Saturday 28th February,200411475العددالسبت 8 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
حكايتي مع السيارة!
فاطمة العتيبي

** في العام الماضي تجاوزت (شهامة) زوجي مع جاره وتحمله وقوف السيارة التالفة بجوار منزلنا.. فهاتفت بلدية الشمال وأبلغتهم اسم الشارع ونوع السيارة وقلت للمختص إنها سيارة تالفة مفتوحة الشبابيك وهي تمثل خطراً.. زد على أنها تمثل تشويها للشارع الجميل.. وطلبت منه أن يشعر الجار بأن ذلك اجراء مسحي من قبل أمانة الرياض ولا يأتي على ذكر أننا جيرانهم..
** كتب على السيارة خلال يومين (تالف) وحدد تاريخ ابعاد السيارة وإلا فللبلدية حق التصرف..
شك زوجي بي وسألني قائلاً: اشم رائحة مؤامرة.. هل نفذت ما هددت به؟
ولست ممن يجيدون المراوغة.. اعترفت مباشرة..
** مسح التاريخ المكتوب على السيارة في محاولة تضليل..
ثم اختفت السيارة..
فأحسست ببهجة كبيرة..
ويبدو أن جارنا يعز سيارته تلك.. وهي للأمانة ليست قديمة جداً لكنها محطمة الشبابيك.. بحيث لو رمى فيها الأشقياء (عقب سيجارة) في الليل لاحترقت وأحرقت السيارات المجاورة لها.. وهي تشوه منظر البيوت والأشجار التي حولها..
عادت السيارة..
وقال لي زوجي: هذه سيارة الطنبوري.. وكلما خرجت ورأيتها أعدت موال الخطر.. فقال: تكيفي مع الأمر.. هذا هو النفس القصير للأجهزة الحكومية وعدم القدرة على المتابعة والتنفيذ!
** استسلمت للأمر.. وبدأت أعوّد نفسي عليها حتى قرأت أمس خبرا عن توجيه سمو وزير الداخلية بضرورة ابعاد السيارات التالفة -أو التي مضى عليها وقت طويل لم تتحرك- الى خارج المدن لما تمثله من خطر وتشويه وإذا لم يتم استلام الناس لسياراتهم أو التعامل معها فإن من حق البلديات بيعها لصالح خزانة الدولة.
** أتمنى أن تتجاوب الأمانات والبلديات مع بلاغات المواطنين سريعاً وتتابع تنفيذها.. وتقوم بجولات ميدانية دائمة لتطمئن فعلياً على خلو الشوارع من هذا التالف الخطير المشوه، وأتمنى أن يتفاعل الناس مع التوجيه الكريم ويسارعوا في ابلاغ بلديات أحيائهم أو مدنهم عن السيارات التالفة محافظة على الأمن أولاً.. ومحافظة على البيئة ثانياً.. ولأكن لكم قدوة حسنة.. فللجيران قدر عظيم ولهم حقوق كبيرة لكن أيضا عليهم واجبات تجاه جيرانهم..
والسيارة العزيزة التي تمثل ذكريات لا يتم الاحتفاظ بها وهي تالفة وتترك ذكرياتها للغبار والشمس ولعابثي الطريق..
الذكريات الجميلة تصان في أماكن تليق بها..
هذا إذا كانت المسألة مسألة ذكريات!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved