* الجزيرة - خاص:
هذه الصور التي تدمع لها العين..
وتكتوي بكثير من الألم والأوجاع مشاعر من يشاهدها تعاطفاً مع أم فقدت ولدها..وأب غاب عنه ابنه ولن يعود.. عن ابن وبنت وزوجة وأخ وأخت يخيم عليهم الأسى لأن نهايته جاءت على هذا النحو..
من منا لم تحزنه هذه المشاهد الدامية لشباب قتلوا أو جرموا بينما كان المؤمل ان يعتمد عليهم في بناء الوطن.. بديلاً للقتل والتدمير وإثارة الفتنة بين المواطنين وان نستثمر طاقاتهم وعلمهم وإمكاناتهم في سبيل الخير والحب والوئام..
ماذا يريد هؤلاء من قتل أنفسهم..
من قتال غيرهم..؟
ومن هذا السلوك غير السوي وغير الحضاري وغير المقبول في فرض الدخيل من الأفكار والتوجيهات على غيرهم فيما ان المحصلة النهائية لولا توفيق الله ثم هذا التلاحم والتعاون بين القيادة والشعب..
بين رجل الأمن والمواطن هو تقويض كل إنجاز تحقق للوطن بفعل هذا التوجه المجنون من هؤلاء..
حيث لا مجال في قلوب وأذهان أولئك القتلة أي مساحة للرفق - أو الآدمية..
هكذا - تركوه يتعفن- ولم يوصلوه لمشفى
لم يتركوه - حتى لأهله.. ثم يهيلوا عليه التراب في (حفرة) بمنطقة غير مأهولة بالناس..
إنهم بسواد قلوبهم ودمامة عقولهم يتّموا الأطفال وأحزنوا الأمهات والآباء وغرروا بصغار السن..
ولكشف الكثير من وحشية الإرهابيين ولا إنسانيتهم ولفضح الكثير من الإدعاءات وتوضيح حقيقة مايجري ..
(الجزيرة) استطاعت الحصول على تقرير الطب الشرعي للمطلوب الميت عامر الشهري وكذلك صور لتحلل الجثة وغياب ملامح الميت الذي تم التعرف عليه بواسطة الحمض النووي لتأكيد هويته واعلانها..
وكان بيان وزارة الداخلية الذي صدر مؤخراً بشأن مصير المدعو عامر الشهري قد أشار إلى التقرير الذي أصدره مركز الطب الشرعي بالرياض بتاريخ 28-12-1424هـ وقد تمكنت (الجزيرة) من الاطلاع على هذا التقرير والذي تضمن النقاط التالية:
1- الجثة لذكر ملفوف بكفن أبيض ملوث بسوائل التحلل الرمي وفي طور التحلل الرمي المتقدم المشاهد على شكل تفلس وتقدد الجلد، وتحلل الأنسجة الرخوة والعضلات مما أدى إلى تعرية أجزاء من عظام الرأس والصدر والأطراف الأربعة.
2- فقد بجدار البطن مع تحلل اجزاء من الحجاب الحاجز ويظهر من خلالهما أحشاء الصدر والبطن آخذة في التحول إلى عجينة رمية داكنة اللون بحيث لايمكن تمييز إلا أجزاء من بعض الأعضاء.
3- يظهر الفحص بالأشعة وجود كسر متفتت بزاوية الضلع التاسع الأيسر، وكسر فقدي متفتت بأسفل عظمة الزند اليمنى، وظل جسمين معدنيين بيسار الصدر.
4- تعزى وفاة المذكور إلى إصابتين ناريتين بمقدم الجذع والساعد الأيمن بما أحدثتاه من كسور بالعظام وتهتك بالأنسجة الرخوة والأحشاء ونزيف دموي وصدمة انتهت بتوقف القلب والتنفس.
5- وفاة المذكور سابقة على تاريخ الكشف الظاهري بأكثر من شهر وأقل من شهرين على وجه التقريب.
6- الجثة في مرحلة التحلل الرمي المتقدم.
وبالاستفسار من أحد المختصين في الطب الشرعي أفاد بأنه من الثابت طبياً التمييز بين المرحلتين فيما يخص تعفن وتحلل الجثث، مرحلة تتحلل فيها كافة الأنسجة اللينة كالجلد والعضلات بحيث تتحول الجثة إلى هيكل عظمي مترابط وتستغرق هذه المرحلة ستة أشهر تقريبا وقد تمتد إلى ثمانية أشهر، ويعود السبب في ذلك إلى تحول البكتيريا ضد الجسم بعد الوفاة بحيث تهاجم الأنسجة وتنتج عنها سوائل ذات روائح كريهة تجتذب الديدان الصغيرة التي تتغذى على السوائل الناتجة والأنسجة الرخوة وتتكاثر من خلال دورات حياتية مدة كل منها أسبوع تقريباً.
ولنا أن نتخيل حجم الأعداد اللازمة لالتهام جثة كاملة مما يستدعي المدة المشار إليها، ويعقب ذلك مرحلة أخرى تتحلل فيها أربطة المفاصل وينخر فيها الدود العظام ليتغذى على النخاع ويتغير فيها لون العظام إلى الأبيض لتصبح الجثة على هيئة هيكل غير مترابط (متناثر)، وتستغرق هذه الفترة ستة أشهر أخرى، وبذلك ينتهي التحلل بمعدله الطبيعي إلى هذه المرحلة بعد مرور عام تقريبا، وبناء على المرحلة الجزئية التي وصلت إليها الجثة يتم توقع فترة الوفاة من قبل الطبيب الشرعي، مع العلم بأن هناك بعض العوامل التي تساهم في تسريع أو تأخير عملية التحلل .
والظروف الصحية للمتوفى وبنيته الجسمية، وفيما يخص الحالة التي أشار إليها التقرير فهي تعد في تحللها ضمن المعدل الطبيعي أو ربما أسرع بقليل نتيجة لرطوبة التربة بسبب الأمطار التي هطلت على المنطقة التي دفن فيها المتوفى في تلك الفترة حيث ان هناك تعرياً واضحاً في عظام الجمجمة والصدر والأطراف وتحول الأحشاء إلى عجينة رمية وبالتالي جاء توقع تاريخ الوفاة وفق ما أشار إليه التقرير باكثر من شهر وأقل من شهرين من تاريخ العثور على الجثة.
|