|
| ||
كثيرة هي الحكم والأمثال التي يوظفها الناس في شتى الأحوال والمواقف، منها الفصيح، ومنها العامي. لكن لم يدر في تفكيري تناول مثل عابر، تفوّه به أحد العوام في أحد المنتديات التي تناولت سير بعض العلماء الراحلين في هذه البلاد، ومن سار على نهجهم، وماهم عليه من ورع، وزهد، وتقشف، ليقول هذا الرجل بعفوية ( لايجتمع دنيا ودين )، قاصداً إعراض العلماء الربانيين عن مغريات الحياة ولذائذها،واقتصارهم منها على ما يسد رمق العيش، ويقيم أود الحياة، موحياً إلى تعارض هاتين النزعتين في وجدان الإنسان إلا لدى البعض منهم، وقليلٌ ماهم في هذا الزمن. وطبيعي في مثل هذه الموضوعات أن تتسع دائرة الطرح والمناقشة، لتشمل المقارنة بين الرموز الماضية والحاضرة بين العلماء، وانسياق بعض العلماء - ليس على المستوى المحلي فحسب - وراء زخرف الحياة للأسف، واستغلال نفوذهم الاجتماعي، وانتهاز عواطف الناس الدينية تجاه مسارب الخير، أو ماهو مظنة ذلك، فانشغل هؤلاء عن طلب العلم ونشره، وتوجيه المجتمع وإرشاده، لذا كان من الطبيعي أن ينصرف الناس عنهم حين صرفوا حياتهم إلى غير الطريق الصحيح الذي عبّده أسلافهم، فجدّت على الساحة ظواهر الانحراف، وبدأت أطياف المجتمع تتلاوم أمام القيادات السياسية في أسباب بروزها، تعزوها لنفسها تارة، وتتهم الزمان بها أحيانا، هكذا نحن: |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |