Saturday 28th February,200411475العددالسبت 8 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

استشاريو مركز الحبيب الطبي وتزامناً مع المؤتمر العربي الخامس لأمراض الغدد الصم والسكري استشاريو مركز الحبيب الطبي وتزامناً مع المؤتمر العربي الخامس لأمراض الغدد الصم والسكري
السكري (ضريبة) التطور والتكنولوجيا.. و12% من العرب مُصابون به!!
يُطلق عليه (رفيق العمر).. والمتابعة مع الطبيب المختص والتحاليل الدورية تُساهم في التكيُّف معه!!

  * إعداد - إدارة الإعلام والنشر والعلاقات العامة بالمركز:
مرض العصر (السكري) لقد انتشر مرض السكر في هذا العصر بشكل أصبح يهدد حياة فئة كبيرة من البشر ممن هم مؤهلون للإصابة به ، وحسب ما سجلته الإحصائيات العالمية عن هذا المرض فإن نسبته بلغت في العالم العربي فقط حوالي 12% من نسبة السكان، وهي في تزايد مستمر، وقد أوضح رئيس الاتحاد الدولي لمرضى السكر أن النسبة الأكبر من المصابين في المستقبل سيكونون من أبناء الدول النامية، وقد أثبتت دراسات متخصصة في هذا المجال أن مرض السكري يحتل المرتبة الثالثة في أسباب الوفيات في العالم بعد أمراض القلب وأمراض السرطان، ومن خلال هذا الاستطلاع التقينا بالعديد من الأطباء المتخصصين ليوضحوا لنا كيفية التعايش مع هذا المرض باعتباره ( رفيق العمر ) وكيفية التعامل معه وفق توجيهاتهم المبنية من منطلقات علمية ، ولأهمية هذا المرض باعتباره (مرض العصر) وحيث إنه من أخطر الأمراض وأسرعها فتكا فقد التقت (الصفحة الطبية بالجزيرة ) بالأطباء المتخصصين للتعريف والتثقيف بهذا المرض، كفى الله وحمى الجميع من مخاطره، إيمانا من المركز بأهمية تأدية رسالته الطبية على أكمل وجه بإذن الله تعالى:
******
تعريف مرض السكري
*أ. د. عبد الله ما تأثير داء السكري على جسم الانسان، وما مضاعفاته ؟
- السكري مرض يجعل الجسم غير قادر على استخدام السكر الممتص من الطعام في الدم ، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الجسم وتفاعله مع انسجة الجسم المختلفة، الأمر الذي يعرضه لضرر كبير على مدى سنوات عدة اذا لم يسيطر المصاب على نسبته بشكل معقول، والأسباب الحقيقية للاصابة بداء السكري غير معروفة، ومن المؤسف حقا أنه بالرغم من هذا التقدم العلمي الهائل الذي يشهده العالم في هذا القرن إلا أن المعلومات المتوفرة في الوقت الحاضر لا تعطي جوابا مقنعا عن أسباب الاصابة بالسكر، إلا أن نتائج البحوث العلمية التي توفرت حتى الآن أعطت بالتأكيد انطباعا عاما عن تلك الاسباب، ولعلها تصل إلى الحقيقة في أقرب وقت، وحين معرفة الحقيقة قد يسهل العلاج بإذن الله، والسكر منه ما يعتمد على إعطاء الانسولين، ومنه ما قد يكون ناتجا عن عدم استجابة خلايا جسم الإنسان للانسولين، وهناك أنواع أخرى من السكر تصاحب أمراضا أخرى، ويندرج تحت هذا المضمون ما يسمى بسكر الشباب الوراثي ، أما مضاعفات السكر فهي عديدة، ولكن على مريض السكر أن يتعامل مع هذا المرض كجزء من حياته الطبيعية ويعتبره صديقا له حتى يمكنه التعامل معه بانسجام تام.
أنواعه وتأثيراته
* ما أنواعه، وما تأثيراتها على جهاز المناعة في الجسم ؟
- هو نوعان: النوع الاول من داء السكري يحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة الذاتية، حيث تدمر كل الخلايا المنتجة للانسولين في البنكرياس، وبعض انواع الفيروسات قد تساهم في حدوث الخلل في جهاز المناعة الذاتية، ودائما يحدث النوع الاول من مرض السكري في سن الطفولة أو المراهقة والشباب، أي تحت سن 30 سنة، والسبب يكمن في قدرة البنكرياس على افراز هرمون الانسولين او افرازه للانسولين بنسبة قليلة جداً قد تكون غير كافية، في هذه الحالة يفترض اخذ حقن الانسولين لاعادة سكر الدم إلى المستوى الطبيعي، أما النوع الثاني من مرض السكري فهو لمن لا تزال اجسامهم قادرة على افراز الانسولين، ولذلك فان نظام الادوية المستخدمة في العلاج يختلف، كما ان اختيار العلاج سوف يحدده الطبيب المعالج اعتماداً على مدى تحكم المريض بمستوى السكر بالدم.
أعراضه واكتشافه
* ما الأعراض الدالة على الإصابة بمرض السكر ، وكيف يتم اكتشاف هذا المرض ؟
- ارتفاع نسبة السكر بالدم قد يسبب بعض الاعراض ومنها: الشعور بالتعب الشديد والارهاق، زيادة في كمية شرب الماء والاحساس بالعطش، التبول المتكرر، القيام اثناء الليل للتبول مرات عدة، الشعور بالغثيان، إلا انه من المهم جداً القول بان العديد من المرضى لا يشعر بأي من هذه الاعراض أو انه قد شعر بها لفترات طويلة وتعوّد عليها، أما كيف يتم اكتشافه، فقد يفاجأ بعض المرضى اثناء تحليل روتيني بأن نسبة السكر مرتفعة لديهم وانهم مصابون بالمرض بدون معرفتهم، وهؤلاء هم المرضى المصابون بالسكر من النوع الثاني؛ ولذا فإنني انصح كل شخص بلغ سن الخامسة والاربعين بعمل فحص روتيني دوري للكشف عن السكر ويتأكد ذلك في بعض الحالات، ومنها: وجود افراد من العائلة مصابين بالسكر، وجود تاريخ مرضي لسكر الحمل لدى السيدات، ولادة طفل ذي وزن مرتفع (فوق 4 كلغم ) ، زيادة الوزن أو السمنة، الاشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.
الوراثة وإصابة الأطفال
* د.عبد الله، بما أنكم استشاري في طب الأطفال ومتخصص غدد وسكر أطفال، ما تأثير الوراثة في إصابة الأطفال بهذا المرض؟
- السكر لدى الأطفال يأتي نتيجة عدة عوامل منها عامل المناعة ، وعامل الوراثة، فعامل المناعة يعني تكوين أجسام مضادة لخلايا بيتا الموجودة في البنكرياس، وتعمل هذه الأجسام على تحطيم هذه الخلايا، ثم تعطل إفراز الانسولين، مسببة بذلك مرض السكري ، أما عامل الالتهابات فيكون تأثيرها عندما تذهب الجرثومة المسببة للالتهابات، وعادة ما يكون فيروسا عن طريق الدم إلى البنكرياس، وتحطم خلايا بيتا بطريقة مباشرة ، ويستدل في هذا العامل عن وجود بعض الفيروسات في بعض العينات المأخوذة من البنكرياس ، ويلعب عامل الوراثة بعض الدور، حيث ان احتمال إصابة طفل بالسكر عند وجود أخ أو أخت من أبوين مصابين بالسكر لا تزيد على 10%، وتكثر هذه النسبة لتصل إلى 40% عند التوأمين المتماثلين ، ومن السهولة التعرف على الاطفال المصابين ، وهناك نقطة مهمة وهي أننا نلاحظ أن الأطفال المصابين بالسكر قد يتبولون لا إراديا وهم نائمون ، وإذا أهمل علاج ذلك فقد تظهر على الطفل أعراض الجفاف وشعور الطفل بالارهاق الشديد والتعب ، وذلك بسبب التهاب الخلايا التي أصيبت بالمجاعة لعدم دخول الجلوكوز للدهنيات الموجودة بداخلها ، ونسبة لعدم كفايتها بالسكر، فيشعر الطفل بالارهاق والتعب، ويفقد وزنه، وقد يتسبب ذلك في العديد من المضاعفات التي قد تدخل الطفل في غيبوبة إن لم يعالج في حينه.
مضاعفات السكر
* د. عبد الرحمن، ما المضاعفات التي قد تنتج عن ارتفاع مستوى السكر في الدم ؟
- ان ارتفاع مستوى السكر في الدم يؤدي للعديد من المضاعفات وزيادة الاصابة بالالتهابات المختلفة على سبيل المثال: التهابات اللثة والفم والعين والمجاري البولية والعدوى بالفطريات، وكذلك قرحة بالساق والقدم، كما ان ارتفاع مستوى السكر في الدم سوف يؤخر من التئام الجروح ، حيث ان المستوى المقبول للسكر في الدم مهم لعملية الالتئام ، وكلما زادت المدة التي يكون فيها سكر الدم مرتفعا كلما زادت المدة التي يحتاجها الجرح للالتئام، وذلك لان كمية السكر الزائدة في الدم تعطي الجراثيم الطاقة لكي تعيش وتنمو ، إضافة إلى ذلك أن ارتفاع مستوى السكر في الدم سوف يزيد من مضاعفات المرض على المدى الطويل، حيث ان ارتفاع السكر يؤدي إلى تصلب الشرايين وانسدادها وتقليل وصول الدم إلى الاعضاء الهامة كالعين والقلب واطراف الاقدام، كما انه يتلف الاوعية الدموية الصغيرة والاعصاب، ومنع حدوث ذلك مهم جدا، لان اي تلف لاي عضو لا يمكن اصلاحه، وهناك أعراض لارتفاع السكر في الدم مثل: الشعور بالتعب، تكرار التبول مع العطش، زوغان البصر، الشعور بنمنمة أو وخز في أصابع القدمين واليدين، بطء التئام الجروح، تقلصات في العضلات، وأودّ أن أركز على نقطة مهمة وهي: قد تتطلب عناية المريض بنفسه بعض الجهد الإضافي، ولكنها في النهاية ضرورية حتمية لمنع حدوث أي مضاعفات قد يسببها إهمال السكر لا سمح الله، كما أن الاستقرار بالمتابعة مع طبيب متخصص تساهم في التحكم في مرض السكري.
انخفاض السكر
* متى تكون نسبة السكر في الدم منخفضة، وما علامات هبوطه ، وما ارشادتكم للمريض ؟
- يعد السكر منخفضا عندما تكون نسبته في الدم أقل من 50 ملغم - ديسيليتر مع ظهور بعض الأعراض أو غيابها ، أما علامات هبوطه فهناك علامات اولية مثل: الرجفة ، تصبب العرق من الجسم ، تسارع نبضات القلب، قلة التركيز، الجوع الشديد ، العصبية وتصرفات غريبة غير مألوفة ، يجب أخذ هذه العلامات بجدية كبيرة وعدم اهمالها؛ لان استمرار انخفاض نسبة السكر في الدم من الممكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض أكثر خطورة مثل: تشنجات عصبية، فقدان الوعي، فاذا كان هناك ادنى شك من أن ظهور أحد تلك الأعراض هو ناتج عن نقص السكر في الدم فعليك التأكد بفحص نسبة السكر في دمك أثناء ظهور الأعراض، ولا تتردد في أخذ القليل من السكر المذاب بالماء أو أي طعام أو عصير محلى، أما الارشادات التي يجب على المريض اتباعها فهي: اذا كنت تعاني من أعراض السكر الحادة في الدم يجب مراجعة الطبيب بالحال، كما ان إجراء الفحوصات الطبية مهمة للكشف عن مستوى السكر في الجسم وحتى يكون المريض على بينة تامة من أمره.
السكر والتعايش الطبيعي
* د .باتريس، كيف يمكننا مقاومة مرض داء السكر، وكيف يمكننا التعايش معه بسلام ؟
- ان مرض السكر يفترض أن ننظر إليه ونتعامل معه كجزء من الحياة الطبيعية، والتعامل معه بطريقة علمية، لأن المصابين الذين يلتزمون بتعليمات أطبائهم بإمكانهم التقليل من المشاكل هذا المرض والتعايش معه بسلام ، ويجب على مرضى السكر أن يتحكموا في أنفسهم وان يلتزموا بطريقة مثلى حتي يتجنبوا مضاعفاته ، وليعلم المرضى أن الطبيب لا يقتصر دوره في وصف العلاج فقط ، وانما دوره أن يختار له الاختيار الصحيح بقدر المستطاع، وان يصف له الوصفات الطبية بتركيز، بغض النظر عن اختلاف الأعمار أو تحديد النوع، سواء كان ذكرا أو أنثى ، وهناك مسألة مهمة وهي وجوب التزام وتحكم المريض بتعليمات الطبيب ، ومن خلال متابعتي لحالات عدة ثبت لي أن أشخاصا يعانون من هذا المرض سنين عديدة وليس لديهم أي تأثير من هذا المرض ، ونجد هناك أشخاصا آخرين أصابهم المرض منذ فترة قريبة ولكنهم يعانون منه، وذلك يرجع إلى أن هناك أشخاصا يفتقدون الحماس للعلاج، وأهم شيء هو تصحيح المعلومات للمرضى وارشادهم للعلاج بالطريقة المثلى، وهذه في حد ذاتها تعد من مسؤولية الاستشاري، فعليه توسيع آفاق المريض عن مرضه، وعن كيفية الحد منه، ومن ناحية تناول العلاج والطعام المناسب والمفيد له ، وهذا تنوير للمريض لكي يتعرف على المرض، وخطورته إذا أهمل، وأهمية المحافظة على تعليمات الطبيب التي توفر على المريض مشواره مع المرض وتجعله في بر الأمان.
أهمية إجراء التحاليل
* د. منذر، ما التحاليل التي يجب إجراؤها لاكتشاف داء السكري ؟
- الأشخاص الذين يجب فحصهم دورياً لتقصي (تشخيص) مرض السكري وإن كانوا لا يشتكون من أعراض هم: الأشخاص فوق سن 45 سنة، وإذا كان التحليل طبيعياً يُعاد كل 3 سنوات، الأشخاص الأصغر سناً (المصابون بالسمنة)، الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بمرض السكري، النساء اللواتي يلدن أطفالاً بوزن أكثر من 4 كيلوغرامات، الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم، أما التحاليل فهناك تحاليل يجب عملها عند التشخيص (أول زيارة للطبيب)، وتكون بعد الفحص السريري الذي يشمل البحث عن اية مضاعفات للسكري موجودة عند التشخيص, وقياس ضغط الدم والنبض والوزن والطول وفحص الغدة الدرقية أسفل الرقبة وفحص القدمين ومستوى النمو عند الأطفال, يُنصح بإجراء فحص مستوى السكر في الدم صائماً، فحص الهيموجلوبين السكري وهو هيموجلوبين متحد مع السكر وموجود في كريات الدم الحمراء؛ ولأن حياة الكرية الحمراء يصل إلى 120يوما, إذن قياس الهيموجلوبين السكري يعطينا فكرة عن مدى فاعلية العلاج والسيطرة على السكر في الدم في الثلاثة شهور الماضية، فحص الكوليسترول Cholesterol في الدم، فحص وظائف الكلى مستوى الكرياتينين Creatinine ، فحص تحليل البول مع الزراعة عند وجود دلائل على وجود التهاب، تحليل بول للبحث عن الألبيومين المجهري Urine Microalbumin, وهو بروتين صغير الحجم لا يظهر في تحليل البول العادي, ووجوده يدل على وجود اعتلال الكلى السكري (بدايته)، رسم (تخطيط) للقلب ECG وخاصة لكبار السن أو وجود أعراض مرض للقلب، قياس مستوى الهرمون المُحفز للغدة الدرقية Thyroid Stimulating Hormone (TSH) للسكري النوع الأول ، فحص قاع العين Fundoscopy ، وفي كل زيارة للطبيب , يُقاس مستوى السكر في الدم والوزن وضغط الدم وتقصى أية أعراض يشتكي منها المريض وتضبط جرع الدواء حسب الحالة ومناقشة أية تساؤلات عند المريض والتغذية والرد على أسئلة المعتنين بالمريض إذا كان كبير السن أو صغيراً.
تحاليل نصف دورية
* هل هناك تحاليل دورية يجب إجراؤها للوقاية من هذا المرض أو تجنب مضاعفاته؟
- نعم، فهناك تحاليل يجب أن يخضع لها المصاب بداء السكري، ويجب عملها دوريا كل 6 شهور أو أكثر أو أقل حسب الحالة ، وهذه التحاليل مثل: الهيموجلوبين السكري HBA 1C Glycosylated Haemoglobin ،الدهون Triglycerides , والكوليسترول Cholesterol في الدم، وظائف الكلى , مستوى الكرياتينين Creatinine ، زراعة للبول ، تحليل بول للبحث عن الألبيومين المجهري Urine Microalbumin ، رسم (تخطيط ) للقلب ECG وخاصة لكبار السن أو وجود أعراض مرض للقلب ، وظائف الغدة الدرقية Thyroid Function TEST (TFT)،فحص قاع العين Fundoscopy ، فحص القدمين Foot Examination ومنها فحص الدورة الدموية والأعصاب الطرفية.
السكر والحمل
* د. زينب، ما الواجب على الحامل أن تعمله لتدارك الإصابة بهذا الداء ؟
- ينبغي على الأم الحامل المبادرة بالكشف المبكر عن السكر أثناء فترة الحمل، ومن المهم إجراء التحاليل المخبرية أثناء زيارة الطبيب، خاصة إذا كان السكر موروثا في عائلتها، أو تعرضت إلى حالة إجهاض أو ولادة لطفل كبير الحجم (4كيلو جرام فأكثر) أو توفي لها جنين داخل رحمها، خاصة لأن ارتفاع نسبة السكر أثناء الحمل تعرض الحامل للكثير من المتاعب أثناء فترتي الحمل والولادة التي يحتمل فيها الإجهاض أو الولادة المبكرة، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة التشوهات في القلب والعمود الفقري (للجنين)، كما يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل أيضا إلى زيادة حجم الجنين ونسبة السائل الأمنيوني اللذين يؤديان إلى صعوبة الولادة واحتمال حدوث نزف أثناء المخاض، أو وفاة الطفل داخل الرحم، كما تكون عرضة للالتهابات المهبلية والتهاب المسالك البولية المتكررة أو ارتفاع في ضغط الدم.
وفاة الجنين
* يقال: ان كبر حجم المولود يأتي نتيجة إصابة الأم بمرض السكري، فهل هذا صحيح ؟
- هذا صحيح، فإذا كان المولود حجمه كبيرا بعد الولادة فإن هذا قد يكون نتيجة انخفاض السكر أو الكالسيوم لدى الطفل، بالإضافة لاحتمال حدوث اختناق أو كسور في العظام للطفل أثناء الولادة ، كما انه يكون عرضة إلى الإصابة بالتشنجات ، وأثناء الزيارات لمتابعة الحمل في حالة وجود سكر في تحليل البول المبدئي يتطلب عمل فحص لنسبة السكر في الدم، وذلك بإعطاء الحامل محلولا من الجلكوز(50ملجم)، ثم يؤخذ منها عينة من الدم بعد مرور ساعة من شراب المحلول، وفي حالة وجود ارتفاع في نسبة السكر بعد شرب المحلول يجب على الحامل اتباع حمية غذائية مع متابعة نسبة السكر بعمل فحص مستمر في كل أسبوعين، ويمكن أن يكون في البيت عن طريق جهاز فحص سكر الدم، بالإضافة إلى المداومة على الفحص بعد ساعتين من كل وجبة غذائية. وفي حالة وجود ارتفاع في نسبة السكر في الدم بالرغم من اتباع الحمية الغذائية يجب في هذه الحالة أخذ إبر الأنسولين للتحكم في نسب الكسر في الدم، مع العلم انه ليس هناك أي أضرار من هذه الإبر بالنسبة للأم والجنين معا ، بالإضافة لذلك يجب على الام متابعة نمو الجنين بصفة مستمرة، وذلك عن طريق الأشعة الصوتية لمعرفة وزن الجنين وكمية السائل الامنيوني، والتأكد من خلو الجنين من أية عيوب خلقية ، أما بالنسبة للمرأة التي تعاني من داء السكر من قبل الحمل التي تداوم على أخذ الحبوب الخافضة لنسبة السكر في الدم لا بد لها من التوقف عن أخذ هذه الحبوب في بداية الحمل والاستعاضة عنها بإبر الأنسولين لتعود للحبوب مرة أخرى بعد الولادة على أن تتابع نسبة السكر في الدم بصورة مكثفة أثناء فترة الحمل.
الإهمال ومخاطره
* د.عبد الكريم، ما أسباب تعرض مرضى السكري لبتر أعضائهم ؟
- من أهم أسباب تعرض مرضى السكري لبتر أعضائهم بسبب تعرضها لجروح أو إصابات تطورت والتهبت بسبب أن مريض السكري وخاصة الذين لا يعتنون بعلاج السكر يفقدون الإحساس الطبيعي في القدم لأن هذا الجزء من الجسم كثيرا ما يتعرض لإصابات، فالمصابون بالسكر فقد يتعرضون لإصابات دون أن يتنبهوا لهذه الإصابة لعدم إحساسهم بها، لأنهم لا يعتنون بعلاجها، ولهذا يصابون بقصور في الدورة الدموية الطرفية في القدم، وبذلك يصبح الجرح البسيط غير قابل للشفاء، وهذا هو أساس مشكلة تطور الإصابات في القدم، ثم حدوث مضاعفات والتهابات انتانية غرغرينا قد تتطور ويصبح البتر حتميا وذلك لموت الجزء الطرفي تماما.
إشارات تنذر بالبتر
* هل هناك إشارات لتلف القدم وحتمية تعرضه للبتر؟ ومَن هم الأكثر عرضة للبتر؟ وهل هناك سنّ معين ؟
- أكثر من يكونون معرضين لذلك هم كبار السن أو الذين أهملوا علاج السكر، ويكونون بكل أسف ممن يبلغون حوالي الأربعين من العمر فما فوق، والمرحلة الأولى من المرض غالبا ما تكون عندما يحس المريض بالتنميل في القدم، أو عندما تصبح الأظافر في أصابع القدم سميكة، أو ظهور تقرحات سطحية، وهذه تعتبر إشارات الإنذار لمرض السكري، كما أن هناك العديد من الآثار النفسية المترتبة جراء عملية البتر، حيث ان البتر عملية جراحية يكرهها ليس المريض ومن يهمهم أمره فحسب بل وحتى الطبيب أيضا، ولكن في هذه الحالة يجب على الطبيب عمل هذه العملية لتخليص المريض من هذا الجزء التالف، خصوصا إذا كانت الغرغرينا من نوع (الغرغرينا الغازية ) فبهذه الحالة يجب على الطبيب الإسراع بالجراحة وذلك منعا لانتشار المرض إلى باقي الجسم.
آثار نفسية
* هل هناك آثار نفسية قد يتعرض لها المريض بعد البتر؟ وما الأساليب التي تخفف منها؟
- غالبا ما ينشأ عن عملية البتر آثار نفسية قاسية على المريض تتفاوت حسب تركيبته النفسية، وتزيد هذه الآثار كلما زاد الجزء المبتور من جسمه، ويمكن لذوي المريض الذي تعرض لعملية البتر أن يساعدوه ويقفوا إلى جانبه في هذه الظروف ويخففوا من مصابه، ويذكروه بالله وما أعد للصابرين، وعليهم بالمبادرة بتفصيل طرف صناعي بديل عما فقده ليقوم ببعض مهام الجزء المبتور، ويساعدوه بالتأقلم مع هذا المرافق الجديد، وإذا كان الجزء المصاب بالقدم فيمكنهم بعد تعويضه بالطرف الصناعي تعويده على كيفية المشي والجلوس والحركة، كما أن للطبيب المعالج أكبر الأثر بالتخفيف على مريضه، ويحبذ أن يذكر له بعض العمليات التي أجراها وهي أكبر من هذه حتى يقتنع المريض بما كتب الله له ويحمده على باقي نعمه المتعددة، وبذلك يكون الطبيب خفف عن مريضه جزءا كبيرا مما قد يتعرض له من آثار نفسية، ومما لا شك فيه فإن أغلب من يفقدون جزءاً من القدم أو الساق هم من كبار السن ، وعلى الإعلام أن يستنفر كافة جهوده للتحذير من هذا المرض الفتاك، حيث ان أعداد المصابين به في المملكة العربية السعودية بازدياد كبير، وهذا يستدعي تكاتف الجهود الطبية والإعلامية والتثقيفية للتعريف بهذا المرض واتخاذ السبل الكفيلة بإذن الله بالحد منه، حيث ان إهمال علاجه قد يؤدي، لا سمح الله، إلى مضاعفات الغرغرينا بالقدم عند غالبية المرضى ممن هم في سن مبكرة، التي لا ينفع معها في هذه الحالة إلا البتر.
عيون مهددة بالعمى
* د. منصور، ما مخاطر مرض السكر على العيون ؟
- يعتبر السكر من أهم أسباب فقدان النظر لما له من تأثير مباشر على مختلف أجزاء العين، ابتداء من الجفون وانتهاء بالشبكية، ومن الأجزاء المهمة التي تتأثر بالسكري في العين هي (عدسة العين البلورية) وهذه العدسة الشفافة تتأثر تأثرا مؤقتا في حالات ارتفاع وانخفاض مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى تغير في حدة الإبصار لدى المريض لساعات أو لأيام، ثم يعود النظر إلى طبيعته بعد انتظام مستوى السكر، لذلك لا ينصح بإجراء فحص للنظر لتغيير النظارات أو إعطاء نظارة جديدة لمريض السكري إلا بعد التأكد من أن معدل السكر لدى المريض ضمن الحدود الطبيعية ، كما أن على المريض المصاب بهذا الداء مراجعة الطبيب كي لا يتعرض لفقدان البصر إذا خرج السكر عن معدله الطبيعي أيضا، أما التأثير الدائم على عدسة العين فيكون نتيجة تكون عتامة في هذه العدسة أو ما يعرف بالماء الأبيض، وهو نوعان، النوع الأول من هذه المياه هو ما يصيب مريض السكري من صغار السن، وهو نوع خاص بهؤلاء المرضى ، ويعرف بشكله المميز من قبل الأطباء، أما النوع الثاني من هذه المياه فهو الماء الأبيض الذي يصيب عادة كبار السن ، وهو أشهر أنواع المياه البيضاء، وفي حالة مريض السكري فإنه يحدث مبكرا بعشر إلى خمس عشرة سنة عن غيره من الناس، وفي كلا النوعين من هذه المياه تؤدي إلى تدني مستوى الرؤية لدى المريض بصورة دائمة، علما أن أي تلف بالعين نتيجة الاصابة بالسكري يصعب استرجاعه، لذا فانه من المهم اجراء فحص للعين في كل عام على الأقل لمنع أي تلف للعين قبل حدوثه، حيث لا يمكن معرفة مشاكل العين الا بالفحص، والآثار نتيجة السكري على العين قد تكون على هيئة زغللة بالنظر أو وجود نقط عند النظر، وتسمى عادة مرض الشبكية، وهو على عدة مراحل قد تتطور اذا لم تعالج وتؤدي إلى العمى، لا سمح الله ، ومرضى السكري هم الأكثر عرضة للإصابة بالماء الأزرق الذي قد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم إذا لم يكتشف ويعالج مبكرا ، وعن تأثير السكر في الأوعية الدموية ، فإنه قد يؤثر السكر أحيانا على الأوعية الدموية في شبكية العين التي تؤدي بدورها على عمل رشح ونزيف في الشبكية ، وعادة العلاج الفوري بالليزر لهذه الأعراض قد يمنع من الانحدار في الرؤية بإذن الله.
*******
مؤتمر خاص بالسكري
تنطلق اليوم السبت فعاليات المؤتمر العربي الخامس لأمراض الغدد الصم والسكري الذي ينظمه مركز السكر بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بمركز الملك فهد الثقافي ، ويشارك في هذا المؤتمر عدد كبير من المهتمين والمتخصصين من داخل المملكة وخارجها، وكذلك من مختلف المراكز الطبية المتخصصة بأبحاث واوراق عمل عن داء السكري وأمراض الغدد الصماء، ويتخلله العديد من النشاطات التثقيفية، ويقدّر عدد المشاركين من خارج المملكة بأكثر من أربعمائة مشارك بموضوعات علمية تطرح للنقاش ، وستضفي هذه المشاركات الكثير من تبادل الخبرات بين المشاركين سعيا للوصول بإذن الله إلى حل العديد من المشكلات التي تواجه المصابين بداء السكري وأمراض الغدد الصماء والوصول إلى أفضل النتائج .


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved