يظهر الجهل في صور شتى تماماً، كحالات الأمراض والأسقام في الأبدان؛ إلا أن ما نراه من تراجع في الفهم وبطء في التطور العقلي، يمكن لنا أن نصفه بحالة المرض المعنوي الذي يصيب بعض المجتمعات.
فالصورة الأقسى لمرض الجهل هي تلك النظرة الدونية للتطوير والتجديد في حياتنا اليومية؛ ولا يعني التجديد أن نتحول عن ثوابتنا ومعتقداتنا؛ لكن أن نحاول بناء حياتنا وفق تطور الحياة من حولنا بدلاً من ترديد مقولات لا تخرج عادة عن سياق: (خلها على طمام المرحوم..).
لنا أن نصف واقعنا اليوم بأنه يحتاج الى علاج على المستوى المعنوي، وذلك من خلال ضخ العديد من الأفكار في العقول من أجل أن يكون التجديد عنصراً فاعلاً في حياتنا، ولعله يحصننا أيضا من أمراض معنوية ونفسية كثيرة سنقع فيها كلما ازداد تطور وتقدم من حولنا.
هنا أمر آخر حول هذا المعنى يتمثل في دهشتك، حينما ترى من تتوسم فيه المعرفة، قد أصبح حاملا لعناصر الجهل في صورة علْم مزَيّف، ومعرفة دعيّة يجادل مع الآخرين من أجل أن يكرس حالة جهل ألفها الناس، تدور حول مفهوم (طمام المرحوم)؛ في وقت يعلم فيه هذا، أن ما يقوله، وينادي به هو من قبيل مسايرة الواقع أيا كان، ولنا أن نشير إلى أن هذه هي أخطر أسقامنا وأكثرها تفشياً في المجتمع، ولهذه الظاهرة صور وهيئات أخرى ستتعاظم وتتكاثر ما لم نتدارك أنفسنا ونشرع في محاربة هذه الأمراض والأسقام المعنوية في حياتنا.
|