في مثل هذا اليوم من عام 1940 حصل فيلم (ذهب مع الريح) على ثماني جوائز للأوسكار من الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الأفلام, ويتناول الفيلم الرواية الرومانسية الملحمية للجنوب في وقت الحرب الأهلية العصيب، وقد حاز على عدة جوائز منها أفضل تصوير وأفضل إخراج وسيناريو وأفضل تصوير سينمائي وإخراج فني وكتابة بالإضافة إلى جائزة أفضل ممثلة. إلا ان أهم جائزة مُنحت هي تلك التي حازت عليها (هاتي ماكدانيال) عن تجسيد دور (مامي) الخادمة، حيث اعتبرت ماكدانيال أول ممثلة إفريقية أمريكية تحصل على جائزة أوسكار.
وقد ظهرت مواهب ماكدانيال التي ولدت في ويشيتا بولاية كينساس عام 1895، كمغنية وممثلة خلال فترة نشأتها في دينفر بكلورادو، وتركت المدرسة وهي في سن المراهقة لتصبح ممثلة ضمن عدة فرق مسرحية. ثم أصبحت من أوائل الإفريقيات الأمريكيات اللواتي يغنين في الإذاعة الأمريكية. ثم عملت بعد ذلك كمغنية في ملهى لمدة عام قبل ظهورها لأول مرة في هوليود.
وفي لوس أنجيليس، كان لها دور صغير في البرنامج الإذاعي (الدونتس المتفائل) ولم تمر فترة طويلة حتى أصبحت محط الأنظار في هذا البرنامج, وفي 1932 كان ظهورها الأول في فيلم (ذهب مع الريح), وفي ذلك الوقت كانت أعمال الممثلون والممثلات الأفارقة الأمريكيين تنحصر في دور الخادم، وقد انطبق ذلك على ماكدانيال حيث لعبت دور الخادمة والطباخة فيما يقرب من 40 فيلماً في فترة الثلاثينات, ورداً على الانتقادات من جانب بعض المجموعات مثل أعضاء الجمعية الوطنية لترقية السود، بأنها تساهم في تخليد هذه الصورة النمطية، قالت ماكدانيال إنها تفضل أن تلعب دور الخادمة على الشاشة بدلاً من تأديته في الواقع, وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت تحاول أن تهدم هذه الصورة النمطية وأن تظهر الخادمة في صورة شخصية أنيقة مستقلة فكرياً، مما جعل المشاهدين البيض يشعرون بعدم الراحة لذلك. وكانت أشهر أدوارها (مامي) في فيلم (ذهب مع الريح) عام 1939، الذي أخرجه فيكتور فليمنح، وكانت فكرته تعتمد في أساسها على رواية مارجريت ميتشل التي تحمل نفس الاسم. ورغم حصولها على جائزة الأوسكار، فقد تعرضت ماكدانيال لانتقاد لاذع من قبل الإفريقيين الأمريكيين المتحررين لقبولها تجسيد شخصية تتحدث عن الحنين إلى الجنوب القديم وقد كانت من العبيد سابقاً.
وقد قلت أعمال ماكدانيال الفنية في الأربعينات، وعادت في 1947 إلى الإذاعة كنجمة في البرنامج الإذاعي (ذا بيلا شو)، وفي البرنامج قامت أيضاً بتجسيد شخصية الخادمة الجنوبية ولكن في شكل غير نمطي، والذي حاز هذه المرة على قبول الجمعية الوطنية لترقية السود.
|