معالي الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان استعرض في مقالتين متتاليتين في جريدة الجزيرة في عدديها رقم 11463 و11470 كتاب (خطاب إلى الغرب: رؤية من السعودية)، وهو الكتاب الذي شارك في إعداده وصياغته ومراجعته جمهرة من العلماء والأكاديميين والمثقفين والسياسيين في المملكة فندوا فيه أهم الشبه التي أثارتها المؤسسات السياسية والإعلامية في الغرب عامة وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص.
ولي مع هاتين المقالتين عدة وقفات أجملها فيما يلي:
1- نسعد بأن يقرأ الكتاب ويكتب عنه ويشهد له مثل معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان، فمثله يسمع لقوله ويؤخذ برأيه، وقد أنصف الكتاب، وعده (مرجعاً) فكرياً هاماً في موضوعه، بل وجه - مشكوراً- الدعوة لكل المثقفين والكتاب السعوديين والعرب لقراءته والإفادة منه، فله الشكر في البدء والمنتهى.
2- الكتاب الآن في طور الترجمة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وقد طرح الكتاب في الأسواق بنسخته العربية لسببين: الأول: أنها اللغة الأصلية التي أعد بها الإصدار لتتم بعده الترجمة من الأصل ثم المطابقة، فكان من الطبيعي أن تنتهي الطبعة العربية قبل الطبعات الأخرى، والسبب الثاني هو الحرص على أن يكون الكتاب في متناول العلماء والدعاة والكتاب والمثقفين السعوديين والعرب للإفادة منه، إذ الحاجة الموضوعية والظرفية الزمانية تستدعي أن يكون الكتاب في متناول هؤلاء جميعاً.
3- حاولنا- قدر الإمكان- أن نستوفي معايير الترجمة التي ذكرها معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان في مقالته الثانية، وذلك بأن يناسب سياق النص المترجم عقلية الآخر الغربي في مفرداته وسياقه العام، وستعرض الترجمات على متحدثين أصليين من كل لغة للتأكد من مناسبة السياق اللغوي في الترجمة لعقلية المتلقي للكتاب.
4- كنا نتمنى أن يكون للتمثيل النسائي حضور أكثر من هذا المشروع الفكري وهو رأي نتفق فيه مع معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان، وذلك أن من أخواتنا وبناتنا من يمتلكن القدرة العلمية والحماسة لنصرة الدين والحق، وتتوافر لديهن أدوات البحث العلمي والحوار الحضاري المكين، ولعلنا نستدرك ذلك في مشروعات فكرية قادمة، فهي تجربة أولى في هذا المجال وهي كما قال معاليه: (خطوة أولى ضمن مشوار طويل!) فما نحتاج إليه اليوم هو أن نقدم منهجنا وثوابتنا بمثل هذه المشروعات التي تخاطب النخب وصناع القرار في المؤسسات السياسية والإعلامية في الغرب، وحسبها أن تبلغ رسالتها، وأن تقدم الحقيقة للباحثين عنها.
5- وأما ما يتعلق بالترجمة الشخصية للمشاركين في الكتاب إشهاراً لفضلهم فإننا سنحرص على أن نستوفي هذه الملحوظة وأن نتبنى المقترح قبل طباعة الكتاب باللغات المعتمدة.
وفي الختام، فإنني أتوجه بالشكر لمعالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان على ما أبداه من ملحوظات تخدم رسالة الكتاب وتتحرى استيفاء ما قد يعتوره من نقص أو قصور، فلمعاليه التحية، ولمبادرته الشكر والامتنان.
د. محمد بن سعود البشر/ المشرف العلمي على الكتاب |