* حوار ياسر المعارك:
داء أنفلونزا الطيور مرض استحوذ على مساحة كبيرة من اهتمام الناس في الآونة الأخيرة، لما له من تأثير على حياة الإنسان والطيور واعتماد كثير من البشر على لحوم الطيور (الجزيرة) التقت الدكتور عادل العثمان استشاري الأمراض المعدية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني وطرحت عليه بعض الأسئلة عن ماهية المرض وتاريخه وأعراضه وسبل الوقاية منه وأفضل الطرق للتخلص منه اثر حدوثه.. فكان الحوار التالي:
* بداية هل حدثتنا عن أنفلونزا الطيور؟
أنفلونزا الطيور أو الدجاج هي عدوى فيروسية تصاب بها الطيور من فيروسات الأنفلونزا وهي من نفس الفصيلة التي تصيب بني البشر. ولو أمعنا النظر قليلاً لوجدنا ان فيروسات الأنفلونزا كثيرة ومتعددة وتنقسم الى ثلاثة أقسام A,B,C وكل قسم له عدد آخر من الفيروسات، فهناك فيروس معروف بإصابته للبشر وهناك فيروس معروف بإصابته للحيوانات وبالذات الطيور.
* دكتور عادل متى ظهر مرض أنفلونزا الطيور؟
اعتقد أن أنفلونزا الطيور اشتهرت عام 1997م عندما حدث الوباء في هونج كونج فأصيب 13 شخصاً بأنفلونزا الطيور توفي منهم 6 أشخاص وعندما يتوفى 6 من 13 فهي نسبة كبيرة فقامت هونج كونج وبمساعدة منظمة الصحة العالمية بإجراءات للحد من انتشار هذا الوباء فقاموا بإعدام عدد كبير جداً من الدجاج الذي يحتوي على فيروس أنفلونزا الطيور.
* هل يعني ذلك ان بداية ظهوره كان في عام 1997م فقط؟
لا فالمرض قديم جداً ولكنه لم يشتهر الا في عام 97م بهونج كونج.
* إذاً لماذا سمي بأنفلونزا الدجاج؟
أنفلونزا الدجاج لقب إعلامي أطلق عام 1997م ولكن اسم الفيروس أنفلونزا الطيور لانه يصيب الطيور ككل وليس حصراً على الدجاج.
* دكتور ذكرت أنه مرض قديم ولم يشتهر الا في عام 1997م فلماذا يختفي ثم يظهر فجأة؟
هذا سؤال مهم جداً، فنفس فيروس الأنفلونزا كمجموعة فيروسات مع بعض يجري عليها تغيرات تقريباً سنوياً أو عقدياً بمعنى كل عشر سنوات لكن البروتينات التي على غلاف فيروسات الأنفلونزا تتغير سنوياً وهذا سبب تغير قوة هذا الفيروس. فعلى سبيل المثال عندما يصاب الشخص بأنفلونزا الطيور ويتغلب عليه جهاز المناعة يأتي في العام بشكل آخر بسبب التغير ولكن لا يتغلب عليه جهاز المناعة.
وبناء عليه اصبح هناك طريقة للتطعيم ضد الأنفلونزا فيوجد أناس يعتبرون ذوي خطورة ويجب ان يطعموا سنوياً حتى لا يصابوا بأي فيروس.
* هل يستطيع جهاز المناعة لدى الإنسان ان يتغلب عليه؟
جهاز المناعة قادر على المقاومة ولكن هناك بعض الفيروسات على درجة من القوة تتكاثر بسرعة. كذلك الجهاز المناعي يأخذ وقتاً حتى يتعرف عليه ويكون أجساما مضادة. وقد تحدث بعض المضاعفات بالنسبة لعدوى الأنفلونزا ولا يستطيع الجهاز المناعي ان يتدارك هذا الخطر لان المضاعفات قد تكون عن طريق عدوى بكتيرية. واهم المضاعفات هي العدوى البكتيرية للجهاز التنفسي.
* إذا كيف تكون الإصابة أو انتقال العدوى؟
هناك طرق عديدة للإصابة بأنفلونزا الدجاج منها عن طريق الاستنشاق.. الرذاذ من الشخص المصاب الى الشخص السليم، كذلك هناك طريقة اخرى وهي التماس عن طريق اليدين.
* برأيك ما هي أفضل طريقة للتخلص من الوباء؟
انصح بإعدام الطيور وافضل طريقة حرقها حية فلا يكفي قتلها ولكن الحرق يقتل الجراثيم والبكتيريا.
* الإعلام يصف المرض بالموت القادم.. ما رأيك؟
أتصور ان هذا الوصف ما هو الا تضخيم أعلامي أضف الى ذلك ان هناك فئة من الناس لم تنتبه الى هذه المسألة ولكن الأشخاص المختصون يعرفون المرض ويعرفون كيفية علاجه.
* هل تحدثنا عن أعراض مرض أنفلونزا الطيور التي تظهر على الإنسان؟
فيروس أنفلونزا الطيور هو نفسه الفيروس الذي يسبب الأنفلونزا عند الإنسان والأعراض التي تظهر على الإنسان هي ارتفاع في درجة الحرارة وقد تكون هناك كحة جافة في البداية ثم يلي هذه الكحة بلغم ويكون هناك آلام في الحلق كذلك يشعر الإنسان بالخمول والتعب وآلام في المفاصل والعضلات، اما الأطفال فيصابون بالاستفراغ من الالتهاب في المعدة. بعد ذلك يصابون بالتهاب رئوي فيروسي ما يلبث ان يصبح بكتيريا.
* كم المدة التي يستغرقها الفيروس ليتسبب في قتل الإنسان؟
يستغرق من 710 أيام ان لم يتم علاج المصاب.
* ما علاج هذا المرض؟
بالنسبة لفيروس الأنفلونزا ينقسم الى قسمين: أولا علاج فيروسي مضادات الفيروسات حسب تشخيص الطبيب المعالج.
اما الجزء الثاني فهو علاج المضاعفات التي يجب ان تعالج بشكل جيد ومن ضمنها استخدام المضادات الحيوية.
* يعتمد المواطن السعودي على الدجاج كعنصر رئيسي في الطعام.. فهل هناك خطورة؟
يجب أن يطهى بشكل جيد فإذا طهي الدجاج بهذا الشكل، فليس هناك خطر بإذن الله تعالى ايضاً هناك فئة من الناس لديهم طيور في البيت فإذا لوحظ على هذا الطير أي ملاحظة من خمول أو أي عارض لابد من استدعاء طبيب بيطري ليقف على الأمر في وقت مبكر.
واعتقد بأنه لا حاجة للخوف من المرض، فالمرض معروف ولكن هناك إجراءات وقائية يجب اتباعها. فالمريض يجب ان يتحمل مسئولية مرضه ليشفى بإذن الله وحتى لا يعدي غيره بالمصافحة أو غيرها.
كذلك يجب عدم استخدام الأدوات الشخصية للمريض وانصح بعدم السفر إلى المناطق الموبؤة بالمرض في الوقت الحالي.
|