كعادة سموه الكريم الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية يضع الأمور في مسارها الصحيح ويصيب بفكره الهادئ كبد الحقيقة، حيث اهتمام سموه لا ينضب تجاه مختلف القضايا الوطنية والمشكلات الاجتماعية ومنها مشكلة المخدرات ومكافحتها في أرض الحرمين الشريفين.
الأمير متعب وعلى الرغم من كثرة مسؤولياته وجسامتها إلا أن ذلك لم يمنعه من النظر لقضايا هذا الوطن بمنظور عقلي ومنطقي وكمسؤول في قطاع مهم من قطاعات الدولة هو الشؤون العسكرية لأحد قطاعات قواتنا المسلحة في الحرس الوطني.
فقد وجَّه سموه الكريم مع مطلع هذا العام الهجري الجديد باعتماد التحليل المخبري لمعرفة متعاطي المخدرات أحد مسوغات القبول النهائي لراغبي الالتحاق بالخدمة العسكرية سواء المتقدمين لكلية الملك خالد العسكرية ومعاهد التدريب التابعة للحرس الوطني فضلاً عن تطبيق لمعرفة متعاطي المخدرات على جميع مستوى الحرس الوطني من مدنيين وعسكريين فكان ذلك عين الحكمة والصواب. فهذا التوجيه قد استحدث وسيلة مهمة في مجال مكافحة المخدرات من شأن الأخذ بها المساعدة في الارتقاء بالعمل الوقائي في مجال المكافحة، فضلاً عن جعل بيئة الحرس الوطني بيئة نظيفة تعمل بها عقول واعية تستطيع أن تخدم هذا القطاع الحيوي الذي تناط به مع بقية قطاعات الدولة المسلحة حماية الأمن الوطني للبلاد في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.وغني عن القول إن توجيه سموه بهذا ا لعمل يتم عن إدراك سموه ووعيه بأهمية التصدي لهذه المشكلة التي تستهدف شباب الأمة وذخيرتها المستقبلية، كما يبرهن على تمسكه الشديد بتعاليم الدين الحنيف التي تحمِّل المسؤول أمانة الأخذ بيد المنسوبين لما فيه خيرهم في دينهم ودنياهم، وفي الوقت نفسه يفرض هذا التوجيه مسؤولية كبرى على مدينة الملك عبد العزيز الطبية في تطبيقه شكلاً ومضمونًا حتى يؤتي ثماره المرجوة.
لا شك أن برامج مكافحة المخدرات التي تعتمد على برامج إلقاء المحاضرات، وإقامة المعارض والندوات والمشاركة في المناسبات التوعوية وتوزيع الكتيبات والنشرات التوعوية والأشرطة السمعية وعرض الأفلام المرئية للتعريف بمخاطرها تسهم في زيادة الوعي، إلا أن العبرة في التأثير على الاتجاه المعرفي لدى المتعاطي وغير المتعاطي وهو ما ننشده من مكافحة المخدرات، ولا يتحقق إلا بمثل هذا الأسلوب الابتكاري الذي يثري العمل الوقائي بدرجة فائقة، ونأمل أن يبتكر المسؤولون في القطاعات العسكرية والمدنية وسائل مماثلة في هذا السبيل.ولا شك أن إيجاد فحص قبل القبول يتبعه إجراء فحص دوري بعد القبول وأثناء العمل، وتطبيق ذلك بالجدية التي تكشف العناصر الخبيثة من بيننا، وفي الوقت نفسه تأخذ بيد الضعفاء الذين وقعوا ضحية للمهربين والمروِّجين وتتوافر لديهم النية الصادقة في الخروج من هذه المحنة والآفة المدمرة مطلب وطني.تحية واجبة لكل صاحب فكرة يثري مسيرة الأمة، ويدفع بها نحو مجالات التقدم والازدهار.تحية واجبة لكل صاحب رؤية تصحح مسار الشباب، وتأخذ بأيديهم لدفع العمل الوطني قدماً.تحية للأمير الإنسان الذي قدَّم هذا الأسلوب المبتكر واعتماده وتطبيقه ليضيق الدائرة على انتشار هذا الداء الوبيل ومن ثم محاصرته والقضاء عليه، خدمةً للدين وإخلاصاً للمليك ووفاءً للوطن.
| 
