عام مضى وعام أتى كيف كنت؟ وكيف سأكون؟
أحمد بن سليمان العدل/بريدة

1 محرم- 29 ذي الحجة 1424هـ كم هي الثواني؟ كم هي الدقائق؟ كم هي الساعات؟ كم هي الأيام؟ كم هي الأسابيع؟ كم هي الأشهر؟ احسبها مع نفسك وفي خلوة من أمرك ما هي أحوالي مع نفسي.. مع ربي.. مع أهلي.. مع زوجي.. مع أبنائي.. مع خلاني.. مع الناس أجمع؟ كيف كنت في عام 1423هـ؟ كيف كنت في عام 1424هـ؟ وكيف سأكون بإذن الله في عام 1425هـ؟ كم فقدت من قريب؟.. كم فقدت من حبيب؟.. كم عدد الأموات؟ كم عدد المرضى؟ كم عدد حوادث السيارات؟ كم عدد الزيجات؟ كم عدد المطلقات؟ كم عدد الأيتام؟ كم عدد الأرامل؟ أنظر يمنة ويسرة انظر من امامك ومن خلفك، انظر وتفكر، اعتبر بمن حولك.. كيف هي أحوال المسلمين؟.. كم هي مآسيهم؟.. كم هي جراحهم؟.. كم هي آمالهم؟.. كم هي آلامهم؟.. كم وكم أسئلة كثيرة كبيرة تبحث في الأعماق عن إجابة وكلنا نعرف الإجابة ولكن ما هي إجابتك أنت؟
أبيدت أمم!! انتهكت أعراض!! سلبت حقوق!! شردت ويتمت أطفال!! نهبت أموال!! رملت نساء!!
يا الله.. أين نحن من هذا الواقع؟ وكيف نحن منه؟ هل نؤمن حقاً أن الأيام دول، وأن سنة الله ماضية، وأن لكل أجل كتاب، وأن الأمر لله من قبل ومن بعد؟؟؟ هنا نفتش عن أنفسنا، ويحق لنا أن نقول بصوت عالٍ يسمعه كل أحد: (اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه على نعمة الأمن والأمان، في هذا الوطن الآمن، والصحة في الأبدان، ورغد العيش وطيب المسكن) وأن نعض على نعمنا هذه بالنواجذ، فإنه يوشك أن تسلب منا، وأن نديم الحمد والشكر، فبالشكر تدوم النعم، وبالحمد والثناء تستقر بإذن الله الواحد الديان. وأن نفتح صفحة جديدة نردد فيها بتمعن صباحاً ومساء: (اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، فلا معبود إلا أنت).