عندما تتهم مناهجنا بالتطرف والارهاب ينزوي الحرف في حدود الكلمة وتتلاشى الكلمات المعبرة ونرى قافلة الحق متعثرة..
فكثيراً ما اتهمت مناهجنا بالتطرف.. وكثيراً ما نسب إليها العنف فهي على حدّ زعمهم تخرج أجيالاً لا يعرفون سوى التطرف والظلم والقسوة حينها تأججت نار الغيرة في قلبي حزناً على مناهجنا وعلى ما نسب إليها من تطرف لقد كانت مناهجنا من خير المناهج في نظر هؤلاء قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وبعدها انقلبت الموازين واختلت المفاهيم واتهمت مناهجنا بالقصور وصنع الإرهاب والحقيقة التي يعرفها كل عاقل حصيف أن مناهجنا لم تخلق إرهاباً ولم تدع إلى تطرف والدليل على ذلك أن تلك المناهج تدرس قبل عام 1343هـ وخرجت علماء صالحين وأبناء مباركين لم يعرفوا يوماً الإرهاب أو التطرف.. إذن مناهجنا بريئة مما نسب إليها كبراءة الذئب من دم يوسف..
ومع أن التطرف موجود في دول كثيرة من العالم فلم تُتهم مناهجهم بالارهاب فلماذا إذن تقحم مناهجنا في التطرف؟ ولماذا تجعل الشماعة التي يعلق عليها أخطاء الغير؟
هؤلاء المتطرفون لم يعرفوا حقيقة الدين فالدين لايحث أبداً على القتل وترويع الآمنين بل هو دين يضيء في الحياة الطريق ويبعث الهدوء والسكينة في النفوس.. دين ينهى عن الحقد والكراهية ويدعو إلى التراحم والتواصل..
فالمسلمون دعاة هداية وسلام واستقرار لا دعاة حرب ودمار وهم أيضاً صناع الحضارة يسعون لمصلحة الانسانية..
إن مناهجنا ولله الحمد بعيدة عن الغلو تدعوإلى الوسطية في كل شيء وتحث على الخير والتكاتف قد أذاقتنا عذوبة الانتشاء لم تدع يوماً إلى سفك الدماء أو التطرف والحزبية..
فإلى متى هذا الظلم والاستبداد؟
وإلى متى هذا الجور والتعسف؟ |
إن مناهجنا تستند إلى فلسفة تربوية سليمة ترتبط بالبيئة والمجتمع والثقافة والحياة عن طريق إعادة بناء خبرات الفرد وتعديلها وإثرائها وتحقيق نموه في جميع الاتجاهات..
لذلك فمجمل القول إن مناهجنا لا يمكن أن ينبثق منها ارهاب لعدة أسباب منها:
1- مناهجنا تحلل نشاطات المجتمع في جميع المجالات الدينية والروحية والاجتماعية والصحية وغيرها وذلك للاهتداء بجميع هذه الأمور في بناء الفرد والوصول به إلى أعلى المستويات في خدمة المجتمع بشكل عام.
2- مناهجنا مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وهذان المنبعان لا يدعوان مطلقاً إلى الارهاب أو التطرف فكيف مناهجنا تدعو له إذن وهي منبثقة من قال الله وقال رسوله وهذه الأقوال تخلصنا من كل ضار ومنحرف.
3- مناهجنا تهتم بإعداد المواطن لعصر التفجر المعرفي والثقافة المتميزة وتساعد أيضاً المواطن على اكتساب المهارات النافعة بعيداً عن الحزبية والتطرف والغلو.
4- مناهجنا تُعنى دائماً باحترام حقوق البشر وقيمهم وتدعوإلى الديمقرطية والتحاور دون عنف بل هي تدعو في الغالب إلى التسامح واللين والرفق سواء مع المسلمين أو مع المعاهدين.. فأين إذن العنف الذي وصمت به..
إن العيب والله ليس في المناهج وإنما العيب في هؤلاء المتطرفين الذين يحملون أفكاراً ضالة ليست من الدين في شيء فبراثن الطغيان المتأرجحة على جماجمهم قد أفسدت عقولهم فرأوا الحق باطلاً والباطل حقاً..
فعذراً مناهجنا لا تخلق الإرهاب ولن تخلقه مطلقاً.
|