*رام الله- نائل نخلة:
أوردت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين في مدينة رام الله اليوم بيانا صحفيا تحدث عن الطفل محمد سمير عبد ربه الذي لم يتجاوز الـ16 ربيعا وتعرض لصنوف كبيرة من العذاب.
وقال البيان إن آمال وأحلام الطفل عبد ربه تبددت عندما اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تدعمها الدبابات والمدرعات منزله في 29-8-2003.
وروى الطفل في شهادته لمحامي وزارة شؤون الأسرى كيف تم اعتقاله من بيته في الساعة الواحدة ليلا وما انتابه من هلع وخوف: كنت لا أزال يقظا عم الضجيج العمارة التي أسكن بها بطرقات الجنود القوية على أبواب البيوت حتى وصلوا إلى بيتي، حينها فتح والدي الباب سألوه أين محمد؟ خرجت ببراءة (أنا محمد) بعد ذلك قاموا بتفتيشي وتقييد يدي وأرجلي واعصبوا عيني بعصبي، أنزلوني إلى الشارع وألقوني باتجاه الجيب العسكري بقوة لتبدأ مرحلة العذاب. يضيف ألقوا بي على أرضية الجيب المليئة بالمسامير والمفاصل الحديدية وكلما تحركت وخزتني في أنحاء جسدي ولم أسمع سوى ضحكات الجنود وقهقهاتهم وهم يسخرون مني ويشتمونني.
يضيف الطفل محمد: في الليلة الأولى من اعتقالي قام الجنود بإنزالي من سيارة الجيب وأمروني بأن أرفع يدي وأفتح أرجلي وأقف على الحائط لساعات طويلة، وكلما حاولت أن أضم أرجلي لأرتاح يضربني جندي على أقدامي دون رحمة، ثم نقلوني بعدها إلى غرفة ولم أعرف وقتها أين أنا، تبين لي فيما بعد في الصباح أنني في معتقل حوارة.
بعد ذلك قام الجنود بالصراخ وإخراجنا جميعا سألني الضابط الذي يدعى (أرز) عن اسمي، فأجبته محمد، ومن غير سبب بدأ يضربني ويشتمني، بعد ذلك أدرك أن عليه ذكر اسم مسؤول عند الإجابة وهذا سبب الضرب. ويتابع الطفل محمد سرد قصته الاعتقالية بالتفصيل إن مشاهد التعذيب والإذلال لازالت مطبوعة في ذاكرتي ولن أستطيع نسيانها مع الأيام، حيث وبعد يومين من اعتقالي نقلوني إلى التحقيق في المسكوبية، وسألني عن حالتي الصحية فأجبتهم أني أعاني من آلام في رجلي إلا أن الطبيب لم يصدق واتهمني بالكذب.
ويضيف بقيت ثلاث ساعات في زنزانة انفرادية بعدها نقلت إلى غرفة التحقيق ولا أستطيع وصف حجم المعاناة والألم والضغط الذي نواجهه من قبل إدارة السجن.
ووصف الطفل محمد كيف تم التحقيق معه حيث قام الجنود بتقييد يديه للخلف وتقييد رجليه ثم تثبيتها بالكرسي المثبت بالأرض ثم اعصبوا عينيه وبقي على هذا الحال ثلاثة أيام متواصلة، حرم فيها من الأكل والماء والذهاب على الحمام، لشدة الألم الذي تسببوا له به اعترف وأمروه بكتابة الإفادة بخط يده.
بعد ذلك سمحوا لي باستخدام الحمام مرة واحدة في اليوم لمدة ثلاث دقائق فقط تحت ضغط نفسي لم أعشه من قبل فقد تعرضت لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي حيث الشتم والإهانة والتهديد بالموت والاغتصاب وتكسير يده ورجليه وتشويهه.
يضيف بعد الاعتراف قاموا بنقلي إلى غرفة مع أربعة أشبال تم تمديد مدة اعتقالي بـ 15 يوما أخرى، ولا يزال محمد يذكر الشرطي بني الذي كان يضربه ويشتمه دون سبب.
ويقول محمد كنت أضع قميصي على الضوء الأصفر ليل نهار لأخفف من حدته فما كان من هذا الشرطي إلا أن يزيل هذا الغطاء ويشرع بضربي من جديد، ويهددني بأنني سأموت داخل السجن ولن يسمح لأهلي بزيارتي.
بقي الأسير محمد 38 يوما في معتقل المسكوبية ثم نقل إلى سجن تلموند حيث كان يفترش الأرض لينام في ظل البرد القارس والمعاملة السيئة وبقي هناك 16 يوما، ثم نقل إلى بنيامين الذي تميزه خيمته الممزقة والتي تمتلئ بالماء وقت الشتاء، ومراحيضه عبارة عن براميل.
وفي نهاية المطاف تم نقله إلى عوفر، ليمسي محمد بين 336 طفلا فلسطينيا دون سن الثامنة عشرة ويمضون عمرهم في المعتقلات والسجون الإسرائيلية دون أدنى اعتبار للمعايير الدولية ينتظرون بصيص أمل ليعانقوا الحرية من جديد وينعمون بمدرسة أصبحت حلما.
|