ما إن يسدل الستار إعلاناً بنهاية عمل ما، او حتى قبل أن يسدل الستار احيانا مهما كان نوع ذلك العمل سواء كان عملا مسرحيا أو ثقافيا او اجتماعيا او رياضيا أو أي عمل كان، بذلت فيه جهود ويعالج مشاكل المجتمع الا وتنبري اقلام سخرت للنيل من حق تلك الأعمال، هدفها ظاهرا هو النقد البناء الهادف إلى الاصلاح اما الباطن فلا اظنه سوى معول هدم تدعمه غيرة الناقد من كاتب العمل، حيث يقوم اولئك الذين امسكوا بتلك الأقلام لتسطير ما يجيش في خواطرهم وما تمليه أفكارهم، وكأن العمل عرض امامهم لينقدوه فقط.
ان تسطيري لهذه الأحرف ليس محاربة للنقد الهادف البناء ولكني أرى ان ما تزخر به صحفنا اليومية وكذا اماكن تجمعاتنا لا يمت الى النقد الهادف بصلة، بل انه نقد يسطر فقد لثني الجنود العاملين في ميادين الأعمال الفنية عن اعمالهم التي يؤدونها، فما ان ينتهي عرض عمل بذلت فيه جهود مضنية حتى يستلم عاملوه مكافآتهم من اولئك النقاد على عكس ما يستحقونه تماما.
انني أتصور كما قد يتصور غيري ان مهمة اولئك النقاد المخضرمين لا تقتصر على التفنن في عرض الانتقادات فقط. بل يجب عليهم دخول الميدان لا للاشراف من خارجه.
فيما معشر نقادنا هاهي اقلامكم تنزف والميدان مشرعة ابوابه امامكم وما عليكم سوى التكرم بتقديم عمل خال من تلك الفجوات التي تزعمون وجودها حتى نستمتع بأعمال فنية راقية مزجت بذوق رفيع. ولكنني على يقين تام بأننا لن نرى شيئا.
واخشى أن تؤدي هذه الانتقادات إلى احجام كتابنا عن مواصلة الابداع هروبا من تلك الاقلام التي براها اصحابها حتى أصبحت في حدة السهم المسنون.
ولله در القائل:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم |
واخيرا وقاني الله وإياكم رؤوس تلك الأقلام المسنونة وألهم اهلها الصواب.
عبدالرحمن بن عليان الوهيبي
القصيم - قصيباء
|