قبول التحليل قبل الزواج من عدمه

تناولت (الجزيرة) وجميع وسائل الإعلام في بلادنا الغالية وبالذات الصحف المحلية الصادرة مع إطلالة هذا العام الهجري المبارك 1425هـ موضوعا حيويا مهماً جدا يهم جميع شرائح المجتمع وهو موضوع (التحليل قبل الزواج) من أجل تلافي الإصابة بأمراض الدم الوراثية والذي صدر قرار مجلس الوزراء بتنفيذه اعتبارا من بداية شهر محرم من عام 1425هـ على جميع السعوديين والسعوديات المقبلين على الحياة الزوجية وذلك بعد دراسة واعية وشاملة ونتائج مهمة جداً والذي سوف يحول بإذن الله سبحانه وتعالى دون تكرار ظهور حالات الإصابة (بأمراض الدم الوراثية الخطيرة) والتي أصبح يعاني منها كثير من سكان بلادنا الغالية وتتكاثر تلك الحالات يوما بعد يوم.. فإذا لم تكن هناك دراسة وافية وكاملة لغرض علاج تلك الظاهرة فإن النتائج سوف تكون غير إيجابية وتتكرر تلك الظاهرة ويكون لها أضرار كبيرة على الفرد والمجتمع.
وقد قرأت من خلال تلك الصحف وجهات نظر مختلفة في بعض النقاط ومتوافقة في النقاط الأخرى إلا أن هناك نقطة واحدة متفقة عليها جميع شرائح المجتمع وهي إيجابية (التحليل قبل الزواج) وقد قال بعضهم بأن وجود ذلك كان متأخراً جدا ومن الأولى بأن حصل ذلك في وقت مبكر عند ظهور تلك الحالات قبل انتشارها في المجتمع بشكل كبير. وقد قرأت الإحصائيات الخطيرة التي أوردها عن ذلك المرض الكاتب المعروف حماد بن حامد السالمي في جريدة (الجزيرة) في عددها رقم 11469 الصادر يوم الاحد الموافق 2 محرم 1425هـ والتي بينت أرقاماً وحقائق وإيضاح خطر مرض فقر الدم الوراثي وكذلك دور الأخت الدكتورة هدى المنصور مديرة مركز أمراض الدم الوراثية (سابقا) في سبيل مكافحة ذلك المرض الخطير من خلال جهود كبيرة جدا ومتواصلة استمرت سنوات طويلة حتى تحقق ذلك الطلب وكان لها جهود بارزة في سبيل توعية المجتمع وإيضاح خطر ذلك المرض عبر جميع الوسائل المختلفة.
وإنني أطلب من جميع شرائح المجتمع الحرص على التحليل قبل الزواج ومعرفة الأهداف السامية التي وجد من أجلها ونشكر الأخ حماد السالمي والأخت الدكتورة هدى المنصور على ما يقومان به من جهود حيال توعية المجتمع.. لما فيه الخير والصلاح في دينهم ثم دنياهم.