* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي:
أكدت القمة المصرية السعودية التي عقدت بالرياض أمس الأول على تطابق وجهات النظر بين البلدين حول مختلف القضايا التي تشهدها المنطقة وجددت حرص القاهرة والرياض على دفع العمل العربي المشترك من أجل مواجهة التحديات التي فرضتها تطورات الأوضاع في الفترة الاخيرة والتي شهدت العديد من الأحداث التي اكسبت القمة هذه المرة أهمية كبيرة خاصة وأن أجندتها كانت متخمة بمناقشة العديد من هذه القضايا رغم قصر مدة زيارة مبارك إلى المملكة والتي تأتي استكمالاً لجولته الخليجية التي كان قد بدأها الاسبوع الماضي.
ويقول المراقبون: إن هناك اتفاقاً بين القاهرة والرياض بوصفهما محورين أساسيين للعمل العربي المشترك على ضرورة تكثيف التحرك العربي والاقليمي في الفترة المقبلة من اجل قضايا المنطقة في ظل الانشغال الامريكي بالانتخابات الرئاسية القادمة في الوقت الذي تشهد فيه الأراضي العراقية والفلسطينية مزيداً من تدهور الأوضاع على الأرض وتواجه فيه المنطقة العديد من التحديات التي فرضتها تطورات الحرب العراقية الأخيرة.
واذا كانت القضية الفلسطينية والملف العراقي قد شغلا جانباً كبيراً من المباحثات التي أجراها الرئيس مبارك مع خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين فقد تضمنت هذه المباحثات العديد من القضايا الأخرى وعلى رأسها ضرورة العمل وبذل الجهود لانجاح القمة العربية القادمة في تونس وتوفيق الآراء فيما يتعلق باصلاح الوضع العربي وتطوير الجامعة العربية والذي قدم بشأنه العديد من المبادرات التي ستناقشها القمة العربية القادمة من بينها مبادرات ومقترحات مصرية وسعودية وتهدف الجهود المصرية السعودية في هذا المجال إلى التقريب بين الرؤى والمواقف العربية المختلفة بما يصب في خانة الاعداد الجيد لانجاح القمة العربية المقبلة.
وفيما يتعلق بتطورات الوضع في العراق أكدت مباحثات الجانبين تطابق المواقف فيما يتعلق بضرورة الإسراع لنقل السلطة للعراقيين من أجل وقف العنف وبذل الجهود من أجل إنهاء الاحتلال وعودة السيادة الكاملة للشعب العراقي على أراضيه وتأكيد وحدة الأراضي العراقية وبذل الجهود للحيلولة دون نشوب خلافات طائفية في العراق.
وحول الأوضاع في الاراضي الفلسطينية ناقشت القمة المصرية السعودية المبادرات المطروحة على الساحة في شأن قضية الشرق الأوسط وفي مقدمتها المبادرة العربية للسلام والتي سبق أن طرحها سمو ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت بالإضافة إلى نتائج الاتصالات التي تجريها القاهرة بين كل من الفلسطينيين والإسرائيليين بالتنسيق مع الوسطاء الامريكيين والاوروبيين لدفع عملية السلام، واتفق الجانبان على أن المبادرة العربية هي الطرح العربي الأمثل القابل للتطبيق والتحقيق على أرض الواقع لتحقيق السلام في المنطقة.. واكدت مصر دعمها للمبادرة التي سيعاد طرحها وتأكيدها في القمة العربية القادمة، وأكد الجانبان على إدانة الممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وسياسة العزل التي تمارسها اسرائيل ببناء الجدار الفاصل. من ناحية أخرى اهتمت وسائل الإعلام العالمية بنتائج القمة المصرية السعودية والتي ناقشت المبادرة الامريكية حول الشرق الاوسط الكبير والتي سبق وأن اعلنت الخارجية الامريكية عن أن الولايات المتحدة ستستطلع آراء مصر والمملكة فيها.
واكدت مباحثات الجانبين المصري والسعودي على أن الاصلاح لا بد أن يأتي من الداخل وليس من الخارج مشيرة إلى أن محاولة فرض نمط موحد للاصلاح على جميع الدول العربية لا يراعي خصوصيات كل مجتمع وقدرته على استيعاب هذه الاصلاحات لن يؤتي إلا بنتائج عكسية، وكان الرئيس مبارك قد انتقد تجاهل المبادرات الامريكية والغربية للنزاع العربي الاسرائيلي.
| 
