* الرياض - مسلم الشمري:
أحلى الذكريات تسجل في ليلة العمر، ليلة ترك حياة العزاب والدخول في فضاءات الأيام الجميلة الحانية، وليلة البدء تستحق تدوينها بالصوت و الصورة ان أمكن بدون مبالغة ولا تبذير ولا إسراف في التمظهر والاحتفالية الباذخة المفضية إلى أمور تخرجها عن الواقع ومألوف العادة والتقاليد الحميدة، وزفة العروس ومراسمها بدأت تأخذ طابعاً متغيراً متجدداً خاصة في المدن الكبرى بالمملكة وتحديداً في صالات الأفراح ذات الإمكانات اللازمة لمثل هذه الاحتفالية، غير ان الأساليب المتبعة تتباين حولها الآراء من حيث البذخ والمبالغة بالأسعار وطريقة الموسيقى والغناء، وتبع ذلك ممارسات تجارية لإعداد وترتيب ليلة الزفة أو زفة العروس وامتهنها شباب وطني منهم ضيفنا هنا سعود الناصر..
أفكار جديدة
كانت بداية سعود مع احتراف هذه المهنة قبل خمس سنوات - كما يقول - حينما كتب قصيدة لزواج إحدى قريباته وأدخل عليها بعض الخلفيات الموسيقية ولقيت نجاحاً في تلك الليلة، ولقي هو قبولاً من أقارب العرائس من حوله يطلبون منه معالجة نصوص غنائية بخلفيات موسيقية ومؤثرات صوتية لزفة عروستهم، ومنها اكتسب خبرة أهلته لاحتراف المهنة وافتتاح محل يقدم هذه الخدمات بدءاً بالقصيدة وما يتبعها ويعمل معه ستة من الشباب بالتعاون مع ثلاث فتيات للخدمات المساندة من الخارج يقتصر عملهن فقط صالة النساء بقصر الأفراح للإشراف على الزفة وتنظيم ومتابعة فقراتها وخطواتها.
الكوشة والأضواء والمؤثرات
دلفت (شواطئ) مكتب سعود في أحد أحياء الرياض في زيارة قصيرة للتعرف على آلية العمل وبالفعل كان يساعده ستة شباب يعملون على تجهيز حفلات الزواج فنياً، وتحدث إلينا قائلاً: إنني توسعت في المهنة فصرت أصمم كوشة العروس وأصمم جماليات ومحسنات على أجواء ومنظر الصالة بالإضافة إلى العمل الرئيسي وهو (كاسيت الزفة).
وأشار إلى أن بعض الزبائن يطلبون ما يسمى (زفة إسلامية) وهذه لها نمط خاص محافظ وسعرها أقل لكونها أقل تكلفة لكن الطلب عليها كثير جداً، وأوضح انه يتم قبل ليلة الزفاف بيوم إجراء بروفة أو تجربة على الزفة أياً كان نمطها ونوعها وذلك لمن ترغب بذلك وفي نفس قصر الأفراح حتى نضمن تناسق خطوات العروس وقفاتها أثناء الدخول لتتكامل تحركاتها مع العمل الفني صوتاً وضوءاً ومع المؤثرات الصوتية المصاحبة لذلك لتضفي على أجواء الصالة الروعة والجمال وإمتاع العروس وأهلها وأقاربها وجميع الضيوف بليلة فرائحية غامرة بالبهجة ليخرجوا وهم يسجلون لها ولزفافها أجمل الذكريات.
هل أنت شاعر ؟
أجاب سعود على هذا السؤال بقوله: إنني أكتب الشعر منذ فترة ولا أحب نشره بالصحف لأني لا أبحث عن الشهرة كشاعر، ولكن كان الشعر بالنسبة لي من مقومات العمل الذي امتهنته الآن في تجهيز وإعداد حفلات الأعراس فنياً، وأكتب القصيدة متضمنة اسم العريس والعروس.
وأضاف مبتسماً: وكثيراً ما أسمع ان بعض قصائدي قد ركب عليها أسماء أخرى لعرسان جدد وتغنى بها أحدهم أو ادعى أنها له في إحدى الحفلات، وهذا بالتأكيد سطو على حقوق أدبية، وعلى حق عروسين دفعوا ثمن القصيدة.
وقال انه في ذروة مواسم الأفراح يستعين بعدد من كاتبات كلمات القصائد الغنائية مقابل مبالغ مادية ولكنه تعاون مفيد للطرفين، وأكد انهم ينفذون أعمالاً فنية لحفلات أفراح خارج المملكة كدول الخليج حيث نفذوا أعمالاً في الكويت والإمارات وقطر.
لكن سعود يؤكد أيضا انه لم ينس الأعمال الخيرية في أنشطة مكتبه حيث نفذوا أعمالاً خيرية مجانية لحفلات تخرج في دور المعاقين وبعض الجمعيات الخيرية وانهم حازوا على رضى وشكر القائمين عليها.
الأسعار
وعن الأسعار فيقول سعود: على حسب طلب العروس والمواصفات والأفكار التي يتم إدخالها في العمل في الحد الأدنى 800 ريال وأعلى سعر وصلنا إليه 110 آلاف ريال فقد تم تركيب صوت أحد أشهر الفنانين السعوديين على كلمات خاصة بالعروس والعريس فالطلب ومواصفات تنفيذ العمل هو المعيار لتحديد السعر.
وعن أطرف موقف حصل معه يقول: في أحد الأيام قمنا بعمل بروفة للعروسة وأثناء التعليمات سقطت من الدرج وانكسرت ساقها مما جعل الزواج يؤجل إلى أسبوعين.
وأثناء تواجدنا بالمكتب كانت هناك اتصالات تتفاوض على أعمال فرائحية كان من بينها اتصال من فتاة تدعى (شموخ) وهي تستعد لزفافها وتتمنى ان يكون زفافاً مميزاً يلفت انتباه قريباتها وزميلاتها لكنها تقول انها لا تستطيع ان تدفع أكثر من ثلاثة آلاف ريال قيمة لقصيدة شعرية تحمل اسمها وزوجها وتلقى ليلة الفرح بشكل جيد جذاب مع المؤثرات الصوتية والأضواء والموسيقى، وأكدت انها ترفض إجراء بروفات قبل الزواج بيوم حيث انها - كما تقول - ستواجه معارضة من ذويها حتى لو كانت التطبيقات بحضورهم جميعاً، وأعربت عن سعادتها لتوجه الشباب السعودي لمزاولة مثل هذه الأعمال لأنهم أعرف وأقرب للعادات والتقاليد وما يفضله الجمهور الراغب في إحياء مثل هذه المناسبات.
من جانبها تقول الشاعرة أمواج الصحاري والتي تعمل مع الشاب سعود متعاونة في كتابة القصائد: في البداية كانت كتابة أشعار لقريباتي وصديقاتي مجاناً ثم تعاملت مع أحد المكاتب بمكافأة وبعد زواج أختي تعرفت على سعود الذي أخرج ونفذ عمل زفاف أختي وكانت بداية التعاون بيننا.
|