نقدر لتلفزيوننا العزيز جل اهتماماته وحرصه الدؤوب على البرامج التوعوية التي تساهم بشكل مباشر في تثقيف المجتمع وفك طلاسم الأمور الملتبسة خاصة فيما يتعلق بعقيدة الإنسان وعلاقته مع ربه.. ومن ضمن هذه البرامج (فتاوى على الهواء). كلنا يدرك مدى حاجتنا الماسة لمعرفة حكم أمور كثيرة قد تلتبس علينا في ديننا، خاصة أثناء القيام ببعض الشعائر أو في المناسبات الدينية المختلفة مثل الحج والعمرة وغيرهما.. ولكن كثيراً من الناس وخاصة معشر النساء لا يدركن حقيقة أهمية مثل هذه البرامج وضرورة استخدامها في مصبها الطبيعي، وأن توافر مثل هذه البرامج عبر قنواتنا السعودية المباشرة لا يمنح المرأة حقاً في هتك الخصوصية التي تتعلق بحياة المرأة الخاصة مع زوجها وطرح أسئلة لا تليق أبداً، ويجدر أن تطرح في نطاق ضيق لأن مثل هذه الأمور لا يصح أن يثار الجدل فيها على الملأ بحجة أن تعم الفائدة، وبدون شك أن من التبس عليها شيء من هذه الأمور سوف تسارع للبحث عن الفتوى وأبواب المفتين مشرعة وعملية الوصول إليهم ليست غاية في الصعوبة حتى تضطر المرأة لأن تسأل سؤالا في صميم العلاقة الزوجية على الهواء مباشرة.. ناهيك عن مدى الحرج الذي يقع فيه المشاهد والمشاهدة حينما يطرح هذا السؤال والمجلس يغص بالأبناء الذين يبادرون دائماً بالاستفهام عن كثير من الأمور التي لا يفهمونها.
يا أختي الكريمة.. لقد سمعت سؤالك ذات مساء ولمست مدى الخجل الذي انتاب مقدم وضيف البرنامج وتعجبهما من جرأتك على السؤال بهذه الطريقة وبمنتهى الطلاقة.. ناهيك عمن قالوا إنهم من شدة الخجل أغلقوا التلفاز قبل أن يسمعوا الإجابة خشية أن يسمع أحد سؤالك الذي لا أظنه في غاية الصعوبة ولا يحمل العجالة التي دفعتك للمبادرة برفع سماعة الهاتف واستفتاء الشيخ بطريقة خالية من الحياء الذي تتجمل به النساء، وكان جديرا بك أن تتركي لزوجك هذا الدور على الأقل أو تهاتفي الشيخ في مكتبه.. يا أخيتي إذا قل الحياء وقع البلاء، ولسنا بحاجة إلى مثل هذه الأمور التي تكدر صفو علاقتنا السامية.
لذلك اقترح على معدي هذه البرامج الجيدة الاكتفاء باستقبال الفاكسات أو إرجاء الرد على بعض الأسئلة الخاصة وتحويلها إلى وسيلة أخرى.
|