نعم هنيئاً لكم أيها الأبطال الذين قدمتم أغلى وأثمن ما تملكون فداء لحماية العقيدة والأنفس والأعراض والأموال لقد عاهدتم الله عز وجل مقسمين بعظمته وجلاله قائلين :(الله ثم المليك والوطن) وها نحن نراكم تقدمون أرواحكم الغالية على أكفكم التي حملت القرآن الكريم حين أقسمتم بالله العظيم فوفيتم بما أقسمتم عليه (من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر).
هنيئاً لكم لأنكم نحسبكم والله حسيبكم لم تقاتلوا رياءً ولا سمعة ولم تقاتلوا إلا لتكون كلمة التوحيد هي العليا وكلمة الكفر والبغي هي السفلى ومن كانت هذا نيته وهذا مراده فقد جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تخبر بعظيم فضله وجزيل ثوابه وأعلى درجاته في جنات النعيم.
قال الله تعالي: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ}.
وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله).
لقد فقدنا عدداً من أبنائنا البواسل منذ أن بزغ فجر تلكم الفئة الباغية التي عبث الحاقدون بأفكارها وعقولها فمُلئت حقداً وبغياً وضلالاً ومازالت بقايا تلكم الشرذمة رغم ما طرق أسماعهم من فتاوى كبار العلماء بأن ماهم عليه من فكر وعمل ضلال وبغي مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة ولكنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً.
شبابنا عاهدوا الله على حماية الدين ثم المليك والوطن وهذا ما تضمنته عقيدة أهل السنة والجماعة وهو ما سار عليه السلف الصالح رضي الله عنهم فالأنصار رضي الله عنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يحموه مما يحموا منه نساءهم وأنفسهم وصبيانهم وهكذا سطر التاريخ التفاف أهل العقيدة الصافية والمنهج السليم حول ولاة أمرهم والعمل على الجهاد معهم ضد كل من بغى أو خرج عليهم.
إن المتأمل لحال العالم الإسلامي اليوم لا يجد على وجه البسيطة دولة عاهدت الله تعالى على تحكيم شرعه وتطبيق حدوده والسير على هدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم سوى هذه البلاد وحينما وفى قادتها بما عاهدوا الله عليه مكن الله لهم في الأرض ورزقهم من الطيبات لعلهم يشكرون.
وحينما اشتد حقد الحاقدين على هذا المجتمع الموحد الطيب جندوا عدداً من الشباب الطيب واستنفروهم موهمين إياهم بأن عملهم جهاد في سبيل الله وإعلاء لكلمة الله وأيم الله أي ضلال بعد هذا الضلال فهؤلاء الشباب قد جندوا أنفسهم ليقتلوا الأنفس البريئة ويدمروا الممتلكات ويروعوا الآمنين مخالفين للنصوص الصريحة في كتاب الله تعالى وعلى لسان رسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم -التي تحرم فعلهم وتبين الوعيد الشديد عليه. وماذا بعد قتل الإنسان نفسه وقد جاءت الأدلة على لسان الصادق المصدوق تدل على أن من قتل نفسه فهو في نار جهنم خالداً مخلداً فيها.
أقول هنيئاً لحماة الأمن الذين قدموا أرواحهم فداءً للدين ثم المليك والوطن وهنيئاً لذويهم أيضاً فلقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الشهيد يوم القيامة لثمانين من أهل بيته.
وأقول لأولئك الشباب الذين أغوتهم شياطين الإنس والجن :عودوا إلى رشدكم وتوبوا إلى الله تعالى ما دمتم في زمن الإمهال فإنكم والله مسؤولون عما اقترفت أيديكم ومحاسبون على تلكم الأرواح التي أزهقتموها فالمؤمن لايزال في فسحة من أمره ما لم يصب دما حراما كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ،وحرمة دم المسلمين أعظم عند الله تعالى من حرمة الكعبة الشريفة وحكموا كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - إن كنتم تؤمنون بالكتاب والسنة.
وقبل الختام أقول لرجال الأمن: أنتم والله على ثغر من ثغور الإسلام فعقيدتنا وأرواحنا وأموالنا في حماية الله تعالى ثم حمايتكم فاجتهدوا في إصلاح النية وإخلاصها لله تعالى وحده لا شريك له واصدقوا مع الله فأنتم موعودون بإذن الله تعالى بإحدى الحسنيين إما النصر وكبح الباطل ودحض البغي والضلال وإما الشهادة في سبيل الله تعالى فهنيئاً لمن قتل وهو يدافع عن نفسه وعرضه وماله وأنتم في هذا السبيل إن شاء الله. وفي الختام اقول لرجل الأمن الأول ورجاله الأبطال :هنيئاً بهؤلاء النخبة من شهداء الواجب وجبر الله مصاب ذويهم ومصاب الجميع وحفظ الله لهذا البلد دينه وأمنه وأيد بالحق والنصر المبين علماءه وولاة أمره وجمع كلمتهم وحفظهم من كيد الكائدين ومكر الماكرين إنه سميع قريب مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|