* الكويت-تركي المريخي :
في أمسية شعرية لم تكن عادية على الإطلاق تلك التي أحياها الشاعران خالد المريخي وحامد زيد على مسرح صالة التزلج بالكويت ضمن مهرجان (هلا فبراير) حيث احتشد أكثر من (3000) متفرج خارج صالة الأمسية على أمل الدخول إلى مسرح الأمسية الذي اكتظ عن بكرة أبيه بالجمهور مما اضطر قوات الأمن الخاصة ومكافحة الشغب إلى التدخل من أجل تفريق من بالخارج بالعصي الكهربائية والكلاب البوليسية ومنعهم من الدخول.. بحجة ان الصالة (فل)..
فعلاً الحضور كان كثيفاً ولكن هذا ليس عذراً أو شماعة تعلق عليها أخطاء التنظيم. ولم يكن التعامل مع الجمهور تعاملاً حضارياً بكل أسف.
لن أدخل كثيراً في الحديث عن الأجواء قبل الأمسية فالحديث عنها مخجل حقاً من قبل المسؤولين عن إدارة صالة الأمسية باستثناء ناصر السبيعي وبعض الضباط.
عموماً الأمسية فعلاً لم تكن أمسية عادية ،أجواؤها مختلفة وأيضاً أهواؤها مختلفة وحتى جمهورها مختلف.
تأخرت الأمسية عن موعدها المحدد لأكثر من ساعة بسبب تدافع الجماهير وهو ما يحدث عادة في مباريات معشوقة الملايين (كرة القدم) قبل بداية الأمسية كان هناك موقف انساني جميل يحسب للشعر والشعراء وهذا هو المطلوب فعلاً ويعكس الوجه الحقيقي لمنسوبي الساحة الشعبية وهو تعانق فارسيّ الأمسية الشاعرين خالد المريخي وحامد زيد قبل وبعد الأمسية بحب وتقدير.
بدأت الأمسية عند الساعة الثامنة والنصف بكلمة لعريفها عبدالمحسن البرقاوي ليقدم بعدها فارس المساء الأول الشاعر حامد زيد والذي حظي بتصفيق حار من الجمهور وبعد لحظات جاء الدور لتقديم الشاعر خالد المريخي والذي قوبل بعاصفة من التصفيق استمرت لأكثر من عشر دقائق من قبل الجمهور الغفير.
بعدها كانت البداية مع الشاعر حامد زيد حيث القى قصيدة في سمو الشيخ جابر الأحمد أمير الكويت والتي أشعل بها الصالة تصفيقاً وتفاعلا مع القصيدة. ليأتي دور الشاعر المريخي والذي قص شريط الأمسية بقصيدة بعنوان.. أمير القلوب قال منها:
عسى الله يحفظ اللي فزعته تغني عن الفزعات
أبو الوقفات جعل الله يهنينا بوقفاته
وقد تفاعل معها الحضور كثيراً.
بعدها استمر الماراثون الشعري الجميل للشاعرين حامد زيد وخالد المريخي والذي تفاعل معه الحضور بشكل رائع وجميل فالشاعر حامد زيد كان في أحسن حالاته قدم شعراً متألقاً وحضوراً رائعاً ليس بغريب عليه أما الشاعر خالد المريخي فهو كعادته لايخرج من أي أمسية دون أن يضع له بصمة واضحة ومفاجأة تكون حديث الصحافة ولكن في هذه الأمسية كانت المفاجأة من العيار الثقيل حيث القى قصيدة ينتقد بها أي فنان لايحترم الجمهور ولايجيد التعامل مع الإعلام.
والتي قال منها:
ياهل الفن حطو سور والاسياج
لاتخلون صاحبكم علينا يهيج
لاتخشون قولوا له بدون انحراج
يا ولد انت ما تصلح لهذا الطريج
انت ما تطرب الاغاوي الانزعاج
ولايسمعك غير اللي يحب الضجيج
بهذه الأبيات والتي أحدثت ضجة كبيرة داخل الصالة ورددها معه الجمهور.
يعاود الشاعران تقديم القصائد الغزلية التي امتعا بها الجمهور ليعلن عريف الأمسية بعد ان قدم الشاعران لوحات شعرية جميلة انتهاء الأمسية والتي تعتبر أمسية الأمسيات في هلا فبراير.
لقطات من الأمسية
- حامد زيد قرر الانسحاب من الأمسية بسبب رفض المنظمين دخول الضيوف الذين برفقته إلا أنه عاود الدخول بعد إصرار ضيوفه!
- يعاب على اللجنة المنظمة عدم تخصيص مدخل خاص للنساء مما تسبب بفوضى كبيرة (وقلة أدب) من بعض الشباب!!
- معظم من حملوا بطاقات الدعوة الرسمية لم يتمكنوا من الدخول ما يدل على عدم تقدير المنظمين لهذه الدعوات.
- لم يكن حظ الإعلاميين بأفضل من الحضور لعدم تمكن أغلبهم من مشاهدة الأمسية.
- معظم الحضور تعامل مع الأمسية كما يتعامل مع مباراة كرة قدم حينما أخذوا يرددون أهازيج الكرة.
- زايد الرويس الإعلامي السعودي يرفع دعوى قضائية ضد المنظمين بعد أن أطلقوا الكلاب البوليسية باتجاه الحضور مما نتج عن إصابته.
- حضور كثيف من الشعراء والإعلاميين ومراهنات كلامية على فارس الأمسية مسبقاً.
- حاول الفنان نبيل شعيل إيقاف الأمسية بأكثر من اتصال على اللجنة المنظمة وخصوصاً محمد الناصر مما دعا ناصر السبيعي لطلب إيقاف الأمسية لعريفها في ظل رفض خالد المريخي لإيقافها أو للخروج مما استدعى استكمالها قسراً!
- ارتبك عريف الأمسية بعد قصيدة المريخي مما جعله يوجه لحامد زيد لقب فنان بدل شاعر وطلب الحفاظ على سير الأمسية.
- نفى المريخي بأن تكون القصيدة موجهة لفنان بعينه وأشار إلى عموميتها.