Friday 27th February,200411474العددالجمعة 7 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
السحر والشعوذة.. هذا الداء العضال
محمد الشهري

إن الممارسات الشاذة من أي نوع عادة ما تستحوذ على النصيب الأوفر من التحليلات والمتابعات.
** وإن السحر والشعوذة هي من الامور والممارسات الاشد شذوذا.. والأخطر سلوكا ولاسيما اذا مورست في اوساط ومجتمعات محافظة وشديدة الاعتزاز بثوابتها الدينية لما تجسده من ابعاد ومدلولات أشد فتكا من أمراض الطاعون والايدز والكوليرا؟؟
** ذلك ان اضرار وخسائر تلك الأمراض (وقانا الله واياكم شرورها) تقتصر على الاجساد والتي لها اسبابها ومسبباتها.. بخلاف او بعكس الكهانة والسحر والشعوذة ومايدور في افلاكها ودهاليزها من ممارسات.. فهي لا تصيب الا جوهر الانسان (المسلم) فتدمره تدميرا كاملا وتحيله من انسان سوي مؤمن شديد الاعتزاز والتمسك بقيمه ومثله العليا الى آخر يسكنه الشر.. وتتلبسه الشياطين ويصبح عبدا ذليلا لطواغيت الجن، بعد ان كان عبداً لمن خلق الانس والجن.. بمعنى التحول من الايمان الى الكفر، وأي كفر؟!!
** ما دعاني الى الخوض في هذا الموضوع الخطير في هذا الوقت هو قضية الساحر الإفريقي المقبوض عليه في مدرجات استاد الامير عبدالله الفيصل بمحافظة جدة.. وما تلا واقعة القبض عليه من ردود أفعال تمثلث باطروحات وتناولات صحافية للعديد من الزملاء في كافة الصحف.
** ولعل اكثر ما لفت نظري هو تركيز الزملاء الافاضل في تناولاتهم للقضية على الجوانب والابعاد الاخلاقية والتنافسية والحضارية والتقدمية والتخلفية. وهذا كلام جميل ولاغبار عليه.. ولكن ساءني (والله) وحز في نفسي كثيرا (إعراض) هؤلاء الزملاء عن التطرق للبعد العقائدي والأضرار الروحية والدينية الكوارثية المترتبة على ممارسة ذلك النوع من الشركيات ولو تلميحا عملا بالحديث الشريف الذي يقول (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه.. وذلك اضعف الايمان)..
ولأن باب الخيار الاوسط المذكور في الحديث مشرع على مصراعيه لذلك انتابتني الدهشة ازاء ذلك الاعراض!!
** وهنا لن ألجأ الى ممارسة اي من الاساليب التي يلجأ لها اكثرهم عند الاختلاف مع أي طرف أو زميل حول قضية ما.. من عينة (هذا جاهل، وذاك متخلف والآخر متقدم في السن..!) وكأن الكتابة حكر على المراهقين والمتحذلقين.. أو كأنهم (بارك الله فيهم) ولدوا وبين أناملهم اقلام من ذهب عيار (21).. أو انهم اطلقوا صرخاتهم الأولى من وسط ردهات ومدرجات الجامعات (؟!!).. ومع ذلك اعترف بان بينهم، ان لم يكن كلهم من هو على علم وبينة بهول تعاطي السحر عقائديا.. وبالتالي حقي في التساؤل عن اسباب الاعراض عن الاشارة الى ذلك ضمن المحاذير والهواجس والاولويات التي اشاروا اليها.. وكل ما أخشاه ان يكون للحداثة دور في ذلك الموقف.. وهو ما اعيذهم بالله منه.
** وليعلم الزملاء الكرام.. انني هنا لا اقوم بدور الواعظ او المعلم إنما أنا اقوم بواجب التذكير فقط لعل الذكرى تنفع.. فقد كان بامكاني ملء هذه المساحة بقطعة نثرية اعدد من خلالها محاسن رئيس النادي الفلاني.. أو الدفاع عن رئيس النادي العلاني على طريقة (بالروح.. بالدم.. نفديك يا...) لأنال كل الرضا وربما يتم ضم اسمي الى قوائم المميزين والاكثر حظوة..ولكنني آثرت ماهو انفع على ماهو زائل وزائف، ولولا انني احبكم ما حرصت على تذكيركم وتنبيهكم.
** والله من وراء القصد.
كذابو الزفة.!
** تأتي عينات من كوارث الاندية لتضع الامور في نصابها وتكشف بجلاء تام عن مكان ومصدر تلك الكوارث وان كانت معروفة سلفا.. ولكنها تأتي لتشخصها كما يشخص الطبيب الحاذق مكان ونوع العلة؟!.
** ولاننا قوم لاتوسط بيننا فاما ان نحصل على كل شيء أو ندمر كل شيء على رأي الشاعر (اذا مت ظمآنا فلا نزل القطر) لذلك ترانا لانتعلم من الدروس وفي كثير من الاحيان لانريد ان نتعلم.. بل نظل نفاوح ونتحدى ونناضل ضد كل شيء وأي شيء حتى وان كان ضد السيدة (حقيقة)؟!
** ومما يزيد الطين بله هو تهافت اصدقاء الاطراف المسئولة عن تلك الكوارث من اصحاب المنافع المتبادلة لذرف دموع التماسيح.. والمنافحة عن اصدقائهم وتنزيههم من أية أخطاء.. ولابأس لديهم من القاء تبعات كل ما حدث على رؤوس المساكين ممن لا حول لهم ولا طول.. والمطالبة علانية بسلخ جلودهم فداء للاصدقاء الاعزاء (؟!).
** أما (أم الكوارث) فلعلها تتجسد في كون تلك المرافعات والمنافحات متعارضة تماما مع الواقع الصارخ ومع مصالح الاندية العليا.. فضلا عن كونها أقرب الى الوقاحة وخصوصا عندما تسفّه قناعات الاغلبية الساحقة من محبي وانصار النادي ممن هم على دراية وافية بكل صغيرة وكبيرة مما يدور خلف الكواليس وداخل اروقة النادي على اساس ان أهل مكة ادرى بشعابها.. ولا سيما اذا كانت غالبيتهم من المشهود لهم بالنظرة الثاقبة والتجربة الناصعة والتعامل المثالي داخل وخارج الوسط الرياضي.. علاوة على كون ارتباطهم بناديهم لايقوم على العلاقات الشخصية.. أو المنافع البخسة التي لا تتعدى في معظمها منفعة (امدحني اليوم امدحك بكرة) اما النادي ومصالحه الاساسية وجماهيره ففي ستين داهية؟!.
** يأتي ذلك في وقت يتطلب (الحياء) على الأقل من هؤلاء احترام عقلاء الاندية المعنية واحترام عقول جمهور القراء.. طالما ان الامانة قد اصبحت بضاعة غير ذات قيمة في عرفهم (النفعوي..؟!).
** هذه النوعية من الممارسات تضر كثيرا بمستقبل الرياضة في بلادنا.. وتجعل وسطنا الرياضي بكافة فعالياته عبارة عن (حراج) لتبادل السلع الرديئة والرخصية.. حتى وان كانت قد حظيت بقدر من الرواج في زمن ما فانها اليوم لاتحظى إلا بسخرية الجميع، وبفارق من الوعي يوازي الفارق الزمني بين ايام الملاعب الترابية وايامنا هذه.
** بالمناسبة: هذه الممارسات لايختص بها ناد واحد ولكنها تتفاوت في الاعتماد وتطبيقها كاستراتيجية بنسب قد تصل عند البعض الى (100%) وهنا مربط الفرس ؟!.
حكمة في مثل
** شكراً لمن بكاني وبكى عليه.. ولا لمن ضحّكني وضحّك الناس عليه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved