(19) بلال بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلاً).
فكان بلال بن عبد الله بن عمر بوجهه شامة، وكانوا يرون أنه هو حتى جاء الله بعمر بن عبد العزيز (ت 101هـ)، أمه هي ابنة عاصم بن عمر، وكان بوجه عمر بن عبد العزيز شجة ضربته دابة في جبهته وهو غلام، فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك لسعيد.
(20) نائلة بنت عمارة الكلبية: امرأة النعمان بن بشير الأنصاري الكلبية، كانت قبله عند معاوية بن أبي سفيان، فقال لامرأته ميسون: اذهبي فانظري إليها، فذهبت إليها ثم عادت فقال لها: ما رأيت؟ فقالت: ما رأيت مثلها، ورأيت خالاً تحت سرتها، ليوضعن رأس زوجها في حجرها، فطلقها، فتزوجها حبيب بن مسلمة، ثم طلقها، فتزوجها النعمان، فلما كان بحمص والياً عليها ليزيد، وأظهر الخلاف ودعا لابن الزبير، دخل عليه أهل حمص واحتزوا رأسه، فقالت امرأته هذه الكلبية: ألقوا رأسه في حجري فأنا أحق به، فألقوه في حجرها، فضمته إلى جسده فكفنته ودفنته.
ولا يخفى أن مسحة الوضع ظاهرة عليه، وأما خبر مقتل النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه ووضع رأسه في حجر زوجته فهو ثابت في المصادر الموثوقة.
(21) ربطة بنت أيوب بن سلمة المخزومية: كانت طويلة جسرة بيضاء جميلة، وفي وجهها خيلان.
(22) أبو بُسْر (وقيل: أبو صفوان) عبد الله بن بسر المازني الحمصي رضي الله عنه (ت 88هـ)، مات فجأة وهو يتوضأ، وهو ابن أربع وتسعين، وهو آخر من مات بالشام من الصحابة، له أحاديث قليلة، وصحبة يسيرة، ولأخويه عطية والصماء ولأبيهم صحبة.
روى الإمام أحمد عن عصام بن خالد: حدثنا الحسن بن أيوب الحضرمي قال: أراني عبد الله بن بسر شامة في قرنه، فوضعت أصبعي عليها، فقال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعه عليها، ثم قال: (لتبلغن قرناً).
(23) خمرة، زوج عمران بن حِطان السدوسي (ت 84): أدرك عمران جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وصار في آخر أمره يرى رأي الخوارج، وكان سبب ذلك أنه تزوج امرأة من الخوارج، وقيل له في أمرها، فقال: ليردها عن دين الخوارج؛ فغيّرته هي إلى رأي الخوارج! وكانت من أجمل الناس وأحسنهم عقلاً، وكان عمران من أسمج الناس وأقبحهم وجهاً، فقالت له ذات يوم: إني نظرت في أمري وأمرك، فإذا أنا وأنت في الجنة قال: وكيف؟ فقالت: لأني أعطيت مثلك فصبرت، وأعطيت مثلي فشكرت، فالصابر والشاكر في الجنة.
فمات عنها عمران فخطبها سويد بن منجوف فأبت أن تزوجه، وكان في وجهها خال كان عمران يستحسنه ويقبّله، فشدّت عليه فقطعته وقالت: والله لا ينظر إليه أحد بعد عمران، وما تزوجت حتى ماتت.
(24) ما ذكره ابن الأثير في ترجمة طارق بن زياد (ت 102هـ) قال: (فلمّا تكامل أصحاب طارق بالجبل نزل إلى الصحراء، وفتح الجزيرة الخضراء، فأصاب بها عجوزاً، فقالت له: إني كان لي زوج، وكان عالماً بالحوادث، وكان يحدثهم عن أمير يدخل بلدهم فيغلب عليه، ووصف من نعته أنه ضخم الهامة، وأن في كتفه اليسرى شامة عليها شعر، فكشف طارق ثوبه فإذا الشامة كما ذكرت، فاستبشر طارق أيضاً هو ومن معه، ونزل من الجبل إلى الصحراء، وافتتح الجزيرة الخضراء وغيرها، وفارق الحصن الذي في الجبل).
(25) وكُثَيِّر عَزَّة (ت 105هـ) من مشاهير أصحاب الخيلان، فقد ذكر المرزباني في صفته أنه: (كان أبرش، قصيراً، عليه خيلان في وجهه، طويل العنق، تعلوه حمرة).
(26) يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان (ت126هـ): الملقب بالناقص، لأن سلفه الوليد بن يزيد كان قد زاد في أعطيات الجند، فلما ولي يزيد نقص الزيادة، وردهم إلى ما كانوا عليه في زمن هشام. ولم تطل أيام خلافته عن ستة أشهر، وجرى مجرى الأمثال قولهم: (الأشج والناقص أعدلا بني مروان)، والمراد: عمر بن عبد العزيز، ويزيد هذا.
قال الطبري: (وكان - فيما حدثني أحمد، عن علي بن محمد المدائني في صفته - أسمر طويلاً، صغير الرأس، بوجهه خال، وكان جميلاً، في فمه بعض السعة، وليس بالمفرط).
(27) عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية (ت132)، زوج هشام بن عبدالملك، جاء في خبرها: (كانت من أجمل النساء، فدخل عليها يوماً، وعليها ثياب سود رقاق من هذه التي يلبسها النصارى يوم عيدهم، فملأته سروراً حين نظر إليها، ثم تأملها فقطّب، فقالت: ما لك يا أمير المؤمنين؟ أكرهت هذه، ألبس غيرها؟ قال: لا.. ولكن رأيت هذه الشامة التي على كشحك من فوق الثياب، وبك يذبح النساء - وكان بها شامة في ذلك الموضع - أما إنهم سينزلونك عن بغلة شهباء وردة (أي: محمرَّة) - يعني: بني العباس -، ثم يذبحونك ذبحاً (يعني : إذا كانت دولة لأهلك، ذبحوا بك من نساء القوم الذين ذبحوك).
فأخذها عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس، وكان معها من الجوهر ما لا يدري ما هو، ومعها درع يواقيت وجوهر منسوج بالذهب، فأخذ ما كان معها، وخلى سبيلها. فقالت - في الظلمة -: أي دابة تحتي؟ قيل لها: دهماء، فقالت: نجوت.
قال: فأقبلوا على عبد الله بن علي، فقالوا: ما صنعت؟ أدنى ما يكون يبعث أبو جعفر إليها، فتخبره بما أخذت منها، فيأخذه منك، اقتلها، فبعث في إثرها، وأضاء الصبح، فإذا تحتها بغلة شهباء وردة، فلحقها الرسول، فقالت: مه؟ قال: أمرنا بقتلك، قالت: هذا أهون عليّ، فنزلت فشدت درعها من تحت قدميها وكمّيْها على أطراف أصابعها وخمارها، فما رئي من جسدها شيء).
هذا خبر منكر بين النكارة فلا يطمئن إليه، لأن مسحة الوضع ظاهرة عليه، فقد أصبح هشام هاهنا عالماً بالغيب! ثم لماذا كذبوا عليها لما سألت عن لون الدابة؟ ثم إن من ينبش القبر ويخرج الميت ويجلده بالسياط ويصلبه - أعني: ما فعلوه من نبش قبور بني أمية، وتحديداً هشام بن عبدالملك - أولى به أن يقتل زوج هشام مباشرة، لا أن ينتظر من يشير عليه بقتلها.
أما خبر قتل عبدة - وهو من الأخبار الشنيعة إلى جانب نبش قبور بني أمية - فذلك ثابت في المصادر الموثوقة، ذكر الحافظ ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) في ترجمة محمد بن سليمان بن عبد الله النوفلي، أن عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس أرسل امرأة هشام بن عبدالملك، وهي عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية (صاحبة الخال)، مع نفر من الخراسانية إلى البرية ماشية حافية حاسرة، فما زالوا يزنون بها، ثم قتلوها.
(28) عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان (ت 172هـ):
مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، والملقب بالداخل، لأنه أول من دخل الأندلس من ملوك الأمويين، وبصقر قريش، لكونه تغرب وقطع البر والبحر، وأقام ملكاً - قد أدبر - وحده.
قال صاحب (نفح الطيب): (وفي كتاب ابن زيدون: أنه كان أصهب، خفيف العارضين، بوجهه خال، طويل القامة، نحيف الجسم، له ضفيرتان، أعور، أخشم لا يشم).
(29) ذاتُ الخال: جارية كانت للرشيد اشتراها من قرين المكنى بأبي الخطاب النخاس مولى العبّاسة بنت المهدي بسبعين ألف درهم.. اسمها (خُنث)، وهي إحدى الحظايا الثلاث اللواتي كان الرشيد يهواهن، ويتغزل بهن، ويفضلهن على غيرهن وهن: سحر، وضياء، وخنث. وفيهن يقول الرشيد:
ملك الثلاث الآنسات عناني
وحللن من قلبي بكل مكان
وفيهن يقول أيضاً:
إن سحراً وضياء وخنث
هن سحر وضياء وخنث
أخذت سحر ولا ذنب لها
ثلثي قلبي وترباها الثلث
وكانت (خنث) أحسن الناس وجهاً، ولها خال فوق شفتها العليا، لم تر الناس أحسن منه في موضعه. ووعدها الرشيد يوماً أن يصير إليها، فلما توجه إليها اعترضته حظية أخرى فدخل إليها وأقام عندها، فقالت ذات الخال: والله لأغيظنه، فدعت بمقراض فقصت الخال الذي كان على خدها، فشق ذلك على الرشيد، وقال للعباس بن الأحنف: اعمل في هذا شيئاً فقال:
تخلصت ممن لم يكن ذا حفيظة
وملت إلى من لا يغيره حال
فإن كان قطع الخال لما تطلعت
إلى غيرها نفسي فقد ظُلم الخال
ويقول فيها الرشيد:
ألا ليت ذات الخال تلقى من الهوى
عشير الذي ألقى فيلتئم الشعب
إذا رضيت لم يهنني ذلك الرضا
لعلمي به أن سوف يتبعه عتب
وأبكي إذا أذنبت خوف صدودها
وأسألها مرضاتها ولها الذنب
وصالكم صرم وحبكم قلى
وعطفكم صد وسلمكم حرب
وكانت محبوبة إلى إبراهيم الموصلي النديم، وله فيها أشعار كثيرة منها: