لقد أولت حكومتنا الرشيدة الآثار اهتماماً خاصاً فأنشأت وكالة الآثار والمتاحف والتي عملت على المحافظة على الآثار وحماية المواقع الأثرية والقيام بأعمال التنقيب والجمع والحفظ والترميم وتشجيع الدراسات والأبحاث والعمل مع المؤسسات العلمية والأفراد المتخصصين وعلماء الآثار محلياً ودولياً، وفتحت المتاحف وأهمها المتحف الوطني، وتوج هذا الاهتمام من قبل الدولة بشأن الآثار بالقرار السامي بضم وكالة الآثار للهيئة العليا للسياحة، والتي بدأت العمل بجد لتطوير هذه المسيرة.
إن المتحف الوطني يعتبر بحق انجازاً متميزاً ومفخرة وطنية، ونعمل من خلال هذا الصرح العظيم على بناء علاقات عمل مع كافة قطاعات الدولة
والمؤسسات العلمية وأهمها وزارة التربية والتعليم لتقديم الخدمة المتحفية بشكل علمي يتماشى مع روح العصر.
وإن كان للمتاحف دور تربوي وثقافي فإنها أيضا مكان للتعلم والمتعة، وما هذا الاهتمام بالمتاحف ودورها الاجتماعي إلا رؤية واضحة تؤكد على أهمية ارتباطنا بتاريخنا وحضارتنا العريقة.
من هنا بدأنا بتفعيل المتحف وإبرازه بسواعد وطنية من شبابنا وشاباتنا، وجاء تأسيس الهيئة الاستشارية برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز ونخبة من سيدات المجتمع المتخصصات في مجال الثقافة والعلوم والفنون ليطور من العمل المتحفي وليلبي حاجات المجتمع الثقافية، وتم بالفعل استضافة الكثير من المعارض العالمية والمحاضرات العلمية والنشاطات، ووزعت المطبوعات المتحفية، وأعطي اهتمام خاص للطفل من خلال البرنامج الثقافي للمتحف الوطني.
إن مشروع المتحف الوطني لثقافة الطفل تطور طبيعي جاء نتيجة للحاجة الملحة لمثل هذه البرامج الموجهة للطفولة وثانياً لأن ثقافة الطفل أصبحت هاجس كل أسرة، ونأمل من خلال فعاليات محاضرة تنظمها يوم الأحد بعنوان (التربية المتحفية) ان تلقي الضوء على أهمية دور المتحف في هذا المجال، عسى ان نوفق في تقديم شيء مما عندنا للأجيال.
دكتور سعد الراشد
وكيل الوزارة للآثار والمتاحف |