* القدس المحتلة - أ.ف.ب:
تم وضع الأجهزة العسكرية الإسرائيلية أمس الأحد في حالة تأهب تخوفا من هجمات بعد أن قتلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين يوم السبت بينهم قائد عسكري من حركة الجهاد الإسلامي قرب غزة.
وأوضحت مصادر إسرائيلية ان تعزيزات من قوات الشرطة انتشرت خصوصا الدوريات على طول (الخط الاخضر) الفاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل بهدف منع حصول هجمات.
وقد أغلق معبر ايريز بين قطاع غزة وإسرائيل أمس الأحد ما منع الاف الفلسطينيين من التوجه للعمل في إسرائيل أو في المنطقة الصناعية المجاورة.
وفي رد فعل على مقتل الفلسطينيين الثلاثة حذرت حركة الجهاد الإسلامي من ان العمليات الإسرائيلية ضد الحركة وناشطيها (ستزيدها اصراراً) على مواصلة (الجهاد).
وقال محمد الهندى أحد قياديي الحركة لوكالة فرانس برس: ان (هذه العمليات وهذه الدماء الطاهرة وهذه الحرب المجنونة على الشعب الفلسطيني التي يشنها شارون لن تزيد الحركة إلا صلابة واصراراً وثباتاً وقوة).
ورأى ان مقتل الفلسطينيين الثلاثة (جريمة جديدة يقوم بها شارون وهو يروج لخطة الانسحاب من غزة لكن هذه الأوهام لا تنطلي على شعبنا الفلسطيني ونحن نبصر هذه الدماء التي تسيل بفعل طائرات شارون ودباباته).
وقد قتل محمود جودة (30 عاما) وهو من قياديي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غارة شنتها مروحية حربية إسرائيلية أطلقت خلالها ثلاثة صواريخ على سيارة مدنية شمال مدينة غزة. وقتل معه في السيارة نفسها عنصر آخر في الجهاد الإسلامي أمين حمدان الدحدوح (42 عاماً) وابن عم الأخير أيمن (32 عاماً).
وقال الطبيب بكر أبو صفية مدير الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة لوكالة فرانس برس ان (ثلاث جثث كانت اشلاء بسبب إصابة السيارة بالصواريخ وصلت إلى المستشفى).
وأضاف ان (أحد عشر فلسطينياً جرحوا بينهم طفل في السادسة من عمره في حالة خطرة جداً لأنه أصيب بشظايا في انحاء جسمه).
وذكرت اذاعة الجيش الإسرائيلي ان المسؤولين العسكريين الإسرائيليين كلفوا بمهمة تصفية أكبر عدد ممكن من النشطين (قبل الإنسحاب من جنوب ووسط قطاع غزة كما كان أعلن مؤخراً أرييل شارون).
وفي اطار خطة الفصل المقترحة مع الفلسطينيين أعلن شارون نيته تفكيك 17 مستوطنة يهودية في قطاع غزة مع تسريع بناء جدار الفصل في الضفة الغربية.
هذا وقد أدانت السلطات الفلسطينية بشدة الجريمة الإسرائيلية الجديدة ، وقال الدكتور صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني في تصريح خص به مراسل وكالة الانباء الأردنية - بترا - في غزة (نحن ندين بشدة عملية الاغتيال التي تهدف إلى توسيع دائرة العنف) داعيا اللجنة الرباعية (إلى التدخل الفوري لتوفير فرق رقابة دولية على الأرض وفرض جداول زمنية لتطبيق خارطة الطريق).
ومن جهته أكد الرئيس ياسر عرفات أن (حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة مازالت تواصل بناء المستوطنات وتوسيعها وبناء (جدار الفصل العنصري) المدان دولياً, حيث يقسم الأراضي الفلسطينية إلى معازل وكانتونات وحجز الأموال الفلسطينية من العائدات الضريبية والجمارك والرسوم وغيرها وعدم تحويلها للسلطة الوطنية الفلسطينية).
وأكد الرئيس عرفات في رسالة بعثها إلى الرئيس المالطي (غويدو دي ماركو) ضرورة التحرك العاجل على كافة المستويات الدولية والاقليمية وخاصة لدى الأمم المتحدة وأعضاء اللجنة الرباعية من أجل التدخل الفوري لوضع حل نهائي وكامل للعدوان والحصار الإسرائيلي ووقف الاستيطان الاستعماري وبناء (جدار الفصل العنصري) الأمر الذي يمهد السبيل ويخلق الأجواء المناسبة لاستعادة وبناء جسور الثقة وحسن الجوار.
إلى ذلك دعت القوى الوطنية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة إلى الاضراب العام والشامل أمس احتجاجا على إقامة جدار الفصل العنصرى وضد انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلى وللوقوف بحزم ضد مخططات رئيس الوزراء الإسرائيلى أرييل شارون وحكومته.
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن بيان صادر يوم السبت عن هذه القوى (ان شهداء وجرحى منطقة شمال غرب القدس سطروا أروع آيات التضحية بوقوفهم في وجه آليات وجنود الاحتلال الإسرائيلى وهي تدمر أرض الآباء والأجداد في أول مواجهة حقيقية ضد الجدار العنصرى).
وأضاف البيان (ان الاحتلال لم يكتف بكل هذه الجرائم بل أقدم على جريمة قديمة في اقتحام أقصانا المبارك اثناء صلاة الجمعة دون النظر في المواثيق والاعراف الدولية والحقوق الانسانية والدينية).
وطالبت القوى كافة شرائح المجتمع الفلسطينى فى القدس باعتبار أمس الأحد يوماً مميزاً والمشاركة في فعالياته المناهضة لجدار الفصل العنصرى.
|
