الرجل المناسب في المكان المناسب عبارة نسمعها ونرددها دون أن نسعد بتجسيدها في كثير من مؤسساتنا الرسمية والأهلية .. ولهذا فإن الإنسان ينتشي فرحاً حينما يراها تتحقق ولو مرة في العام.. ولهذا فقد انتشى الكثيرون في الأيام الاولى من السنة الهجرية الجديدة عند سماعهم نبأ تعيين الزميل الاستاذ عبد الرحمن الراشد مديراً عاماً لقناة العربية الإخبارية، وجاء متوافقاً جداً مع مناسبة مرور العام الأول على إنشاء هذه المحطة الفضائية التي اجتازت عامها الأول بنجاح جعلها تتبوأ مركز الصدارة من بين المحطات الفضائية الناجحة وشكل النبأ أفضل هدية تقدمها الفضائية العربية لمتابعيها.
لماذا هذ القول...؟ هل لأن عبد الرحمن الراشد, زميل وصديق وواحد من أبناء الجزيرة أصبح من أساتذة الصحافة والإعلام..؟!!
الجواب يعرفه الكثيرون .. ولا يعلمه الأكثر، فالأخ عبد الرحمن الراشد إنسان يفرض عليك أن تحبه وتحترمه عندما تلتقيه في المرة الأولى، فكيف إذا كنت قد عشت معه بداياته الأولى ولمست فيه المستوى العالي والراقي لنبل الخلق والدماثة والنباهة والتفوق.
والشيء الذي لا يعرفه الكثيرون ومنهم حتى أصحاب المهنة وهو أن عبدالرحمن الراشد متخصص في تقنية الإعلام المرئي (التلفزيوني) فدراسته الأكاديمية في الولايات المتحدة الأمريكية كانت في تقنيات التلفزيون، إعداداً للبرامج والإنتاج والإدارة التلفزيونية، وعمله الصحفي الذي تفوق فيه منذ بدايته الأولى في الجزيرة بدءاً من العمل في المركز الرئيسي في الرياض إلى تسلمه مسؤولية مدير مكتب الجزيرة في واشنطن العاصمة، كان عملاً يترجم الموهبة الفطرية لإبداع عبد الرحمن الراشد الصحفي منذ أن كان يدرس في المرحلة المتوسطة يوم التحق بمدرسة الجزيرة الصحفية وهو أن صقل موهبته الصحفية بفطنته وانخراطه مع مجموعة من المبدعين الصحفيين في السنين الأولى لبدايات الصحفية التي تجذرت في احتكاكه بالمدارس الصحفية في أمريكا وأوروبا، إلا أن تخصصه في التلفزيون يستند إلى دراسة أكاديمية ورؤية مهنية اكتسبها من العمل الصحفي وجذور إبداعية تختزنها شخصية عبد الرحمن الراشد، ومَنْ تابع الأعمال التلفزيونية التي قدمها الراشد سواء في البرامج الوثائقية عن غزو وحرب تحرير الكويت وبرنامج (ساعة سياسية) في محطة المستقبل والعمل الوثائقي الذي شارك في إعداده عن (برنامج الخزن الإستراتيجي) يكشف عن موهبة فذة وتميز في الأعمال التلفزيونية.
هذا الإبداع وهذه الموهبة التي ظلت كمينة لأن العمل الصحفي أخذ كل وقت عبد الرحمن الراشد.. تحاول (العربية) إطلاقها باختياره مديراً عاماً، وأَعتقدُ جازماً إذ ما توفرت الأجواء ووضع تحت تصرفه الإمكانيات سوف نسعد بأعمال تلفزيونية تجعل من البرامج الإخبارية والسياسية في العربية أعمالاً تعوض العرب كثيراً.. وتبعدهم عن برامج (أكاديمي ستار) وسوبر ستار.. وكل عوائل ستار التفاهة.
|