه كان هناك لوجود أمراض وحسب الإمكانيات لديه يقوم بإيقاف إنتاج مايخرج من العنبر الذي فيه مرض حتى يتم شفاؤه بالكامل ويتم من بعده الذبح.
كذلك التخلص من الدواجن المريضة بطريقة سليمة وبشكل لاتُضر البيئة معه.
نتافات الدجاج بالأحياء
ظاهرة سيئة
*كيف ترون ظاهرة انتشار محلات بيع الدجاج (النتافات) بوسط الأحياء؟
ظاهرة سيئة وغير صحية، فحسب توصيات الوزارة يتم تجميع محلات بيع الدجاج في مكان واحد.
وبالنسبة لنا في بلدية محافظة الجبيل يمنع منعاً باتاً فتح محل بيع دجاج داخل الأحياء السكنية وتقتصر على الأسواق المركزية مما يسهل متابعة ومراقبة الأمراض ومتابعة المحلات وتطبيقها لأنظمة البيئة بالإضافة إلى سهولة تجميع النفايات والروائح.
لا أقلل من شأنه والخوف
من تفاقمه
*هل من كلمة للمستهلك في ظل الهاجس العالمي بهذا الوباء؟
أقول بأن مرض فيروس الدجاج لاينتقل للانسان مباشرة ولكن سجلت حالات فردية وحالات معدودة، واحتمال انتقاله للانسان وارد، ولكن لاخوف من تطوير الفيروس وإنتاجه سلالات تستطيع أن تهاجم الإنسان وتسبب له أمراضاً.
وأردف يقول: إصابة الانسان بهذا الفيروس تعتبر نادرة خاصة عندما ترى الوفيات وضراوته على الدجاج، لذا فإنه بالنسبة للانسان تعتبر لاشيء، وأنا لا أقلل من شأنه و خطورته بقدر ما أنني أنبه من خطورة تطور وتفاقم الفيروس نفسه ومن ثم تكون ضراوته عالية ويؤثر ويصيب الإنسان بشكل كبير.
ونصيحتي للمستهلك دوماً أن يقوم بعملية الطهي الجيد جداً ولابد من الحذر في انتقاء الدجاج في طبيعة نشاطه وحجم رأس الدجاج وعدم وجود انتفاخات حول العين ولا افرازات من الأنف وحركة الدجاج ووقوفه طبيعي والريش كذلك وصلابته فكل هذه الأشياء تعطينا رؤية بأن هذا الدجاج سليم بإذن الله.
كما أوصي بالطبخ الجيد لأن الحرارة العالية تقتل البكتيريا والفيروسات.
أما الشي وخاصة الظاهري فلا يقضي على الأمراض ويجب أن نحاول ألا نشوي كميات كبيرة إلا إذا كانت مقطعة إلى أجزاء صغيرة حتى تخف سماكة اللحوم.
دور صحة البيئة
ما الدور الذي قامت به إدارة صحة البيئة في مثل هذه الأحداث؟
إن الأمانة تقوم بعدة تدابير منها مايتعلق بحماية المستهلك لهذه اللحوم، إذ تقوم صحة البيئة بعملية المتابعة للنظافة بشكل عام وخاصة على الأدوات التي يستعملونها في عملية الذبح وذلك لحمايتها من التلوث وهي عملية تتم بصورة شبه يومية.
كذلك قامت وزارة الزراعة بوضع قوانين صارمة فيما يخص نقل الدجاج الحي من منطقة لأخرى وهذا سيساعد في الحد من انتشار المرض خاصة إذا علمنا أن أغلب الأمراض الوبائية في الطيور تنتقل عبر نقل السيارات التي تنقل الدجاج الحي بين مزارع الدواجن وكذلك عن طريق مزارع الدواجن نفسها بالإضافة إلى قدوم طيور مهاجرة إلى مزارع الدواجن. واستطرد في حديثه قائلاً: قمنا بعدة جولات وحملات على الأسواق المركزية ومحلات بيع الدجاج الحي ولم تسجل أية حالة مرضية غريبة أو يقلق وإنما حالات عادية إصابات خفيفة تحدث في كل وقت ولايوجد هناك شيء يختلف عن الأيام التي مضت كذلك لم تسجل حالات غريبة دخلت السوق بشكل مفاجىء، فالمتابعة موجودة يومياً صباحاً ومساءً.
خاتمة
* هل من كلمة في ختام هذا اللقاء؟
أقول بأنه لايمكن أن يكون هناك سيطرة كاملة على مثل هذه الكارثة البيئية، لأن وسائل انتقال المرض كما ذكرت متعددة خاصة إذا عرفنا أن هذه الدولة أخذت احتياطاتها ومن ثم تأتيك طيور مهاجرة حاملة لهذا الفيروس من بلد آخر لذا ليس من الممكن السيطرة على الأجواء أوالطيور المهاجرة عبر الأرض والحدود ولكن التعامل السليم مع الفيروس هو أفضل طريقة للحد من انتشاره عبر الإعدامات من حرق أو دفن مع الإشارة إلى إمكانية بعض الدول من تقليل وعدم تفاقم الوباء، لذا فإن بعض الدول الكبيرة مثل الصين استطاعت السيطرة على المرض وانتشاره بشكل جيد أما باقي الدول الفقيرة فيتفاقم بها الوباء ويبقى الدور على المنظمات الدولية للوقوف مع الدول الفقيرة.
|