* (إيلاف) من لندن:
اتهم مساعد وزير الخارجية الروسي النظام في قطر بأنه الأول الذي يؤوي الإرهاب في الشرق الأوسط، وقال انه يستضيف عناصر من القاعدة والنظام العراقي السابق. ونقل دبلوماسي عربي في موسكو عن مساعد لوزير الخارجية الروسي اتهامه الولايات المتحدة أيضا بالتستر على إرهابية النظام القطري الذي هو الوحيد في الشرق الأوسط الذي يأوي الرؤوس الكبيرة للمنظمات الإرهابية العربية والإسلامية، فيما تلاحق أمريكا الدول الأخرى الآوية للإرهاب مثل إيران وسورية وليبيا بتهم إيوائها عناصر إرهابية صغيرة' حسبما أبلغ صحيفة السياسية الكويتية التي نشرت تصريحه اليوم.
وسرب الموظف الروسي للدبلوماسي العربي معلومات استخبارية روسية قال: إنها تؤكد وجود ما بين 200 و 300 من عناصر الصف الثاني في تنظيم (القاعدة)، بينهم عدد من المقربين جدا من أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري ومعاونيه، كما سمحت قطر لما بين 400 و600 شخص من القيادات البعثية العراقية السابقة بينهم عدد كبير من رجال الاستخبارات الفاعلين، ومن أجهزة الأمن الأخرى، وقيادات في الحرس الجمهوري العراقي المنحل، باللجوء إليها والإقامة فيها بذريعة ضبطهم والحصول منهم على معلومات تفيد الولايات المتحدة.
وهدد المسؤول في الخارجية الروسية قطر التي لا تكاد تظهر بوضوح على خريطة الشرق الأوسط، كما قال بعواقب وخيمة لاعتقالها الموظفين الروسيين إذا لم تطلق سراحهما فوراً، مؤكداً ان وجود قواعد أمريكية عسكرية فيها لن يمنعنا من اتخاذ الخطوات الضرورية للحفاظ على أرواح مواطنينا الأبرياء.
وكان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانون أكد أمس ان قطر لا تلتزم بتعهداتها الدولية في مكافحة الإرهاب فيما عاد المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الروسية إلى العاصمة موسكو بعد محادثات أجراها مع الخارجية القطرية في الدوحة بهدف اطلاق سراح المتهمين باغتيال يندرباييف.
وقال المبعوث الروسي: ان الجانبين أحرزا تقدما معينا، إلا انه قال: ان الملف ليس سهلا على الاطلاق، مضيفا: ان موسكو ستسعى بجميع الطرق الدبلوماسية لاطلاق سراحهما.
حرب إعلامية بين قطر والمخابرات الروسية
ولهذا فإن البعض يذكر أنه لم يكن غريباً أن تشهد العاصمة القطرية حادثة أمنية مثل اغتيال الزعيم الشيشاني السابق سليم ياندربييف، فقد أصبحت العاصمة القطرية في الآونة الأخيرة محطة للكثير من القيادات الحركية التي قد قد تكون هدفاً لخصومهم بخاصة من الحكومات، مما يجعل الدوحة مكاناً متوقعاً لعمليات ما يسمى تصفية الحسابات، فوجود مثل الرئيس الشيشاني ومثله بعض قيادات حماس وغيرهم جعل الدوحة - بحسب بعض المحللين - مسرحاً لاستخبارات العديد من الدول.
وأتت هذه الحادثة لتثير زوبعة كبيرة في العلاقات الروسية القطرية، وبخاصة بعد ان قبضت السلطات القطرية على اثنين ممن يعتقد انهم من رجال المخابرات الروسية، ووجهت لهم بشكل رسمي التهمة بذلك؛ مما جعل الاستخبارات تؤكد انتماءهم للاستخبارات الروسية، ونفيها لأن يكون لهم دور في هذا العمل الإرهابي مطالبة قطر بسرعة الإفراج عن رعاياها.
مباحثات قطرية روسية صعبة
وصفت مصادر دبلوماسية المباحثات التي تجريها موسكو مع الدوحة بشأن عنصري الاستخبارات الروسية اللذين اعتقلتهما قطر بتهمة اغتيال الزعيم الشيشاني زيلمخان ياندربييف بانها ما زالت تمر في مرحلة معقدة.
وقال رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف الذي عاد تواً من الدوحة: ان المباحثات التي أجراها في الدوحة حققت بعض التقدم، ولكنها ما زالت تمر بمرحلة معقدة. ونجح بوغدانوف في إقناع الجانب القطري بإطلاق سراح المعتقل الثالث كونه يتمتع بحصانة دبلوماسية.
وقال بوغدانوف للصحفيين عند وصوله مطار موسكو قادماً من الدوحة: (إننا عازمون بقوة على إطلاق سراح مواطنينا، بالوسائل الدبلوماسية والسياسية).
في غضون ذلك واصل الجانب الروسي الحصول من قطر الموافقة على إطلاق سراح مواطنيها، المتهمين في المشاركة في اغتيال ياندربييف. وضمن هذا استدعت وزارة الخارجية الروسية الجمعة سفير قطر لدى موسكو محمد الكبيسي للمرة الثالثة.
وقالت مصادر دبلوماسية في روسيا: ان قطر تمضي الآن بصعوبة نحو بعض التنازلات. وأبلغت ان السفارة الروسية في الدوحة فشلت في مواجهة جديدة مع المعتقلين على الرغم من ان المسؤولين القطريين وعدوا الدبلوماسيين الروس بإجراء لقاءات منتظمة مع عنصري الاستخبارات الروسية المعتقلين. وتوقعت مصادر روسية ان المتهمين سيمثلان أمام محكمة علنية.
وتؤكد الخارجية الروسية عدم مشاركة جهاز الاستخبارات الروسية في اغتيال ياندربييف، لكنها لا تنفي اتهامه بالتورط بعمليات إرهابية في الأراضي الروسية.
وترى صحيفة موسكو نيوز، ان تصفية ياندربييف تصب في مصلحة روسيا وقطر، وانها جرت وفق سيناريو متفق عليه بين الطرفين، حسب رأي الصحيفة.
وفي حديث لقناة ان تي في المستقلة أعرب الناطق الرسمي باسم إدارة الأمن الفيدرالي الجنرال يوري كوبالادزه عن قناعته باستحالة تورط عناصر الاستخبارات بجرائم قتل.
وكانت قطر قد وجهت اتهامات لاثنين من عملاء الاستخبارات الروسية بالضلوع في اغتيال الرئيس الشيشاني الأسبق سليم خان ياندربييف، وسط اعتراضات روسية على الخطوة.
وكان ثلاثة روس قد اعتقلوا بعد خمسة أيام من اغتيال ياندربييف بتفجير السيارة التي كان يستقلها في العاصمة القطرية الدوحة، إلا أن أحدهم أطلق سراحه في وقت لاحق وكان يحمل أوراق هوية دبلوماسية روسية.
وقد أدانت روسيا اعتقال عملائها ووصفت الخطوة بانها (عدائية)، وأكدت في الوقت ذاته على ان المعتقلين عملاء تابعون لها يعملون في مكافحة الإرهاب.
وقد أنكرت روسيا أي علاقة بمقتل ياندربييف في الثالث عشر من الشهر الجاري، بالرغم من ان الرئيس الشيشاني الأسبق كان مطلوباً لدى موسكو بتهم إرهابية.
وقال القائم بأعمال وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف لسفير قطر في موسكو الخميس: ان المعتقلين هم (أعضاء في الأجهزة الروسية الخاصة يعملون في مكافحة الإرهاب الدولي).
وقال إيفانوف: (الإجراءات التي اتخذتها السلطات القطرية لا يمكن ان توصف إلا بالعدائية) مشيراً إلى أن سلطات الدوحة (وضعت ياندربييف عملياً تحت حمايتها ).
واضاف إيفانوف ان المعتقلين الروس تعرضوا (للعنف البدني).
وكان ياندربييف قد قتل في انفجار سيارة بعد خروجه من أحد مساجد العاصمة القطرية الدوحة، بعد أداء صلاة الجمعة.
وقد كان ياندربييف يعيش في قطر منذ ثلاث سنوات، وطالبت موسكو مراراً بتسليمه.
ويعتقد ان الرئيس الروسي السابق كان له دور رئيسي في التوغل الشيشاني في داغستان الروسية المجاورة عام 1999، كما يشتبه في علاقته بحصار المسرح الروسي في موسكو في عام 2002 الذي أسفر عن مقتل 130 رهينة.
كما اعتبر ياندربييف مصدرا رئيسيا لجمع التمويل للانفصاليين الشيشان من الخارج.
|