* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قالت مصادر أمنية إسرائيلية، مساء الخميس الماضي، انه تم التوصل إلى اتفاق بين محامي الأسير الإسرائيلي المحرر من أسر حزب الله اللبناني (إلحنان تننباوم)، وبين النيابة العامة والجهاز الأمني الإسرائيلي.
وحسب المصادر ذاتها: تبادل الطرفان مسوّدات الصفقة، تمهيداً لبلورتها نهائياً والتوقيع عليها في الفترة القريبة.. إذ انه من المتوقع أن يتوصل الادعاء العام في اسرائيل إلى صفقة مع تننباوم، يتم بموجبها اعترافه بالتهم الموجهة له، على أن يحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، تخصم من فترة أسره في لبنان، حيث كان معتقلا لمدة ثلاث سنوات.
ومن المعروف أن صفقات كهذه تحتاج إلى مصادقة المستشار القانوني للحكومة، حتى تصبح الصفقة سارية المفعول.. وبالفعل قام المستشار القانوني، (ميني مزوز)، يوم الأربعاء الماضي، بالمصادقة على إمكانية عقد مثل هذه الصفقة.
وتنص الصفقة على أن يقوم تننباوم بكتابة رسالة خطية، يوضح فيها كيف وصل إلى لبنان ولماذا، وما المعلومات التي أدلى بها لمنظمة حزب الله اللبنانية.
هذا وطالبت أجهزة الأمن الإسرائيلية اشتراط الصفقة بصدق تصريح تننباوم واعترافاته، وفي حالة اكتشاف خلل ما في اعترافه فان للنيابة الاسرائيلية الحق في المطالبة بفرض عقوبة سجن تلائم التهم الموجهة له.
هذا وسيبدأ التحقيق مع (تننباوم) فور توقيع الصفقة، ومن المتوقع أن يستغرق التحقيق معه فترة طويلة، يتم خلالها إخضاعه إلى جهاز (البوليغراف)، لكشف الكذب، في سبيل التأكد من كل المعلومات التي سيدلي بها.
وحسب المصادر الأمنية في اسرائيل: إذا تبين أن الشبهات ضده جنائية فقط، فسيتم إطلاق سراحه، أما إذا تبين أنه وصل إلى دولة عربية بدافع نقل معلومات والتعاون مع حزب الله، فسيتم إلغاء الاتفاق معه (الصفقة)، وسيقدم إلى القضاء..
ومن المفترض أن يروي ( تننباوم) خلال التحقيق معه، الصيغة الحقيقية لطريقة وصوله إلى لبنان، وكشف ما إذا نقل إلى حزب الله معلومات سرية حصل عليها خلال خدمته العسكرية في الجيش الاحتياطي.
وحسب ما رشح من معلومات، قالت جهات إسرائيلية، ذات صلة بالتحقيق مع الأسير الإسرائيلي المحرر: إن فكرة التوصل إلى صفقة مع تننباوم طرحت في ضوء تخوف الجهاز الأمني من قيام الأسير المحرر، بنقل معلومات حساسة إلى منظمة حزب الله اللبنانية الشيعية، وكذا يخشى الجهاز الأمني في اسرائيل عدم التوصل إلى حقيقة المعلومات، التي يشتبه قيام تننباوم بنقلها إلى حزب الله، إذا لم يتعاون مع المحققين.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية: إنه تقرر عقد الصفقة، بعد أن تم فحص عدة إمكانيات، التوصل إلى تسوية تعجل العملية، بسبب المصالح الحيوية (لدولة إسرائيل). وفي هذا السياق، أكد الناطق بلسان وزارة القضاء الاسرائيلية: أن المقصود ليس التوصل إلى صفقة ادعاء، لأنه لم يتم تقديم لائحة اتهام ضد تننباوم، وإنما المقصود هو المصادقة على محاولة التوصل إلى تفاهم يستهدف دفع التحقيق قدماً.
وكانت محكمة الصلح الاسرائيلية، في ببيتاح - تيكفا، مددت يوم الخميس الماضي، فترة اعتقال تننباوم لمدة عشرة أيام أخرى..
وأشار القضاة في قرارهم إلى أنه يمكن إطلاق سراح تننباوم، قبل انتهاء المدة إذا ما تم الانتهاء من التحقيق معه، دون حاجة إلى صدور أمر من المحكمة. يشار إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية، تعتقل تننباوم في ظروف مقيدة في منشأة (نيعوريم) في مدينة نتانيا، وذلك منذ إطلاق سراحه ضمن صفقة الأسرى التي أبرمت مع منظمة حزب الله اللبنانية، في التاسع والعشرين من شهر كانون ثاني - يناير الماضي.
|