تمهيد
* استضافتني قبل ما يزيد على العام إحدى المطبوعات المحلية في المملكة عبْر منظومة من الأسئلة المتفرقة، كان في بعضها (استنْفار) لأدبيات الكلمة، وفي بعضها الآخر شيء من مكْر العقلِ، ومحن الزمان، وفتنة الخيال، وقد أعْددتُ ردوداً لتلك الأسئلة ولم استثنِ منها شيئاً، وبعثتُ بها إلى المطبوعة، ولكن لسبب لا أعلمه، تعثر مسارها نحو بوابة النشر، فبقيَتْ تشكو (ظمأ) الهَجْر أو (هَجير) النسيان في أحد مكاتب تلك المطبوعة، واستكْثرتُ بدوري أن أتابعَ نشرها، كيلا أحرجَ نفسي أو آخرين!
**
* واليوم، قررتُ أن أمنحَ بعض تلك الردود إطلالة سريعة على قرّاء هذه الزاوية الكرام، فاخترتُ ما اخْترتُه من أسئلةٍ وردودٍ تسْليماً مني بأن ما لا يُدركُ كلّه، لا يُترك جلُّه!
**
* : من يسندك حين تعصف بك الفتن؟
- الإيمان بالله.. ثم الثقة بالنفس، ورصيد الحب في صدور الأحبة من الناس!
* : هل يمكن للمرء أن يولدَ مرة أخرى؟
- المرء منا (يولد) أكثر من مرة.. كلما صنع خيراً أو رَدَع شراً!
* : ما هي الأخطار التي تهدد هويتنا الثقافية؟
- كثيرةٌ، منها أن تصبح ثقافتنا في يومٍ ما بلا (هوية) أو تُمسي بلا مخرجات تمنحها هوية (الإبداع)!
* : متى يدفع الإنسان الثمنَ باهظا؟
- متى فرّط في عبادة ربه، أو اغتال ذمته، أو اغْتصَبَ كرامة الآخرين!
* : كم جرعة تحتاجها المرأة لتصبح أمّاً ناجحة؟
- جرعة واحدة بتجنُّب (تفويض) الخادمة أو (المربية) ولايةَ أمر طفلها في حين تحتفظ لنفسها بمقعد (المتفرج)!
* : من هو حجر الزاوية في بنائك المعاصر؟
- والديّ طيّب الله ثراهما، وزوجتي الغالية، ثم نفرٌ جميل تحتضن أسماءَهم بؤرة الحب في خاطري!
* : كم من الوقت تحتاج لتصبحَ ناضجاً؟
- مساحة العمر كله!
* : متى شعرت برغبة مُلحة في البكاء؟
- حين فجّر في سمعي قريبٌ ذات صباح نبأ وفاة سيدتي الوالدة رحمها الله، وقبل ذلك بسنين.. داهمني الموقف نفسه، وكنت خارج المملكة، حين أنبأني قريبٌ عن وفاة سيدي الوالد طيّب الله ثراه، وفي كلا الموقفين تمرّد عليَّ الدمع تحالفا مع الإيمان، رغم أنّ الحزنَ عليهما كان عظيما!
* : متى تصبح الأماني بضائعَ موتى؟
- حين تتحول إلى (موميات) من الكلام لا يملك لصاحبه ضرّاً ولا نفْعاً!
* : متى اكتشفتَ أنك إنسان؟
- لستُ مؤهلاً للحديث عن ذلك، وأتمنى أن يتولاه عني ذات يوم ذو عقل وإيمان!
* : ما أفضل نصيحة يحتاجها المحظوظ شديدَ الحموضة؟
- لو كانت مدخلات التربية (شهداً)، ما شقينا بها ولا أشْقتنا، استيعاباً وفهْماً ومردُوداً!
* : ماذا لو لم تجد فرصة للحديث؟
- اعتصم بالصمت، لأنه في بعض المواقف (أبلغُ) من الكلام!
* : متى تصاب القلوب بالشيخوخة؟
- حين تجفُّ منابعُ الإيمان والحبّ والقناعة فيها!
* : بعد أن يموت الحساد أين يذهب الحسد؟
- يمضي بحثاً عن (متطوعين) آخرين!
* : كم يبلغ عمر الحزن لديك؟
- العمر والحزن توأما نفسي منذ كنت صبياً!
* : أيُّ الخصلات تليق بصلعة الكدّاب؟
- خصلاتٌ من (شعر مستعار)، فالكاذب لا (يكتسي) إلا كذباً!
* : بعد انكشاف حقيقتها.. إلى أين تذهب الأحلام؟
- تذهبُ مع الريح!
* : لماذا تخفي المرأة عمرها الحقيقي؟
- لأن ذلك ينسيها التفكير في (خط) النهاية!
* : ما الذي يقنعك بأن الصدق لا يشيخ؟
- من قال إنّ الصدقَ يشيخُ.. سوى في الضمائر الكاذبة!
* : متى نجد القلم الذي لا ينحني؟
- متى وُجد صاحبه الذي لا تخيفه سطوةُ الريح!
* : ما حجم طموحاتك الآن؟
- بقدر ما بقي لي من عمر!
* : ما الشيءُ الذي لا تحبُّه في المرأة؟
- حين تصرُّ على أن (الموضة) وحدَها.. مقياس الجذب والجمال في عيني الرجل!
* : ما الصوتُ الذي يمكن أن تراه مضيئاً؟
- كان صوتُ سيدتي الوالدة يعانقُ سمعي كل يوم، وحين رحلتْ إلى دار الخلود، رحل (ضياء) الصوت معها!.
|