* القاهرة - مكتب القاهرة - أحمد سيد:
دشنت المنظمة العربية للتنمية الإدارية (موسوعة الإدارة العربية الإسلامية) بدعم من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وزير المالية والصناعة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأعلن الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري المدير العام للمنظمة في مؤتمر صحفي بهذه المناسبة أن الموسوعة موجهة إلى المتخصصين من ممارسين وباحثين وخبراء في مجال الإدارة العامة وإدارة الأعمال والسياسة والاقتصاد والموضوعات ذات الصلة، وتهدف في مجملها للتعريف بطبيعة الإدارة العربية الإسلامية ومكوناتها وقيمتها وإسهاماتها، وتوفير مصدر أساسي علمي لوضع مفاهيم أو نظريات في الإدارة تستوعب واقع المجتمع العربي والإسلامي وتسهم في إغناء الفكر العالمي بمبادئ ونماذج إدارية جديدة، وإثراء الفكر الإداري العربي الإسلامي بمفاهيم ومبادئ وممارسات تتمشى مع الإطار العام لمنطلقات التنمية الإدارية في الوطن العربي في القرن الواحد والعشرين.. مشيرا إلى أن الموسوعة تمثل إضافة مهمة إلى الدراسات المتعلقة بالحضارة العربية الإسلامية.
وحول طبيعة الموسوعة أكد التويجري أنه بعد استعراض نماذج متعددة من الموسوعات العالمية والعربية استقر الرأي على اعتماد نموذج خاص من خلال تطوير نمط الموسوعة البريطانية حيث يوفر النموذج إمكانية كتابتها بأسلوب بحثي يمكن من تحقيق أهداف الموسوعة ومراميها، وتعميقا للفائدة حرصت المنظمة على وضع هذه الموسوعة على موقع المنظمة على شبكة الإنترنت.
سبعة مجلدات
وقال:إن الموسوعة تتكون من أربعة عشر محورا تغطي كافة الموضوعات ذات الصلة بالعلوم الإدارية وأهداف الموسوعة، وقد تم إخراجها في سبعة مجلدات يحتوي كل مجلد على محورين روعي مدى الانسجام والعلاقة التي تربطهما معا قدر الإمكان.. حيث يتضمن المجلد الأول على نظام الحكم العربي الإسلامي وإدارة القضاء فيه، والمجلد الثاني الإدارة العامة العربية والإسلامية، والثالث الإدارة العسكرية والإدارة الشرطية العربية والإسلامية، والرابع حول الإدارة التربوية وإدارة العلاقات العامة، بينما المجلد الخامس تضمن إدارة الاقتصاد العربي الإسلامي والإدارة المالية العامة، والسادس حول إدارة المصارف العربية الإسلامية وإدارة النقود العربية، كما احتوى المجلد السابع والأخير على إدارة التنظيمات المهنية والحرفية وإدارة الاتصالات والمواصلات العربية الإسلامية.
وأضاف التويجري أنه قام بإعداد وتنظيم الموسوعة فريق متخصص من الخبراء العرب من معظم الأقطار العربية بلغ عددهم 34 خبيرا..منوها إلى مرور هذا المشروع بأربع مراحل أساسية لإنجازه: الأولى لإعداد وتصميم أسلوب العمل ووضع خطة متكاملة لمؤشرات ومعايير الإنجاز ومراحل التنفيذ وتكليف أربعة منسقين من الأقاليم العربية المختلفة للإشراف على إنجاز وإعداد المادة العلمية، والثانية لإعداد المادة العلمية من الخبراء ومراجعتها من قبل المنسقين، والثالثة تضمنت مراجعة المادة العلمية من خبراء عرب متخصصين في هذا المجال لضمان جودة المخرجات وتوافقها مع الضوابط والمحددات اللازمة لتنفيذ الموسوعة والمتمثلة في التأصيل الشرعي والتطبيق في الحضارة الإسلامية والتوظيف المعاصر، فيما اختصت المرحلة الرابعة في إنجاز الموسوعة بمراجعة شاملة لإخراجها بصورتها الثابتة لضمان التناغم والانسجام من مكوناتها وسهولة استخدامها من قبل الباحثين والمهتمين وتأطيرها من حيث التصنيف والمراجع والتوثيق والفهرسة.
وأكد أن المنظمة تشعر بوجوب الاعتراف بتوفيق الله وهي تقدم هذه الموسوعة الإدارية التي حاولت استيعاب التراث الإداري في الحضارة العربية الإسلامية وفاء للماضي وخدمة للحاضر واستشرافا للمستقبل.
افتقار المكتبة العربية
وأوضح أن الإدارة العربية الإسلامية لم تدرس بصورة شاملة، وهناك جوانب لم تبحث حتى الآن، كما أن كثيرا مما درس منها لم يتوافق مع مناهج البحث العلمي الرصين، ومن هنا جاءت الحاجة لسد الفراغ في المكتبة العربية الإسلامية بحيث يتاح للقارئ العربي المهتم بالاطلاع على التراث العربي الإسلامي أن يجد ضالته في هذه الموسوعة..منوها إلى أن المنظمة تدرك مدى افتقار المكتبة العربية إلى وجود نموذج للإدارة العربية الإسلامية يمكن من خلاله بناء نظام إداري معاصر يسهم في دفع عجلة التنمية الإدارية من منطلق أصالة التراث العربي الإسلامي فكرا وممارسة، فالأمم لا يمكن أن ترتقي في معارج الحاضر دون فهم كامل لجذورها الماضية، وفهم حقيقي لإمكاناتها الحالية التي تساعدها على بناء مستقبل أكثر ازدهارا.
ونوه التويجري إلى أن أهمية الموسوعة تنبع من تناولها للتطور التاريخي للإدارة العربية الإسلامية وواقعها في الفترات مابين القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) والقرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) بحيث تتناول الفكر الإداري العربي الإسلامي من حيث نشأته وتطوره وتنوعه مع عدم إغفال الاستفادة من الأداء والدراسات الحديثة في الإدارة لتوفر المجال لدراسات مقارنة بين مفاهيم الإدارة العربية الإسلامية والمفاهيم الحديثة.
وقال:إن المنظمة تؤمن بأن بناء مجتمع حديث يتطلب الالتفات إلى جانبين أساسيين هما القيم الأصلية والمفاهيم والخبرة المتمثلة بالتراث الحي من جهة والأفكار والنظم الحديثة من جهة أخرى، كما تدرك أن الفكر الإداري العربي الإسلامي يمكن أن يكون مصدرا أساسيا يوضح مفاهيم ونظريات في الإدارة تستوعب واقع المجتمع العربي والإسلامي وتستشرف آماله على أمل أن يكون سبيلا لإغناء الفكر العالمي..
|