من المؤكَّد أن الفجوة التعليمية التي تفصلنا اليوم عن العالم المتقدِّم أصبحت هائلة، بل مخيفة. لكن هذه الفجوة الكبيرة يجب ألا تكون سبباً في بروز أي نظرة تشاؤمية نحو مستقبلنا. علينا أن نؤمن بقدرتنا على التفوق وأن نطمئن إلى أن كل الجهود التي نبذلها تسير في الاتجاه الصحيح. لكن كيف لنا أن نعرف أننا نسير بتعليمنا في الاتجاه الصحيح؟
سوف نكون أكثر اطمئناناً على دقة بوصلتنا التعليمية عندما نجد أنفسنا نختار قياداتنا التعليمية وفقاً لمبدأ الجدارة والأهلية فقط، لكن مسيرتنا التعليمية ستكون حتماً في الاتجاه الخاطئ عندما نكتشف أن الفرص أصبحت تميل لصالح أفراد بعينهم لأسباب لا تمت بصلة لجدارتهم المهنية. سلامة اتجاهنا التعليمي ستؤكِّدها لنا ما تظهره نتائج المنافسات العلمية التي يخوضها طلابنا مع طلاب المجتمعات الأخرى. صحة اتجاهنا التعليمي سيؤكِّدها انضباط السلوك العام للناس وانحسار المشكلات الأخلاقية التي تظهر في الشارع. سنكتشف أننا نسير في الاتجاه التعليمي الخاطئ عندما نجد أن كل قيادة تعليمية جديدة تنسف جهود سابقيها وتصر على البدء من الصفر. سنكون حتماً على الطريق التعليمي الصحيح عندما نحاكم سياساتنا وممارساتنا التعليمية في ضوء ما تحدثه من أثر إيجابي مباشر على تعلُّم الطالب(Student Learning). سنكون أكثر قلقاً على صحة اتجاهنا التعليمي عندما يتضح لنا سيادة القول على الفعل والشكل على المضمون.
( * ) الأستاذ المشارك بكلية المعلمين بالرياض |