* برلين - ليون - مانجاسريان - د.ب.أ:
في خطوة أخرى نحو عودة الدفء إلى العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا التي تأثرت بالخلافات بشأن حرب العراق يستقبل الرئيس الأمريكي جورج بوش المستشار الألماني جيرهارد شرودر في البيت الأبيض اليوم الجمعة.
وقال جاري سميث رئيس الأكاديمية الأمريكية في برلين وهي مؤسسة أبحاث بارزة ومركز للاتصالات بين ألمانيا والولايات المتحدة (تشير الزيارة إلى عودتهما لممارسة دور رجل الدولة).
وكانت العلاقات السياسية الأمريكية الألمانية قد شهدت أسوأ أزمة لها منذ عام 1945 بعد أن قاد شرودر المعارضة لشن حرب على العراق العام الماضي وأثار غضب بوش بعد أن استغل هذا الموضوع لمساعدته في إعادة انتخابه لفترة ولاية جديدة.
وتبودلت الإهانات بين ضفتي المحيط الأطلسى حيث وصف المسؤولون الأمريكيون العلاقات مع ألمانيا بأنها (تسممت) ونصحوا بتجاهل ألمانيا.
كما لم يساعد السياسيون الألمان في تحسين الموقف حيث شبهت وزيرة ألمانية بوش بالزعيم النازي هتلر ووصف أحد الاعضاء البارزين في حزب شرودر الرئيس الأمريكي بأنه إمبراطور روماني في العصر الحديث.
ورفض بوش الحديث مع شرودر لما يقرب من عام ولم تبدأ الثلوج في الذوبان إلا خلال قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى التي عقدت في حزيران - يونيو عام 2003 في إيفيان بفرنسا حيث تصافح الزعيمان.
وأعقب ذلك إجراء مباحثات بينهما في نيويورك في أيلول - سبتمبر الماضي.
وقال السفير الأمريكي لدى ألمانيا دانييل كوتس في مقابلة مع محطة (بايريشر راندفنك) الإذاعية (يجب ألا ننظر في مرآة الماضي.. ما حدث قد حدث).
وتبنى سميث موقفاً أكثر حذراً بقوله (أعتقد أن الواضح أن الطريق إلى عودة العلاقات السياسية إلى قوتها بين الولايات المتحدة وألمانيا سيكون طويلاً).
ورغم ذلك تغيرت لهجة واشنطن بصورة ملحوظة في الشهور الماضية في أعقاب اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين مما أنهى أحد فصول الصراع العراقي في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة وقوات التحالف لوقف العنف هناك.
وتعهد شرودر بعدم إرسال قوات إلى العراق وأكد السفير كوتس أن بوش لن يطلب إرسال جنود.
وقال كوتس (تقول الحكومة الألمانية إنها لن ترسل قوات إلى العراق ونحن نقبل ذلك فلا حاجة لوجود قوات ألمانية هناك).
وما تسعى إليه الولايات المتحدة هو الحصول على تأييد برلين لعملية تدويل العراق.
ورحب كوتس بقوة بنقطتين يتوقع أن تكون لهما الأولوية في جدول أعمال اللقاء بين شرودر وبوش خلال المباحثات في البيت الأبيض.
أولى النقطتين هي أن تتعهد ألمانيا بعدم الاعتراض على خطوات مشاركة حلف شمال الأطلسي في العراق كما هو الحال حالياً في أفغانستان.
وثانيهما الاتفاق على أن يكون رد الفعل الألماني إيجابياً تجاه مبادرة بوش المتعلقة بما يسمى الإصلاحات في الشرق الأوسط والتي يتوقع أن تكون لها الأولوية في جدول أعمال قمة حلف الأطلسي ومجموعة الثماني في حزيران - يونيو القادم.
ويقول مسئولون إنه ليس من المفاجئ أن يركز شرودر وبوش على الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن يؤكد الزعيم الألماني وجهة النظر الأوروبية بأن التقدم في المنطقة يتوقف على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
|