* رام الله - نائل نخلة
استمراراً لمحاولات المؤسسة الإسرائيلية التدخل في شؤون المسجد الأقصى المبارك، طالبت إدارة بلدية القدس من الشرطة الإسرائيلية منتصف الأسبوع السماح لها بإدخال وفد خبراء إسرائيلي إلى داخل المسجد الأقصى المبارك بدعوة ما أسمته فحوصات هندسية لمبنى المسجد الأقصى، وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن بلدية القدس قدمت هذا الطلب بعد أن أفادت صحيفة (القدس) الفلسطينية أن الصخرة في قبة الصخرة قد تضررت بصورة خطيرة نتيجة الهزة الأرضية، وأن دولة الإمارات العربية تعهدت بتمويل مشروع إعادة ترميمه، إلا أن موقع (الجزيرة نت) ذكر أن مصادر فلسطينية نفت المزاعم الإسرائيلية وأكدت أن سبب الانهيار هو الحفريات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية في المنطقة «وفق مخططات لتدمير المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم مكانه».
وتزعم إدارة بلدية القدس أنها تنوي إجراء فحوصات هندسية لمعرفة إذا وقعت أضرار في المسجد الأقصى المبارك جراء الهزة الأرضية التي وقعت في المنطقة في الـ11من الشهر الجاري.
مؤسسة الأقصى التي قامت طواقمها المختصة بعد حدوث الهزة الأرضية بجولة تفقدية لمباني المسجد الأقصى كاملة، نفت أن تكون أبنيته قد تعرضت لسوء، واعتبرت المزاعم الإسرائيلية نسجاً من الخيال.
وحذّرت مؤسسة الأقصى من هذه الخطوة الإسرائيلية واعتبرتها تدخلاً في شؤون المسجد الأقصى وقالت: إن المؤسسة الإسرائيلية إنما تريد استخدام هذه الحجة للتدخل في شؤون المسجد الأقصى وهي حجة استخدمتها السلطات الإسرائيلية من قبل للتدخل في شؤون المسجد الأقصى، في الوقت الذي تمنع فيه السلطات الإسرائيلية دائرة الأوقاف الإسلامية ومؤسسة الأقصى من إدخال المواد لإجراء الترميمات اللازمة والضرورية داخل المسجد الأقصى المبارك.
وكان مدير الأوقاف في القدس المهندس عدنان الحسيني قد وصف في تصريحات سابقة له وضع المباني في المسجد الأقصى بعد الهزة الأرضية بأنه مطمئن.
يضاف في هذا السياق ان الشرطة الإسرائيلية حاولت استغلال وقوع الهزة الأرضية حيث طالبت من دائرة الأوقاف إغلاق المصلى المرواني والمسجد الأقصى القديم، في وجه المصلين المسلمين إلاّ ان الدائرة رفضت ذلك، وطمأن الشيخ عبد العظيم سلهب - رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية - الشيخ كمال خطيب - نائب رئيس الحركة الاسلامية - خلال اللقاء الذي عقد مؤخرا مع وفد الحركة الإسلامية على سلامة المصلى المرواني والمسجد الأقصى القديم، وأطلعه على محاولات الشرطة الإسرائيلية إغلاق المصلى المرواني والأقصى القديم عقب الهزة الأرضية الأخيرة، وأكّد له أن المصلى المرواني والمسجد الأقصى القديم مفتوحان أمام المصلين المسلمين.
وكان الطريق المؤدي إلى باب المغاربة قد انهار فجر الأحد 15 - 2 - 2004م جراء الحفريات التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية تحت وفي محيط المسجد الأقصى، ومنع دائرة الأوقاف الإسلامية ومؤسسة الأقصى من إجراء الترميمات اللازمة في تلك المنطقة واستغلت السلطات الإسرائيلية انهيار الطريق المؤدي إلى باب المغاربة لإزالة الآثار الإسلامية الموجودة في تلك المنطقة حيث تقوم الجرافات الإسرائيلية بصورة همجية تدميرها بصورة مقصودة.
من جهة أخرى فقد نُقل على لسان الشيخ عكرمة صبري - المفتي العام للقدس والديار المقدسة - أن السلطات الإسرائيلية منعت دائرة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن الحرم القدسي الشريف من ترميم جدار باب المغاربة الذي انهار في أعقاب الحفريات الإسرائيلية وإزالة الأتربة التي جرت بالقرب منه.
وبيّن الشيخ صبري الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي نظم يوم الإثنين الماضي في مركز الإعلام الفلسطيني في البيرة أن موضوع الحفريات في منطقة المغاربة ما زال قائماً، وأن إسرائيل تصر عليها، وأن أساسات الأقصى قد أفرغت من الأتربة وأن المسجد الأقصى مهدد بالانهيار الفعلي بسبب منع السلطات الإسرائيلية ترميم الأبنية التي تحتاج إلى ترميم داخل المسجد الأقصى وعلى أسواره.
وأضاف سماحة المفتي أن دائرة الأوقاف الإسلامية والهيئة الإسلامية العليا ومؤسسة الأقصى وغيرها أعلنت عن استعدادها للترميم، لكن المشكلة أن منطقة باب المغاربة تحت السيطرة والقوة الإسرائيلية ولا نعلم حتى اللحظة هل سيسمح لنا بالترميم بصورة مستعجلة أم لا.
وختم صبري قوله: إن الانهيار الذي وقع الأحد قبل الماضي يدق ناقوس الخطر بما يحدق بالمسجد الأقصى من أخطار وعلى الأمة العربية والإسلامية القيام بالدور المنوط بها في حماية المسجد الأقصى.
|