قرأت بشعور الغبطة والسعادة ما جاءت به قريحة الشاعرة (مناير الناصر) في صفحة مدارات شعبية يوم الجمعة 29-12-1424ه، والمتمثل في قصيدة معنونة ب(فخر البنت بحياها). وقد كانت قصيدة رائعة بما تحمله هذه الكلمة من معنى: كلمات راقية.. معانٍ سامية.. شعور متدفق.. غيرة نبيلة.. حس صادق.. كتبت فأبدعت وأمتعت مدافعةً عن الفضيلة داعيةً لها، محاربةً للرذيلة محذرةً منها.. كم أثلجت صدري بهذا الشعر الراقي والحس المتميز. ولا عجب؛ فهذا هو العهد ببنات وطننا الغالي المتمسك بدينه المحفوظ -بحمد الله- بسياج كبير من الشريعة الإسلامية الغراء.. فلله درك بنت الحرمين؛ لأنك تحملين بين جنبيك أخلاقاً فاضلة وعقيدة راسخة لم تتأثر ولن تتأثر -بمشيئة الله- بإرجاف المرجفين وصيحات المستغربين ممن يريدون إخراجك من حصنك المنيع وحيائك البديع مزاحمةً للرجال.. سافرة.. مسترجلة.. إنك والله درة مصونة، وجوهرة مكنونة، مفتخرة بدينك، معتزة بحيائك، محافظة على حجابك، مستجيبة لله ولرسوله. وإنه مهما تكالبت الفتن وكثرت الشرور فإن نهر الفأل متدفق في قلوبنا، وطيوف الأمل ساطعة في أجوائنا. وما هذه النفثات الشعرية والرائعة الأدبية للأخت الكريمة، والتي أتحفتنا بها عبر جريدة (الجزيرة) الغالية، إلا جدول صغير من جداول هذا النهر المترقرق.. نهر الفأل (ويعجبني الفأل). وإني إذ أشكر الأخت الكريمة على هذا التميز لا أنسى أن أُثني بالشكر لهذه الجريدة الرائدة، متمثلةً في محرري صفحة مدارات شعبية الفضلاء الذين أتاحوا لها الفرصة ونشروها في مكان لائق بها وبإخراج جميل يستحقون عليه الثناء الموفور. كما أني أستميحهم عذراً همسة يسيرة راجياً أن تتسع لها صدورهم رغبة مني في أن تكون الصفحة من أروع الصفحات وأبدعها، فأقول: إن مثل هذا الشعر هو ما نريده.. هو ما يضيف للقارئ شيئاً.. هو ما يرتقي به.. سئمنا من شعر الغزل والغرام.. أزكمت أنوفنا المجلات الشعبية، وأرهقت عيوننا حتى أصبح أكثر ما نقرؤه فيها ما يعبر عن الحب والغرام والعشق والهيام ووصال الحبيب والهجران، وكأن هذا هو الهمَّ الأكبر والهدف الأسمى للقارئ، فأصبح كل مَن هبَّ ودبَّ يكتب شعراً، منه الغث وهو الكثير، ومنه السمين وهو القليل.. ثم إن صفحة المدارات لها جمهورها وشعبيتها الجارفة، هل هناك داعٍ أو حاجة إلى إتباع القصيدة الغزلية بصورة عيني امرأة حسناء أو يديها؟! أظن لا فائدة ولا جدوى منها بالنسبة للقارئ، وحبذا لو كانت الخلفية مراعيةً للذوق العام، منطلقة من تعاليم الدين الحنيف وتوجيهاته السمحة، والذي نفخر في هذا البلد المبارك ونعتز بكونه هو مصدر التشريع في ظل حكومة رشيدة سديدة يقودها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- والذي اقتفى أثر والده العظيم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
ختاماً، شكراً لصفحة العزيزة على إتاحة الفرصة لقرائها، وشكراً للشاعرة القديرة (مناير الناصر)، وشكراً لمحرري صفحة مدارات شعبية، ولكم مني جميعاً فائق التقدير والاحترام.
عبدالله بن سعد الغانم
تمير - سدير -ص.ب: 42
|