عندما نسير في ردهات أيامنا فإننا حتماً سنقابل أناساً كثيرين تختلف تأثيرات كل منهم على تفاصيل حياتنا، فهناك مَن يكون تأثيره كسحابة صيف سرعان ما تنقشع، ومنهم مَن تصنع الأقدار خطوط لقاء بهم وترسم مسار طريقنا لنمر بموانئ بحورهم، حينها نشعر أنهم يختلفون تماماً عمَّن مررنا بهم.. أتعلمين أستاذتي لماذا؟!
لأنهم قاموا بأدوار متميزة رائعة، تمثلت في بناء رغبات بدواخلنا تشدو حباً في الوصول لقمم الأعالي، وزرعوا في دروب أمانينا قناديل من الأمل المضاء، وجعلوا من عواصف المستحيل نسمات ممكنة، وقاموا بتصحيح العديد من أفكارنا الخاطئة التي طالما استبدت بمبادئنا فترات طويلة، وصنعوا في مسيرتنا قيماً كثيراً ما جهلناها، وكانوا دوماً ذوي عطاءات متميزة، حتى في ابتسامتهم التي كانت تلقي بظلالها الوارفة علينا في أي مكان تشاء الصدف أن نتقابل معهم، وقد كانت لنقائها وصدقها كبلسم تُنسينا تلك الأشواك الملقاة في تقاسيم يومنا. ولم يتوقف منابع كرمهم إلى هنا، بل إنهم لم يبخلوا علينا بأي دقيقة في أوقاتهم الثمينة، لقد كنتِ معنا دوماً أستاذةً وموجهةً وأختاً غالية.
|