* بغداد /د.حميد عبد الله:
أسفرت الاجتماعات المكثفة التي عقدها ممثلون عن عدد من الأحزاب العلمانية في العراق عن مشروع لتأسيس جبهة موحدة تضم معظم الأحزاب العلمانية للحد من ظاهرة المد الديني التي بدأت تكتسح المجتمع العراقي، والتي يخشى العلمانيون من ان تؤدي إلى سيطرة رجال الدين على مقاليد الأمور في العراق، سواء من خلال الانتخابات أو من خلال انتزاع الفرص السياسية باستخدام الدين كعامل مؤثر في شرائح واسعة من المجتمع العراقي.
وتضم جبهة الأحزاب العلمانية كل من الحزب الشيوعي العراقي، والحزبين الكرديين الرئيسين، وحركة الوفاق الوطني، وتجمع الديمقراطيين المستقلين، والحركة الاشتراكية الناصرية، وحركة القوميين العرب، وحركة الضباط والمدنيين الأحرار، والحزب الشيوعي العمالي العراقي، والحزب الطليعي الناصري، وأحزاب أخرى ليست ذات طابع ديني.
وتعترف هذه الأحزاب بان الإسلاميين لديهم فرصة كبيرة في اكتساح خصومهم في الانتخابات المقبلة اعتماداً على قاعدة عريضة من اتباعهم المتحمسين للمنهج الديني، خاصة ان هذه الأحزاب قد أتيحت أمامها فرصة السيطرة على منابر المساجد واستخدامها كوسيلة دعائية فاعلة التأثير لنشر أفكارها وتوجهاتها.
الأحزاب العلمانية تبحث عن مرشحين مؤهلين يمكن ان يدخلوا حلبة المعركة الانتخابية بدعم جماعي من الأحزاب العلمانية ليكون لهؤلاء المرشحين حضور في المؤسسات السياسية يوازي الحضور الديني أو يحد من تغلبه الساحق.
وتمثل الأحزاب العلمانية عناصر من كل ألوان الطيف السياسي العراقي، فزعيم الحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى عربي شيعي، بينما عدنان الباججي ونصير الجادرجي رئيس الحزب الوطني الديمقراطي سليلا عوائل معروفة بانحدارها السني.
وقال حميد مجيد موسى زعيم الحزب الشيوعي: (لقد عقدنا عددا من الاجتماعات واتفقنا على الخطوط العامة، ونحن بصدد اختيار شخص يمثلنا) وأوضح موسى انه يفضل ان يسمي جبهة الأحزاب العلمانية بالتحالف الديمقراطي وليس العلماني؛ لأن كلمة علماني ربما تستفز بعض الإسلاميين المحافظين، مؤكداً ان التحالف لن يتأثر بالاعتبارات الطائفية أو الاثنية أو الدينية، وان الهدف منه هو تشكيل جبهة توازي الجبهة الدينية التي تمتلك قوة جذب كبيرة تؤثر من خلالها في شرائح واسعة من المجتمع العراقي في حين لم تمتلك أحزابنا مثل هذا (المغناطيس).
من جهته تحدى سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي جميع الأحزاب الإسلامية ان تحرز الفوز قي الانتخابات إذا ما توفرت فرص الدعاية لجميع الأحزاب بنحو متساوٍ، مشيراً إلى ان الكثير من الرموز الدينية بدأت تفقد مصداقيتها من خلال بعض الممارسات التي اتضحت فيها معادن الواجهات السياسية على حقيقتها.
يذكر ان رجال الدين تفردوا بمزايا كبيرة خلال الأشهر الأولى التي أعقبت سقوط نظام صدام حسين من خلال استخدام المساجد كمنابر لبرامجهم السياسية وخاصة عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع.
كما ان بعض الأحزاب الدينية اكتسبت لنفسها شهرة من خلال التفافها حول الرموز الدينية الكبيرة وجعل أسماء تلك الرموز غطاء لتحقيق برامجها السياسية، وهو ما حصل في علاقة بعض الأحزاب الدينية مع المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني.
|