في مثل هذا اليوم من عام 1802، ولد فيكتور ماري هوجو، الشاعر والروائي والكاتب المسرحي الذي تعد أعماله الضخمة القوة التي دفعت إلى وجود الحركة الرومانسية.
ولد هوجو في بيزانكو وتلقي تعليماً خاصاً والتحق بالمدارس الفرنسية ، وكان طفلاً ناضجاً عقلياً حيث إنه في سن مبكرة قرر أن يصبح كاتباً.
وفي عام 1817 . تم تكريمه في الأكاديمية الفرنسية لقصيدة كتبها، وبعدها بخمس سنوات قام بنشر أول مجموعة شعرية له ، وتلا ذلك بعض الأعمال الروائية ، وفي عمله المسرحي الأول (كرومويل) دعا هوجو إلى التحرر من القيود الكلاسيكية ، وسرعان ما تحولت هذه الدعوة إلى البيان الرسمي للمدرسة الرومانسية.
وشهدت الفترة ما بين 1829 و1843 نتاجاً كبيراً من أعمال هوجو ، وحققت روايته التاريخية العظيمة (أحدب نوتردام) شهرة كبيرة وكانت سبباً في انتخابه في الأكاديمية الفرنسية عام 1841 .
وفي رواية أخرى له في نفس هذه الفترة (كلود جوييه) استطاع هوجو ببلاغة أن ينتقد الأنظمة الجزائية والاجتماعية في فرنسا. كما قام هوجو بكتابة مجموعات من الأشعار الغنائية التي حققت نجاحاً كبيراً مثل: أوراق الخريف (1831) وأغاني الشفق (1835). كذلك شهدت كتاباته المسرحية نجاحاً كبيراً مثل مسرحية الملك يسلي نفسه (1832) والتي قام فيردي بتمثيلها في الأوبرا ، ورغم ذلك، فقد حققت مسرحية (الحكام) فشلاً ذريعاً في 1833 ، وألقى إحباط هوجو على (الحكام) بظلاله في نفس العام عندما غرقت ابنته وزوجها ، وترك الشعر وأصبح له دور كبير في السياسة. وفي 1851، وعقب الثورة الفاشلة ضد لويس نابليون - الذي عُرف فيما بعد بنابليون الثالث- فرَ هوجو إلى بلجيكا.
وفي 1855، بدأ هوجو قضاء 15 سنة في المنفى في جزيرة جيورنسي ، وكتب هوجو في منفاه أكثر أعماله الهجائية منها (نابليون الحقير) والقصائد الهجائية (العقوبات) وأول مجموعة قصائد للشعر الملحمي (أسطورة العصور) ، وفي جيورنسي أتم هوجو أطول وأشهر عمل له وهو (البؤساء) وهي الرواية التي وصفت الظلم الاجتماعي في فرنسا في القرن التاسع عشر وأدانته بشدة. وعاد هوجو إلى فرنسا بعد انهيار الإمبراطورية الثانية في 1870 واستأنف دوره السياسي. وانتُخب في البداية بالمجلس القومي ثم في مجلس الشيوخ. ومن أشهر أعماله في الـ15 عاماً الأخيرة من حياته (ثلاثة وتسعون) وهي رواية تصف الثورة الفرنسية، و(كيف تصبح جداً مثالياً) وهي قصائد غنائية عن حياة أسرته ، ومن المعروف أن أعمال هوجو قد أرست المعايير لتذوق الشعر والنثر لدى الأجيال الفرنسية الشابة، ومازال هوجو يعتبر واحداً من أفضل الشعراء الفرنسيين. وبعد وفاته في 22 مايو 1885 بباريس تم حمله في نعش الفقراء، حسب وصيته، ودُفن في (بانثيون) وهو مكان لدفن العديد من الموطنين المشهورين.
|