* الرياض - عمر اللحيان:
توصلت دراسة علمية إلى أن تطبيق تجربة إدارة الجودة في عدد من مدارس التعليم العام في المملكة ساهم في خفض نسبة رسوب الطلاب ورفع تحصيلهم الدراسي وتطوير العمل المدرسي وتحقيق التنسيق بين العاملين في المدرسة بمتوسط عال يبلغ 3.13 كما توصلت الدراسة إلى أن تطبيق إدارة الجودة في المدرسة حقق عددا من الفوائد، أهمها إكساب المدرسة سمعة محلية ووطنية وزيادة رضا الطلاب وأولياء أمورهم وتحسين العلاقة بين المعلمين وأولياء الأمور وقلة شكاوى المعلمين وأولياء الأمور وزيادة الخدمات المقدمة للطلاب وزيادة فاعلية التخطيط بالمدرسة وتحسين دافعية المعلمين للعمل وزيادة إنتاجية العاملين من غير المعلمين بالمدرسة وقلة ملاحظات إدارة التعليم على المدرسة.
وشملت هذه الدراسة - التي أعدها الباحث خالد السحيم وحصل في ضوئها على درجة الدكتوراة من قسم الإدارة التربوية بكلية التربية بجامعة الملك سعود نهاية الفصل الدراسي الأول لهذا العام 1424- 1425هـ - جميع العاملين في الوظائف التعليمية في 40 مدرسة من مدارس التعليم العام الأهلية والحكومية التي تطبق إدارة الجودة 9000 ISO ويبلغ عددهم 1588 معلماً، وقد أوصى الباحث بجملة من التوصيات وفقاً لنتائج الدراسة، أهمها: الحد من الأنظمة الرسمية المعيقة للإبداع والتطوير في المدارس، وإتاحة المجال لها لتطبيق النظم والنظريات بعد التأكد من قدرة القائمين على المدرسة على ذلك وفهمهم تلك النظم والنظريات، على أن يكون ذلك بمتابعة الجهات المختصة في الوزارة، بما يضمن تجنب إلحاق أي تأثيرات غير مرغوبة بمخرجات التعليم. والتزام الإدارة العليا بدعم التوجه لتطبيق أيزو 9000 في المدرسة، باعتباره المحك الرئيس للنجاح في تطبيق نظام الجودة. وتوفير الدعم المالي والمعنوي للمدارس الأهلية والحكومية الناجحة في تطبيق المبادرات تقديراً لها وتشجيعاً للمدارس الأخرى لتحذو حذوها. ونشر ثقافة الجودة في المدارس المطبقة لها بواسطة النشرات التعريفية وإصدار المطويات، للحد من مقاومة العاملين للتغيير وعدم اقتناع بعضهم بجدوى النظام وضعف الإلمام به. وكذلك التطبيق على مراحل، بحيث لا يتم الانتقال إلى مرحلة تالية إلاّ بعد التأكد من النجاح التام في المرحلة السابقة لها. وتحديد احتياجات الطلاب وأولياء أمورهم من نظام أيزو 9000 قبل وأثناء تطبيقه. وربط تطبيق أيزو 9000 بمفهوم إدارة الجودة الشاملة ومفهوم التحسين المستمر وغيرها من مفاهيم الجودة. وتحفيز العاملين الفاعلين في تفعيل النظام، يجعل فاعلية تطبيق نظام الجودة أحد معايير التقييم الوظيفي للعاملين. واختيار المعلمين الفاعلين في تفعيل النظام، بجعل فاعلية تطبيق نظام الجودة أحد معايير التقييم الوظيفي للعاملين. واختيار المعلمين ذوي المؤهلات الأعلى للعمل في المدارس الأهلية، والرفع من مستوى تأهيل معلمي المدارس الحكومية نظراً لوجود علاقة إيجابية طردية بين التأهيل الأعلى والنجاح في تطبيق نظام الجودة. ودعم المدارس بموظفين إداريين للمساعدة في الأعمال الكتابية الكثيرة الناشئة عن البدء في تطبيق نظام إدارة الجودة أيزو 9000. وربط مفهوم الجودة بالتوجيهات الإسلامية السامية في القرآن والسنة المؤكدة على ضرورة إتقان العمل. وبناء خطة بعيدة المدى للتوسع في تطبيق إدارة الجودة، تنطلق من فهم كامل للواقع الحالي والغايات المراد الوصول إليها وطرق الوصول إليها بما في ذلك الاحتياجات المالية والتدريبية والخبرات البشرية والمدة الزمنية اللازمة لذلك. إلى جانب إقامة مركز لدراسات الجودة يتولى إجراء الدراسات والأبحاث العلمية حول نظم الجودة وإمكانات تطبيقها في المؤسسات التربوية في المجتمع وتقديم خدمات التدريب والتطوير للعاملين في حقل التربية والتعليم والعمل على نشر مفهوم الجودة بينهم. وتكثيف التدريب في مجال الجودة للمسؤولين ومتخذي القرار ومن ثم للمشرفين التربويين ومديري المدارس. وعدم الحاجة لجهات تسجيل خارجية واعتراف إذا كان ذلك يعني إحجام المدارس وخصوصاً الحكومية عن تطبيق النظام نظراً لصعوبة إيجاد التمويل الكافي اللازم لجهات الاعتراف. والتأكد من قناعة وفهم كل المرتبطين بالنظام قبل التوسع في تطبيقه للحد من مقاومة التغيير الناجمة عن عدم الفهم ولتقليل الأخطاء الناتجة عن الجهل بالنظام. وتأهيل كوادر بشرية كافية للقيام بعمليات المراجعة الداخلية. وإجراء دراسة مقارنة لواقع تطبيق إدارة الجودة في مدارس البنات قبل التوسع في تطبيقها فيها للكشف عن جوانب التشابه والاختلاف لواقع تطبيقها مع مدارس البنين. وتأهيل كوادر بشرية من بين العاملين في المجال التعليمي وتوفير التدريب المتخصص لهم في مجال الجودة داخل المملكة وخارجها. وإجراء دراسة مقارنة لواقع تطبيق إدارة الجودة في التعليم العالي داخل المملكة وخارجها ومقارنتها بواقع التطبيق في التعليم العام، وسبل تبادل الإيجابيات وتجنب السلبيات في النظامين.
| 
