** هذه العبارة التي ترد على لساني كلما تقلب بصري بين بعض (الفضائيات العربية) التي تجرد القائمون عليها - مع كل أسف - من كل حس ديني أو قومي، ومن كل إحساس نحو هذا الجيل العربي المهزوم!.
ترى، ما الهدف من هذه البرامج التافهة التي تعرض خصوصيات هؤلاء الشباب والشابات، وتقدمها (الأنموذج) للشباب العربي من الجنسين، لقد وصل الأمر إلى درجة لم تصل إليها كثير من القنوات الغربية!.
إن المؤلم أن هذه القنوات تسعى إلى تشكيل ثقافة هذا الجيل وعاداته وقيمه على أسوأ ما يكون التشكيل، وهنا تكمن الخطورة والخطر!.
لقد أصبحت هذه القنوات تتسابق وتقلد بعضها في عرض السخف والتفاهات، وكل ما يختطف جدية وقيم الأجيال، ولا من رقيب ولا حسيب، ولا أدري إلى ماذا سوف تصل بنا هذه الفضائيات التي - مع الأسف - أسأنا استخدامها وجعلنا رسالتها عولمة التفاهة ومحاربة الأخلاق، وتسطيح اهتمامات الأجيال.
لقد أضافت إلى مآسي أمتنا مزيداً من المآسي.
وإلا بماذا نفسر ما تعرضه هذه الفضائيات مثل برنامج (ستار أكاديمي) وأمثاله، في هذه القنوات التي يديرها ويقدم برامجها أخوة وأخوات من بلد شقيق ويملكها أو يملك أغلب أسهمها سعوديون مثل قنوات (MBC2)، (LBC)؟!
.. إنها - مع الأسف - (تسوّق الفجور) من توزيع القبلات إلى عرض طقوس دينية، إلى تبسيط عرض الخصوصيات، (وتسويق الفجور) في تعبير بليغ الكاتب الغيور خالد السليمان في زاويته (الجهات الخمس) في صحيفة (عكاظ) عندما قال - لا انكسر له يراع -: (وصل الحال بفضائيات الانحلال والتفسخ أن تتجرأ على تسويق بضاعتها بمثل هذا السفور وهذه الوقاحة التي كنا نتمنى على الأقل أن يقيدوها بتشفير بثها، ولكن للأسف تبقى رسالة بعض الفضائيات العربية تسويق الفجور على أنه ثقافة والعهر على أنه حرية والتحلل على انه موضة!!).
وتحية للأخوة بالكويت، وهم يعلنون غيرتهم على قيم شبابنا عندما طالبوا بعدم عرض برنامج (ستار أكاديمي) وأمثال هذا البرنامج على (عرب سات) وأنا أطلب من وزراء الإعلام العرب التدخل لمنع عرض مثل هذه البرامج على القمر العربي، وإذا كان لا بد فيقصر عرضها على القنوات المشفرة، أما أن تدخل هذه البرامج - هكذا - دون أدنى قانون إلى كل بيت فهذا لا يقبله إنسان فضلا عن غيور.
أما الذي يحيرني كثيراً فهم أصحاب هذه القنوات، أو الذين لهم الجزء الأكبر من أسهمها - وأغلبهم من أبناء جلدتنا - كيف يرضون ذلك لأبنائهم وأحفادهم وشباب أمتهم!.
وإلى الله المشتكى !.
نقل المعلمات
بين الطلاق والموت
** لقد استغربت كثيراً أن يصل الكذب برجال متزوجين بتطليق زوجاتهم المعلمات كحيلة من أجل نقلهن من منطقة إلى أخرى، ثم بعد النقل تتم المراجعة خلال مدة العدّة..!
لقد أكد ذلك في مؤتمره الصحفي رجل مسؤول ألا وهو د. عبدالعزيز الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية في قطاع تعليم البنات.
ولولا أن الرجل في موقع الثقة والمسؤولية لما استطاع الإنسان أن يصدق ذلك..!
هل أصبح الزواج لعبة والطلاق حيلة ؟!.
والسؤال: لو لم يتم النقل خلال فترة العدة كيف سيكون الوضع !.
هل من أجل المادة يضحي الزوجان والأزواج ببعضهما وأسرتهما وأطفالهما !.
هل بلغ الارتماء في أحضان المادة هذه الدرجة!.
وإذا كنت اتفق مع تعليم البنات في عدم اعتبار (الطلاق) مبرراً للنقل ما دام وصل إلى درجة التحايل والكذب، فإنني - قبل أن اختتم هذه السطور - لا اتفق معها في مسألة الوفاة، فالطلاق قابل للكذب لكن (الموت) نهاية لا تقبل تحايلاً !.
لقد قال د. عبدالعزيز الحارثي في هذا المؤتمر عدم اعتبار وفاة المحرم مبرراً لنقل المعلمة، حيث قال عطفاً على موضوع الطلاق: (وفاة المحرم لا تعتبر سبباً كافياً لنقل المعلمة)!.
هذا غريب..
زوجة معلمة مع زوجها، يقدر الله وفاة زوجها، كيف لا تكون الوفاة مبرراً لنقلها إلى أهلها ومحارمها !.
كيف لها أن تبقى وحدها في مدينة بعيدة أو قريبة نائية بعد وفاة محرمها من زوج أو أب!.
إن الطلاق شيء
والموت شيء آخر !.
وأستشرف أن يكون ما فهمته خطأ من كلام وكيل تعليم البنات !.
آخر الجداول
(كم هو الإنسان باحتياج ملحّ إلى إنسان يقاسمه الحلم تماماً كما يؤانسه في اقتسام رغيف الخبز).
ف 014766464 |