تمكن الصليب الأحمر من زيارة صدام حسين في زنزانته المغلقة بالشروط الأمريكية، واستطاع أن يطلع على أحواله وصحته لا سيما وانه يعامل كأسير حرب وليس كمجرم حرب!!
فهل يتوارى هنا ملامح صفقة سرية وخفية في الموضوع؟!
في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وعندما كانت واشنطن تأمر صدام حسين بالتنازل عن الحكم والخروج من العراق، كان صوت من الزعيق الإعلامي مرتفعاً بحدة إلى الدرجة التي يعجز فيها المتابع على التعرف على وجهة النظر الحقيقية للمارق عن الطوع الأمريكي صدام حسين، ولو اختار صدام حسين الفرار إلى المنفى مثلاً؛ فإنه سيفوت على الولايات المتحدة - وتحديداً من يدعونهم (بالمحافظين الجدد) في الإدارة الأمريكية - فرصة ذهبية للتواجد في المنطقة، برفقة عصاها الطويلة التي تعدها لتأديب الخارجين عن طاعتها.
على كل حال لن تعدم الولايات المتحدة آنذاك إيجاد عذر يبيح لها التواجد في المنطقة، ولكن وضع صدام حسين اليوم يشير إلى ملامح صفقة سرية تمت في الكواليس بين الطرفين، فهو من ناحية أسير حرب تنطبق عليه جميع اتفاقيات جنيف، إضافة إلى أن صورة صدام حسين في الساعات الأولى لاعتقاله حققت الكثير من المكاسب التي كانت الولايات المتحدة تحتاجها آنذاك فهي من ناحية حققت لجيشها نوعاً من المجد كان بأمسّ الحاجة إليه لرفع معنويات جنوده المتهاوية، ومن ناحية أخرى قفزت بأسهم الرئيس بوش في أوقات انتخابية عصيبة، لا سيما بعد اطلاع الشعب الأمريكي على فواتير الحرب الباهظة وارتفاع معدلات البطالة في عام (2004) في الولايات المتحدة.
لذا لن نحتاج إلى كثير من الفطنة وإلى كثير من التدقيق لاكتشاف ظلال الأيدي السرية التي صنعت هذا الاتفاق الخفي بين صدام وأعضاء من الإدارة الأمريكية.
|