* لندن - الوكالات:
قالت الوزيرة البريطانية السابقة كلير شورت ان رئيس الوزراء توني بلير لم يكن يعلم - على الأرجح -ان تسجيلات لاحاديث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان كانت تبلغ إلى الوزراء الرئيسيين في الحكومة البريطانية قبل الحرب على العراق.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة (ذي اندبندنت) أمس السبت قالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية السابقة التي استقالت في ايار - مايو 2003 من الحكومة احتجاجاً على الحرب على العراق، ان هذه التسجيلات كانت تتم -على الأرجح- بدون علم رئيس الوزراء.
وأضافت ان بلير (ليس على علم بالامور تفصيلياً لكنه يستطيع بحكم موقعه أن يضع حداً لها).
ورفضت شورت أيضاً الاتهامات القائلة بأن تصريحاتها التي كشفت فيها أن لندن كانت تتجسس على كوفي انان في مكتبه تشكل تهديداً للأمن القومي البريطاني أو لاجهزة الاستخبارات.
وكان رد فعل بلير غاضباً الخميس الماضي عندما كشفت الوزيرة السابقة أن أجهزة الاستخبارات البريطانية كانت تتجسس على احاديث كوفي انان وتحتفظ بتسجيلات لها, ووصف بلير هذه المزاعم بانها (غير مسؤولة اطلاقاً) وأكد أن أجهزة الاستخبارات البريطانية عملت دوماً ضمن احترام القانون.
وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي عنان لا يريد أن يبحث مع الوزيرة البريطانية السابقة كلير شورت ما قالته بان البريطانيين تجسسوا عليه بواسطة أجهزة تنصت هاتفية قبل الحرب على العراق.
وقال فريد ايكهارد (ليس عندي علم بانه ينوي الاتصال بكلير شورت) موضحاً ان أجهزته لا تنوي أيضاً الاتصال بها.
وأضاف (في حال كان من الضروري ان يكون هناك أي توضيح فنرغب ان نسمعه من الحكومة البريطانية).
وأوضح (اعتقد انه على الأرجح يكون أكثر تأكيداً القول بانه يريد الحصول على معلومات كاملة), وأشار إلى ان عنان لم يجر اتصالات مع المسؤولين البريطانيين باستثناء اتصال من السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة أمير جونس باري الذي اتصل بانان هاتفياً من لندن بعيد تصريح كلير شورت.
من جهة أخرى أعلن المسؤول السابق عن فرق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق هانس بليكس أمس السبت انه يعتقد أن الولايات المتحدة كانت تتنصت على مكالماته في مكتبه في الأمم المتحدة وفي منزله في نيويورك قبل شن الحرب على العراق, وقال بليكس لصحيفة الغارديان اللندنية انه كان يتوقع ان يتعرض للتجسس من قبل العراقيين ووصف التجسس الأمريكي عليه بأنه (مقرف), وروى بليكس الذي كان يتحدث في منزله في ستوكهولم ان أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية عرض أمامه مجموعة من الصور لا يمكن ان تكون وصلت إليه إلا بشكل سري.
وأضاف أن الأمر يبدو (كما لو ان أحداً اقتحم خصوصياتك فيما يفترض انكما في المعسكر نفسه), وتابع (عندما تريد التحدث عن أمر حساس كان عليك ان تفعل ذلك في أحد المطاعم).
لكن بليكس اعترف أنه لا يملك أدلة قاطعة عن تنصت الأمريكيين عليه، مشيراً إلى أن شكوكه الأولى ثارت عندما كان يعاني صعوبات في اتصالاته الهاتفية من منزله في نيويورك.وقال (ان هذه الصعوبات ربما كانت ناجمة عن مشكلة تافهة وربما لان بعضهم نصب شيئا ما.. لا أعرف).
وذكر انه شعر بقلق أكبر عندما زاره جون وولف أحد كبار موظفي الإدارة الأمريكية المسؤول عن مسألة حظر الانتشار النووي قبل الحرب بخمسة عشر يوماً لكي يريه صورة طائرة عراقية من دون طيار وصورة قنبلة انشطارية عراقية, وكانت الصورتان سحبتا من مكاتب التفتيش التابعة للأمم المتحدة.وقال (هذه الصور ما كان يجب أن تكون في حوزته وقد سألته كيف حصل عليها فلم يشأ أن يقول لي فابلغته انني لا أحب هذا الاسلوب), واعتبر بليكس أمراً مستبعداً أن تكون مكالماته عبر الهاتف الجوال هي الأخرى موضع تنصت كما ذكرت إحدى الاذاعات الاسترالية التي قالت ان هذه المكالمات كانت تنقل على الفور إلى الأمريكيين والبريطانيين والاستراليين.
وقال (لم أكن استعمل هاتفي الجوال هناك ) مضيفاً (في كل حال كنا نعرف ان العراقيين زرعوا أجهزة تنصت في الجدران). بالمقابل كان بليكس أكثر اقتناعا بان الأمم المتحدة نفسها كانت موضع تنصت.
|