* دمشق - الجزيرة - عبد الكريم العفنان:
أكد معالي الأستاذ نور الدين بوشكوج الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي ريادية الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية لتوحيد كلمة العرب والمسلمين في المحافل العربية والدولية وقال في حديث ل (الجزيرة) : (رغم قصر فترة انضمام مجلس الشورى السعودي إلى الاتحاد البرلماني العربي إلا أن الدور السعودي ملحوظ ويشكل عاملاً أساسياً في تعميق المواقف العربية والإسلامية الموحدة)..كما أشار معاليه إلى ضرورة الإصلاح في البيت العربي ولذلك اُقترح (تشكيل هيئة برلمانية عربية لمتابعة إصدار الميثاق العربي لحقوق الإنسان).
وعن تمثيل العراق في المؤتمر قال: (العراق دولة محتلة وليس فيها برلمان وبالتالي فقدت عضويتها في الاتحاد).
وفيما يلي نص الحوار :
* ما هي أهم البنود المدرجة على جدول أعمال اتحاد البرلمانيين العرب ؟ وهل ستناقشون مشروع (الشرق الأوسط الكبير) الذي طرحته الولايات المتحدة الأمريكية بالتلاقي مع أوروبا ؟ .
- يمكن تصنيف القضايا التي ستناقشها اجتماعات الدورة 45 لمجلس الاتحاد البرلماني العربي والمؤتمر الحادي عشر للاتحاد إلى ثلاثة أنواع:
قضايا سياسية : تتناول الأوضاع العربية الراهنة ودور البرلمانيين العرب في تعزيز التضامن العربي ومواجهة التحديات... وتحت هذا العنوان ستتم مناقشة:
- الوضع في فلسطين المحتلة والتضامن مع كفاح الشعب الفلسطيني الشقيق وانتفاضته الباسلة وتأكيد مساندتها بكل الإمكانات المتاحة. وكذلك الإسهام في الحملة العربية والدولية ضد جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل.
- التضامن مع الشقيقة سورية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية وحملة الضغط والتهديد الأمريكية التي تجسدت في قانون محاسبة سورية الذي أقره الكونغرس الأمريكي.
- التضامن مع الشعب العراقي الشقيق، والمطالبة بإنهاء الاحتلال الأجنبي لأراضيه واحترام سيادته ووحدته الترابية والديمغرافية وحماية ثرواته والمطالبة أيضاً بإعطاء الأمم المتحدة مسؤولية الإشراف الكامل على إقامة حكومة عراقية وإعادة إعمار العراق.
- تأكيد تضامن الاتحاد البرلماني العربي مع نضال جميع الشعوب العربية في القضايا التي تهمها: في لبنان، والإمارات العربية، والمغرب والسودان، والجماهيرية الليبية.
- الدعوة إلى تعزيز التضامن العربي باعتباره الرافعة الأساسية والسلاح الأمضى لمواجهة جميع التحديات والأخطار التي تهدد البلدان العربية.
- تعزيز دور الشباب في المجتمعات العربية.
- إقرار اتفاقية دولية بين الدول العربية لإنشاء البرلمان العربي.
- السوق العربية المشتركة.
- الدعوة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
- إدانة الإرهاب بكل أشكاله، ولاسيما إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل، ورفض الربط بين الدين الإسلامي والإرهاب.
أما موضوع الشرق الأوسط الكبير فلا بد أن يطرح من خلال المداخلات حول الوضع العربي الراهن.
وقضايا إدارية ومالية: أهمها ما يتعلق بانتقال رئاسة الاتحاد إلى الشعبة البرلمانية اللبنانية الشقيقة بشخص رئيسها دولة الأستاذ نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، وتجديد تعيين الأمين العام للاتحاد، وإقرار الميزانية الجديدة للاتحاد وخطة العمل العام 2004.
قضايا برلمانية: تتناول أنشطة الاتحاد داخل الاتحاد البرلماني الدولي، وعلاقات الحوار التي يقيمها مع مختلف البرلمانات والمنظمات البرلمانية وتشكيل هيئة برلمانية عربية لمتابعة إصدار الميثاق العربي لحقوق الإنسان i وغيرها.
* يمثل اتحاد البرلمانيين العرب أوسع سلطة شعبية تشريعية في المنطقة العربية، ورغم ذلك لا يلاحظ له دور مباشر في التحديات التي تشهدها المنطقة العربيةi كيف تفسر ذلك ؟.
- الاتحاد البرلماني العربي هو منظمة قومية تعمل بصورة أساسية من أجل تعزيز التضامن العربي، وتوحيد التشريعات العربية، وتعزيز الديمقراطية ومؤسساتها في الوطن العربي وتنسيق مواقف البرلمانيين العرب وتوحيدها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وبالتالي فإن الطابع العام لدور الاتحاد هو أنه دور تعبوي لا تظهر آثاره بصورة مباشرة. ولكن للاتحاد وجود واضح في جميع القضايا القومية المصيرية. فهو يعكس نبض الشارع العربي ويعبر عن طموحاته، ويضع البرامج ويقوم بالأنشطة المختلفة لتجسيد هذه الطموحات في أعمال ملموسة وأعتقد أن جميع المنظمات والمؤسسات العربية تأخذ في الحسبان مواقف الاتحاد وأنشطته.
* ترددت أنباء عن عدم تمثيل العراق في المؤتمر البرلماني العربيi ما مدى صحة ذلك ؟ ولمصلحة من ؟ ولماذا ؟ .
- يتكون الاتحاد البرلماني العربي من شعب برلمانية وطنية تمثل البرلمانات والمجالس الوطنية العربية. والعراق، كما هو معروف، دولة محتلة، وليس فيها برلمان، وبالتالي فقد فقدت عضويتها في الاتحاد منذ وقعت تحت الاحتلال وتم فيها حل المجلس الوطني. ولذلك سيكون مقعد العراق خالياً في هذا المؤتمر.
وإننا نعرب عن الأمل في أن يستعيد العراق الشقيق بأقصى سرعة ممكنة عافيته، ويسترد سيادته المفقودة ويزيح عن كاهله نير الاحتلال ويتمكن من انتخاب ممثليه ليعود إلى رحاب الاتحاد البرلماني العربي ويسهم إلى جانب أشقائه العرب في تعزيز وحدة الصف العربي وإعلاء شأن الأمة العربية.
* تتعرض الأمة العربية والإسلامية لهجوم أيديولوجي يقوده المسيحيون الإنجيليون واليهود في الغرب. هل هناك تنسيق بين البرلمانيين في البلدان العربية والإسلامية لمواجهة هذه الموجة المتصاعدة من العداء ؟.
- إن التحليل الذي توصل إليه الاتحاد البرلماني العربي في اجتماعاته الكثيرة الأخيرة تشير فعلاً إلى هجوم خطير تتعرض له أمتنا من جانب القوى المهيمنة في العالم اليوم، ولا سيما من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الصهيونية التي تملأ الإدارة الأمريكية وتؤثر فيها.
ويرى الاتحاد البرلماني العربي أن هذه الهجمة العاتية تستهدف تقويض استقلال بلداننا، ونهب ثرواتنا وتغيير خارطة منطقتنا وحدودنا والقضاء على أية محاولة للم شملنا وتهديد عقيدتنا، بل وحتى هويتنا القومية. وحملة كهذه لا يمكن أن تواجه بقوى منفردة بل تتطلب توحيد الصفوف واستنفار القوى. ويعمل الاتحاد لتحقيق هذا الهدف الحيوي على صعيد البرلمانات العربية والإسلامية. ويمكنني القول إن ثمة مواقف موحدة بين البرلمانيين العرب وبرلمانيي الدول الإسلامية واتحادها في هذا المجال.
* كيف تقيمون في الأمانة العامة للاتحاد البرلمانيين العرب الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية عربياً وإسلامياً في ضوء اللقاءات البرلمانية المشتركة؟
- نحن نعتبر أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية الشقيقة على صعيد جمع كلمة العرب والمسلمين، خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، يشكل عاملاً مهماً وحيوياً لمواجهة الأخطار والتحديات التي تستهدفنا جميعاً.
ولا يسعني هنا إلا أن أنوه بالدور الذي يقوم به أشقاؤنا في مجلس الشورى السعودي الشقيق في إطار توحيد كلمة البرلمانيين العرب على جميع الأصعدة.
وعلى الرغم من قصر المدة التي مضت على انضمامهم إلى الاتحاد فإن دورهم ملحوظ ويشكل عاملاً أساسياً في تعزيز المواقف العربية الموحدة، وفي التنسيق مع برلمانات الدول الإسلامية الشقيقة.
* ما هي أبرز المعوقات التي تواجه العمل البرلماني العربي ؟ .
- العمل البرلماني في معظم البلدان العربية ما يزال حديث العهد، إذا ما قيس بالتجارب العالمية المعاصرة. ويعود ذلك بالطبع إلى أن إشاعة الديمقراطية وممارساتها في البلدان العربية ما تزال أيضاً ، وفي أغلبية البلدان العربية ، في بداياتها. وإذا أضفنا إلى ذلك تباين الأنماط البرلمانية في البلدان العربية فإن ذلك كله يشكل عوائق أمام العمل البرلماني العربي، ولاسيما في إطار توحيد القوانين والتشريعات.
إلا أن دراسة واقعية متأنية لمجريات التطور في الوطن العربي تدفعنا إلى التفاؤل الجدي بأن آفاقاً رحبة مشرقة تنتظر العمل العربي في المستقبل ما دامت جميع القيادات تؤمن بأن تعزيز الديمقراطية ومؤسساتها هي الطريق الصحيح نحو بناء دول مستقرة تعمل لصالح شعوبها وأمتها.
* في نظرة إلى المستقبل i كيف تقرؤون واقع العمل العربي المشترك في ضوء التطورات التي تشهدها الأمة؟.
- في العالم العربي اليوم إرهاصات كبيرة لتغيرات محتملة وضرورية. فما ذكرته قبلاً عن تعرض البلدان العربية وشعوبها إلى حملة عاتية من الضغط والتهديد بلغت حدود الاعتداء والاحتلال أقنع الجميع بأنهم مستهدفون إن لم يكن اليوم فغداً.
وجواباً على سؤال ما العمل ؟ يدرك الجميع قادة، وشعوباً، ومواطنين بأن الطريق الوحيد لمواجهة الخطر هو نبذ الفرقة ولملمة الصفوف وحشد الطاقات والإمكانيات. ويمكنني القول إنه على الرغم من هذا الإدراك فإن مستوى العمل العربي ما يزال دون طموحات الشعوب من جهة ، ودون مستوى الخطر من جهة أخرى.
هناك مؤشرات إيجابية لتحسين عملنا المشترك تتجلى في المساعي المبذولة لإصلاح الجامعة العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك جميعها. وهذه المهمة لا تقبل التهاون أو التباطؤ i فالخطر الداهم لن ينتظر أحداً.
* كلمة أخيرة لمعاليكم:
- كلمتي الأخيرة هي أنني أسأل الله تعالى أن يعيننا على توحيد صفوفنا، وأن يشد من أزر أمتنا ويهدينا إلى سواء السبيل لنصبح قولاً وفعلاً جديرين بقوله عز وجل {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} وليس ذلك على الله بعزيز.
|