نشرت (الجزيرة) في عددها 11469 خبر « حديثة الإسلام » المرأة الوافدة وأقول هنا: جل مشاعر الفخر.. وأسكب نداء البهجة.. فأنت في هذا الوطن المعطاء.. وفي هذه الأرض الطيبة العابقة بنكهة المحافظة والالتزام.
عفوا.. أدر مقلة حرفك.. وافتح نافذة بوحك.. لوّن الأوراق.. وأرسل ناظريك في تلك الآفاق.. أنت هنا في الوطن المعطاء.. تحت ظلال عقيدة سمحاء.. وفضاء مليء بالنقاد.. وطن يتنفس بياضا وصفاء ونقاء.. رعى الله هاتيك الخريطة.. المتوهجة بتضاريس العطاء. هذه المرأة الوافدة التي اعتنقت الإسلام وحملت مولودها بعد زواجها من مسلم مقيم هنا من نفس جنسيتها.. وأصبحت في ظل تهديدات متزايدة من أهلها بقتلها بعد تركها المسيحية.. هذه المرأة من حقها أن تزهو بضمير العقيدة.. ومشاعر الوطن.. انتفضت المكالمات وتحركت الاتصالات كما أشارت الجيرة في موقف مشرف يجسد روعة المشاركة وعمق الإحساس وتفاعل المواطن.. في هذا المجتمع المبارك المنطلق من قاعدة (المؤمنون كالجسد الواحد) الكل يريد مساعدة تلك المرأة الضعيفة ويسهم في تفريج ضيقها وتنفيس كربتها وحل عقدتها.. استشعاراً بمسؤولية المسلم ودور العقيدة.. ولا غرو فعلى هذه الأرض تدفقت أنهار الهدى وسرت تباشير النور.. وتدفقت ينابيع التقوى.. فمرحى لنا بخير يظلنا.. ودين يجمعنا.. ووطن يسمو بنا.. خير موجود في كل بقعة هنا.. تحركه الأكف الندية.. تغذيه القلوب النقية.. وترعاه النفوس الأبية.. إن هذا الموقف الجميل بأبعاده الإنسانية الرحبة وبملامحه الإسلامية الأصيلة يثير في دواخلنا مشاعر جياشة.. موقف مؤثر يعكس أصالة أبناء هذا الوطن ونبل أخلاقهم وعظمة عقيدتهم الغراء.. آه ، ما أروع تفاعل القراء ومعايشتهم لقضية تلك الأنثى المنقطعة التي امتلأت نفسها بضياء الدين وعبق الدعوة في ظل احتفاء واضح ومشاركة جادة في منظومة العقيدة المليئة بمفردات التكافل وفق معايير تذوب فيها حواجز اللغة والجنسية
فهنيئا لنا بهذا الوطن الغالي الذي يرسم مواقف الدعوة ويدعم كل مشروع مبارك من شأنه الإسهام في نشر الإسلام وتوصيل تعاليمه إلى كافة المسلمين في أنحاء المعمورة، وشكراً لكل أصحاب القلوب الرحيمة الذين تفاعلوا مع قضية هذه المرأة الوافدة المسكينة التي ظلت تعض على أطراف عقيدتها رغم المخاطر والتهديدات التي تحف بمصيرها من قبل أهلها حين علمهم بإسلامها فضلا عن مولودها البريء.. حقا ما أجمل المواقف التي تخطها أنامل الرجال.. في وطن يسمق فيه النخيل.. وتثمر الآمال.. وتشمخ الجبال.. شكراً لكل من هب لنجدة تلك المرأة وأبدى استعداده للمساهمة في نقل كفالتها حتى تتجاوز أزمتها وتزول معاناتها.. نعم لقد أدركت هذه المرأة حديثة العهد بالإسلام أن روح التكافل والتآزر نبض مسافر في أعماق مجتمعنا الطاهر المبارك.. هي لم تكن بمفردها في هذه المحنة بل كانت معها قلوب مليئة بتدفق المشاعر وعمق الإحساس.. إن تلك الأصوات التي أبدت هذه الوقفة الكريمة تدل أن العقيدة تزهو بأهلها البررة وأن الوطن يشمخ بمواقف النبل والشهامة.. فهنيئا لنا بهذا الامتزاج الجميل.
محمد بن عبدالعزيز الموسى- بريدة- ص.ب: 710
|