عممت مؤخراً وزارة التربية والتعليم تنظيم السلوك والمواظبة لطالبات مراحل التعليم العام مبيناً فيه الدرجات والحسومات لكل مخالفة. أعتقد أن هذا التنظيم هو من بقايا الرئاسة العامة لتعليم البنات الذي يدور كل سنة جرياً على العادة ولم تدركها بعد يد التحضر التي يقودها الدكتور الرشيد وزملاؤه في الوزارة. فذاك الجهاز (رئاسة البنات) إذا تم الاحتفاظ بكل تعميماته وتوجيهات يمكن أن تصبح في مستقبل الأيام أفضل مصدر لكتابة أعظم المسرحيات والتمثيليات الكوميدية، هذا إذا صدقت الأجيال القادمة أن مثل هذه التعميمات يمكن أن تصدر من جهة رسمية. لكن شفيعنا أن العالم مليء بالعجائب والطرائف في فترة من الفترات حرم زعيم مصري الملوخية. لولا طوله كنت بعثت به كرسالة على الجوال لكل أصدقائي من باب التندر. يمكن أن أسمي هذا التنظيم (الحاوي للسلوك الإجرامي). يتضمن التنظيم الجديد أكثر من خمسين خطأ يمكن أن ترتكبه الطالبة أو المجرمة إذا أردنا الدقة في التعبير.. تبدأ من النوم داخل الفصل وتصل إلى ترويج المخدرات والقيادة إلى الرذيلة والسحر. لو استبعدنا الصفحة الأولى التي تشير إلى أنها صادرة من وزارة التربية والتعليم وعممناه لظن القارئ أن هذا التنظيم تم تعميمه وتوزيعه في سجن النساء المحكومات بمدد طويلة.
سأسرد لكم المخالفات الممنوع ممارستها في داخل المدرسة. طبعاً هي مخالفات حسب وجهة نظر وزارة التربية والتعليم، أما بالنسبة للمجتمع فهي جرائم كبرى. فترويج المخدرات والاتجار بها في مدارس البنات لا يستحق سوى حسم خمس عشرة درجة من درجات السلوك, حسب ما يراه إخواننا في الوزارة إليكم القائمة:
1- الاستهانة بشيء من كلام الله تعالى أو بشعيرة من شعائر الإسلام أو اعتناق الأفكار أو المبادئ أو المذاهب الهدامة.
2- السحر.
3- الإصرار على ترك الصلاة دون عذر شرعي وعدم أدائها بالرغم من خروج وقتها.
4- حيازة أو تعاطي أو ترويج المخدرات.
5- ممارسة السلوك الشاذ.
6- الخروج مع الجنس الآخر أو إقامة علاقة محرمة معه.
7- القيادة إلى الرذيلة عن طريق توزيع أرقام أو صورة أو خلاف ذلك.
8- التسبب بإعاقة خطيرة لإحدى منسوبات المدرسة.
9- حيازة أو استخدام الأسلحة أو المواد الخطرة أو ما في حكمها.
10- الحالات التي يصبح وجود الطالبة فيها خطراً على مجتمع المدرسة.
أكثر ما أعجبني هو البند العاشر من الجرائم، فالطالبة التي يصبح وجودها خطراً على زميلاتها في المدرسة تعاقب بحسم خمس عشرة درجة من درجات السلوك.
أتذكر في الأفلام الأمريكية أن السجينة التي يكون سلوكها خطراً على النزيلات الأخريات تبعد وتحجز في مكان منفرد وكلنا نعرف أن ممارسة السحر يستتاب صاحبه وإذا لم يتب يدق عنقه، أما جريمة ترويج المخدرات فتقود صاحبها إلى الإعدام حسب أنظمة المملكة العربية السعودية، أما أن يكون العقاب مجرد حسم خمس عشرة درجة من درجات السلوك فهذا يعني أن هذا الجرائم تحدث بشكل يومي وطبيعي في مدارس البنات في المملكة، مما يرفع عنها صفة الجريمة ويجعلها مجرد مخالفات مدرسية. وكلمة مخالفة ليست استنتاجاً من عندي ولكنها وردت هكذا في التنظيم لتصف كل هذه الجرائم والشيء الجديد أن وزارة التربية لا ترى في التزوير ما يستحق النظر، فهو لا يختلف في جريمته عن الكتابة على الحيطان والعبث بأجهزة الحاسب الآلي أتمنى من أي قارئ كريم له علاقة بسجن النساء تزويدي بالتعاميم السلوكية التي توزع في سجون النساء لكي نقارن بين سلوك طالبات المدارس في المملكة وسلوك نزيلات السجون.
|