* بغداد - د. حميد عبد الله:
أسفرت المداولات السرية التي جرت بين المسؤولين الأمريكان في العراق وممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي عن جملة خيارات سياسية لنقل السلطة إلى العراقيين مع الحرص على إرضاء جميع الأطراف السياسية الفاعلة في المجتمع العراقي.
مصادر موثوق بها في مجلس الحكم العراقي قالت ل(الجزيرة) إن من بين الخيارات التي اقترحها الأخضر الإبراهيمي وحظيت بتأييد الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر هي أن يتولَّى الرئيس العراقي الأسبق عبد الرحمن محمد عارف رئاسة التجمع الرئاسي (الترويكا) التي ترى واشنطن أنها الخيار الأسلم للخروج من المأزق العراقي، حيث احدث إصرار الزعيم الشيعي السيد علي السيستاني على ضرورة إجراء انتخابات عامة ومباشرة تسبق تسليم السلطة أحدث انشقاقات داخل مجلس الحكم العراقي وبين التيارات السياسية والقومية والمذهبية في العراق بما جعل واشنطن في حيرة من أمرها في حل هذه الإشكالية المستعصية.
وأفادت المصادر نفسها أن الموضوع عرض على عبد الرحمن عارف إلا أنه إعتذر لسببين أولهما كبر سنه، حيث تجاوز السادسة والثمانين من العمر وثانيهما إحساسه بأنه سوف لن ينجح في مهمته بسبب التعقيدات والملابسات الكثيرة التي يعيشها العراق وأن أحداً لا يستطيع أن يتكهن بمستقبل هذا البلد بسبب ما تعرض له من زلازل سياسية وعسكرية خلال الحقبة الماضية. وكشفت تلك المصادر أن الشخصية البديلة لرئاسة الترويكا العراقية والتي تحظى بشبه إجماع من جميع الأطراف هو اللواء ناجي طالب رئيس الوزراء العراقي الأسبق وأحد الضباط الأحرار الذين خططوا لثورة 14 تموز التي أطاحت بالحكم الملكي وكان وزيراً في أول حكومة شكلها عبد الكريم قاسم عام 1958 لكنه وبسبب خلافاته مع قاسم قدَّم استقالته مع عدد من الضباط القوميين في نهاية عام 1959 ولزم بيته طيلة نصف قرن مضى.
أما المرشحون لنيابة مجلس الترويكا فإن مصادر مجلس الحكم تؤكِّد أنها تتراوح بين شخصيتين كرديتين هما جلال الطالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردي وفؤاد عارف الشخصية الكردية المستقلة ونائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق الذي عاصر جميع العهود السياسية العراقية، حيث ابتدأ حياته مرافقاً للملك غازي ثم محافظاً ووزيراً في عهد عبد الكريم قاسم ونائباً لرئيس الوزراء في العهد العارف الثاني وهو يبلغ من العمر الآن 91 عاماً.
طالع دوليات | 
