عاشت الرس منذ تأسيسها وأهلها يحبون الرحلات التجارية وغير التجارية حيث يحتاجون هذه الرحلات من أجل أغراض عدة منها: الترفيه والترويح عن النفس, ومنها إنعاش التجارة والنواحي الاقتصادية, ومنها التطوير العلمي والمعرفي.
وقد بني المسجد الأول بالرس وهو الداخلي عام 1100هـ ثم احتاج المسجد لإمام يؤم الناس في الصلاة ويرشدهم ويعظهم في أمور دينهم ويعلمهم مبادئ القراءة والكتابة وأصول الدين, واحتاج الأمر لاستجلاب من يحسن القراءة والكتابة ويتقن الإمامة وما يتبعها من قضاء وإفتاء وتعليم ودعوة وارشاد, وقد قام الشيخ زامل بن علي على الرغم من كبر سنه برحلة الى عنيزة عندما علم بأن عالماً كبيراً وصل اليها من سدير مارا بالمذنب هو الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب عام 1110هـ, حيث أسس له أهل عنيزة مسجداً ومنزلاً لكي يقوم بالأعمال الدينية من قضاء وفتوى ودعوة وارشاد وكتابة وثائق وعقود واستنساخ كتب, وقد انضم الى مجلسه العديد من طلبة العلم من عنيزة وخارجها منهم الشيخ زامل بن علي وابنه الشيخ رشيد بن زامل, ولعل من رحل الى عنيزة ايضا الشيخ صالح بن راشد الحربي ودرسوا جميعا على يد الشيخ ابن عضيب.
كما احتاج أهل الرس عند التأسيس - بالإضافة لطلب العلم - تعلم القراءة والكتابة من أجل توثيق العقود والمكاتبات, فكانت عنيزة أول من رحل إليها طلبة العلم بالرس ثم الى الدرعية, وبعد ان عاد الشيخ قرناس بن عبدالرحمن من رحلته العلمية الى الردعية وبعد ان تولى القضاء في أعالي المدينة لمدة ست سنوات ثم قضاء الخبراء ثم شارك مع أهل الرس في حرب إبراهيم باشا تولى بعدها قضاء بريدة وعنيزة ثم قام بالتدريس بالرس وعنيزة وبريدة, ثم انتشر العلم في تلك المناطق واشتهر آل سليم في بريدة وآل القاضي في عنيزة ومجموعة أخرى من المعلمين في الرس وما حولها.
أما نشاط علماء الرس في مجالات الرحلات العلمية فقد كانت أول رحلة علمية لهم داخل منطقة القصيم في فترة الدولة السعودية الأولى قام بها كل من:
1- الشيخ زامل بن علي بن محمد بن علي بن راشد المحفوظي وهو أول من رحل من الرس الى عنيزة لطلب العلم على الشيخ عبدالله بن احمد بن عضيب وقد تولى قضاء الرس وهو كبير السن, وتوفي حوالي عام 1150هـ.
2- الشيخ رشيد بن زامل بن علي, ورحل الى عنيزة أيضاً وتعلم على الشيخ عبدالله بن عضيب, وتولى قضاء الرس بعد والده, وتوفي حوالي عام 1196هـ.
3- الشيخ عبدالعزيز بن رشيد بن زامل بن علي وسافر الى عنيزة مثل والده وجده وتعلم على الشيخ عبدالله بن عضيب, وتولى قضاء الرس بعدها وتوفي عام 1234هـ.
أما رحلات علماء الرس خارج منطقة القصيم وفي فترة الدولة السعودية الأولى فقد كانت الى الدرعية وقام بها الشيخ قرناس بن عبدالرحمن القرناس ودرس على كل من: الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب 1165-1242 ثم الشيخ علي بن محمد بن عبدالوهاب 1244 والشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر (1160 ت 1225) وربما وجد مشايخ آخرون من الرس رحلوا الى الدرعية مثل الشيخ صالح بن راشد الحربي للدراسة على علماء الدعوة.
ثم جاءت فترة الدولة السعودية الثانية وحصل فيها بعض الرحلات لمشايخ الرس الى الرياض وقد رحل إليها - حسب ما نعمله - كل من:
1- الشيخ صالح بن قرناس القرناس (1193 -1285).
2- الشيخ رميح بن سليمان بن رميح ( 1257 - 1344).
وقد درسا في الرياض على كل من العلماء:
1- الشيخ عبدالرحمن بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب من علماء القرن الثالث عشر الهجري.
2- الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن (1225 - 1293).
3- عبدالرحمن بن بشر.
4- عبدالعزيز بن صالح المرشد (1241 - 1324).
أما في عهد الدولة السعودية الثالثة فقد ذكر بأن الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد قاضي الرس (1304 - 1395) سافر الى الرياض ويرافقه ثلاثون طالبا من الرس ومعهم بعيران أحدهما عليه متاعهم والآخر يتعقبونه, وقام مشايخ الرياض نحوهم بكل ما يلزم حيث علموهم أمور دينهم وشرحوا لهم في أمهات الكتب وحثوهم على المراجعة في دروسهم - ولعلنا نحصل على اسماء المرافقين للشيخ - كما أنه يوجد خمسة عشر عالماً من الرس اشتهروا بالرحلة الى الرياض وهم:
1- عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد (1325 -1355).
2- عبدالله بن مطلق الفهيد (1312 - 1377).
3- سالم بن ناصر الحناكي (1291 - 1379).
4- محمد بن ناصر الحناكي (1293 - 1387).
5- محمد بن عبدالعزيز بن رشيد (1304-1395).
6- عمر بن خليفة بن جري (1311- 1398).
7- عبدالله بن سليمان بن بليهد (1284 - 1359).
وهؤلاء درسوا على كل من العلماء:
1- الشيخ عبدالله بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن.
2- الشيخ عبدالله بن محمد بن راشد بن جلعود.
3- الشيخ حسن بن حسين بن علي بن حسين آل الشيخ.
4- الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن فارس.
5- الشيخ سعد بن محمد بن علي بن عتيق.
6- الشيخ سليمان بن سحمان.
وتوجد دفعة ثانية من المشايخ وطلبة العلم من الرس سافروا في طلب العلم على مشايخ الدعوة بالرياض وهم:
8- صالح بن عبدالله بن جارد (1320- 1380).
9- مقبل بن حمود الدميخي (1347 - 1392).
10- حمد بن ابراهيم الزعاقي (1333- 1397).
11- ناصر بن محمد الحناكي (1330- 1404).
12- سليمان بن صالح بن سليمان بن خزيم (1325-1407).
13- عبدالعزيز بن ناصر الرشيد (1333- 1408).
14- صالح بن علي الغصون.
15- صالح بن إبراهيم بن طاسان (1328-1420).
ودرس هؤلاء المجموعة على كل من:
1- الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ (1311- 1386).
2- الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ(1315ـ1386).
كما درس جزء منهم على الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبدالرحمن بن حسن والشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين.
وعندما افتتح المعهد العلمي بالرياض درس بعض المشايخ وطلبة العلم من الرس على الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبداللطيف وغيرهما, ولعل منهم الشيخ محمد بن عبدالله بن صغير والشيخ منصور بن حمد المالك.
وبعد ما اشتهر الشيخ قرناس بن عبدالرحمن بالعلم والقضاء ثم عاد من رحلته العلمية الى القصيم بعد ان تولى في عدة مناطق من المدينة المنورة ثم الخبراء, ثم انه شارك في حرب إبراهيم باشا مع أهل الرس وكان هو العقل المدبر في الحرب وله القيادة والرئاسة فيها ثم تولى قضاء الرس بعد خاله الشيخ عبدالعزيز بن رشيد عام 1232هـ, مدة ثلاثون عاماً قاضياً وتولى قضاء بريدة وعنيزة فترات متعددة وكان ينيب ابنه الشيخ محمد بن قرناس ويعقد جلسات التعليم في الرس وبريدة وعنيزة وقد التف حوله مجموعة من طلاب العلم لعل أشهرهم محمد بن عبدالله بن صقيه (ت 1256هـ) وغيره.
والسبب الذي جعل العلم ينتشر مرة أخرى في بلدان القصيم هو وجود آل سليم في بريدة وآل قاضي في عنيزة وغيرهم, وعادت الرحلات العلمية لطلبة العلم من الرس للدراسة على علماء القصيم, حيث قام الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم (ت 1324) من بريدة الذي أخذ العلم من الشيخ قرناس وقام بتدريس مجموعة من العلماء والمتعلمين من الرس وما حولها وهم:
1- عبدالله بن سليمان بن بليهد.
2- إبراهيم بن محمد الضويان.
3- عبدالرحمن بن سليمان البطي.
4- صالح بن قرناس القرناس.
5- محمد بن ناصر الحناكي.
6- سالم بن ناصر الحناكي.
7- رميح بن سليمان الرميح.
8- سليمان بن حمد الرميح.
9- صالح بن إبراهيم الطاسان (من النبهانية).
10- محمد بن سالم بن كريديس (من النبهانية).
11- سعد بن صالح الطاسان (من النبهانية).
12- سعد بن عيد بن كريديس (من النبهانية).
أما الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم (ت 1351) فقد درس عليه من ذكرنا سابقاً ومعهم كل من:
13- عبدالله بن سليمان البطي.
14- عبدالله بن مطلق الفهيد.
15- عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد.
16- محمد بن عبدالعزيز بن رشيد.
17- سليمان بن صالح بن خزيم.
18- ناصر بن صالح بن عقيل (من قصر ابن عقيل).
19- إبراهيم بن عبدالله البطي.
20- سليمان بن بطاح (من قصر ابن عقيل).
21- سليمان بن محمد الدهامي.
22- عبدالله بن إبراهيم الطاسان (من النبهانية).
23- صالح بن عبدالله الجارد.
24- منصور بن صالح الضلعان.
والشيخ العلامة عمر بن محمد بن سليم درس عليه مجموعة من مشايخ الرس وهم بالإضافة لمن ذكرنا سابقاً:
25- محمد بن صالح الخليفة.
26- محمد بن راشد المحيلان.
27- عبدالله بن محمد الخليفة.
28- صالح بن محمد الخليفة.
وأما الشيخ سليمان بن عبدالرحمن بن محمد العمري (1375هـ) فدرس عليه مجموعة أخرى من مشايخ الرس بالإضافة لمن ذكرنا كل من:
29- عبدالله بن حمد بن دخيل الخربوش.
30- حمد بن مطلق الغفيلي.
31- عبدالعزيز بن علي الغفيلي.
32- عبدالله بن مطلق الفهيد.
كذلك فإن الشيخ سليمان بن علي بن مقبل (1305) درس عليه الشيخ:
33- صالح بن قرناس القرناس.
كما درس على الشيخ محمد بن عمر بن سليم (ت 1308) ما يزيد على 17 عالماً ومتعلماً, ودرس بين يدي الشيخ عمر بن محمد بن سليم من بريدة (ت 1362) ما يزيد على 15 عالماً ومتعلماً من الرس ليكون جملة الذين درسوا على مشايخ بريدة من آل سليم أكثر من 33 عالماً وطالب علم من أبناء الرس.
كذلك فإن علماء المدينة المنورة وعلماء عنيزة كان لهم الفضل في تعليم مجموعة من مشايخ الرس مثل: الشيخ صالح بن عبدالله الزغيبي (1372هـ) من المدينة المنورة درس عليه كل من: الشيخ عبدالله بن حمد الخربوش إمام الحرم النبوي الشريف بالمدينة, والشيخ عبدالعزيز بن علي الغفيلي مطوع المهد.
والشيخ صالح بن عثمان بن صالح العقيل (آل عوف) من عنيزة فقد درس عليه الشيخ صالح بن قرناس بن محمد القرناس. كذلك فإن الشيخ صالح بن عثمان القاضي 1351هـ من عنيزة فقد درس بين يديه كل مجموعة من مشايخ الرس وهم: إبراهيم بن محمد الضويان. صالح بن عبدالله الجارد, حمد بن مطلق الغفيلي, سالم بن محمد الحناكي, سليمان بن حمد الرميح, محمد بن عبدالعزيز بن رشيد, عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد, محمد بن ناصر الحناكي, عبدالله بن مطلق الفهيد, منصور بن صالح الضلعان.
وهكذا يتضح لنا مقدار ما كان عليه مشايخ الرس وطلبة العلم من حرص على تلقي العلم من كبار العلماء من خارج الرس حيث كانوا يتجشمون عناء السفر الى البلدان المجاورة والبعيدة في سبيل طلب العلم على ما كانوا عليه من شظف العيش وقلة ذات اليد, وقد كان بعضهم يترك ابناءه وزوجاته ليرحل الى مسافات بعيدة طلباً للعلم من مصادره الموثوقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالله بن صالح العقيل/ الرس |