Saturday 28th February,200411475العددالسبت 8 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

واقعنا بين العادات والدِّين واقعنا بين العادات والدِّين
خالد الحاجي

بنظرة متفحصة على حياتنا وعادتنا الاجتماعية ومنذ عشرات السنوات التي خلت نجد أننا أسرى لهذه العادات الاجتماعية المتوارثة، وهي بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين بل مخالفة له تماماً، والاستمرار فيها أفرز مشاكل لا حصر لها في المجتمع.. فخذ موضوع الزواج مثلاً والذي يعد من أهم الأمور التي تخلف الكوارث والمصائب الاجتماعية نتيجة لعدم الامتثال لتعاليم الدين، فمنذ أن يبدأ التفكير بالزواج بالنسبة للذكر والأنثى.. فأول مخالفة صريحة للدين هي: عدم مشاهدة الخاطبين لبعضهما، وهذا الأمر هو السبب الرئيس في مخرجات الزواج السلبية إن صح التعبير، وإنني لأستغرب أشد الاستغراب لهذه المغالطة في الفهم للدين ولطغيان العادات على تعاليمه والتمسك بها ظلماً وعدواناً، ظلماً لأنفسنا وعدواناً على ديننا، فإذا كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - معلم البشرية ونبينا وهادينا يقول في حديث صحيح وهو الصادق المصدوق: هلا نظرت إليها ونظرت إليك أحرى أن يؤدم بينكما.. ومن هذا الحديث يجوز رؤية الوجه الذي هو مجمع المحاسن وكذلك اليدين اللتين تعطيان رؤية عن مظهر الجسم هذا بالطبع بوجود محرم وإذا كانت نية الخاطب هي الزواج إذاً لا بد له من الرؤية ومن الحديث معها والحديث معه، فإن ذلك يعطي مؤشراً لكليهما عن حالتهما من الناحية الثقافية والخلقية ومدخلاً للتحليل وتكوين رؤية سليمة عن بعضهما.. وللأسف إن هذا الأمر شبه معطل الآن وهذا سببه الشك والريبة وعدم التربية الصحيحة لأفراد المجتمع وانعدام الثقة فيه، وإذا كان قد صدر قرار من مجلس الوزراء بضرورة إجراء الفحص الطبي لمن يقدم على الزواج ذكوراً وإناثاً للحد من الأمراض التي تزداد يوماً بعد يوم بسبب وجود بعض الأمراض الوراثية أو اختلاف في فصيلة الدم التي تسبب تشوهات في المواليد وما إلى هنالك من الأمراض.. فإذا كان هذا الأمر يعد ظاهرة صحية وحضارية أليست رؤية الخاطبين لبعضهما ظاهرة صحية وحضارية واجتماعية تساعد على اجتياز الاختبار المبدئي لكليهما، والوصول إلى نتائج موفقة ومباركة للزواج؟.. فإلى متى سنظل نحصد النتائج الخاطئة المدمرة لمجتمعنا نتيجة مخالفتنا لتعاليم ديننا وتمسكنا بعادتنا المتعلقة بالزواج المخالفة للدين؟.. وأدعو العلماء الأفاضل أولاً للإدلاء بدلوهم وحث المجتمع على إحياء هذا الأمر وبث التوعية عن طريق وسائل الإعلام كافة التي يقع على كاهلها وبخاصة في هذا الوقت العبء الأكبر في إيصال الرؤية الصحيحة السليمة لأفراد المجتمع.. والله الموفق.

الرياض 11531 - ص.ب 41980


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved